بعد قرار ترامب الأخير.. هل دعمت أمريكا حقا المعارضة السورية؟
القاهرة- (مصراوي):
قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إن تسليح المتمردين السوريين، خطير وغير فعال، لينهي بذلك جهود الإدارة الأمريكية التي أعلنت دعمها العسكري واللوجيستي لمن وصفتهم بالمعارضة السورية المعتدلة، التي تقاتل قوات بشار الأسد وتنظيم داعش، منذ أربعة أعوام.
وتأتي تصريحات ترامب بشأن دعم المعارضة السورية، عقب تقرير تقارير نشرتها صحيفة "واشنطن بوست، تفيد بأن الرئيس الأمريكي قرر إغلاق البرنامج السوري لوكالة الاستخبارات المركزية (سي آي إيه) لتسليح المعارضة السورية، مشيرة إلى أن ذلك قد يدل على تغير جذري في سياسته بسوريا.
ونقلت واشنطن بوست عن مسؤولين في حكومة الأمريكية، قولهم بإن الإغلاق النهائي لهذا البرنامج السري يعكس اهتمام ترامب بإيجاد سبل للعمل المشترك مع روسيا، والتي ترى أن هذا البرنامج المناهض للأسد ضربا لمصالحها".
"دعم غير كافِ"
وفي هذا السياق، يؤكد المُحلل السياسي السوري ميسرة بكور، أن الدعم المقدم لأمريكا من الثورة السورية، لم يكن كافيا لإسقاط بشار الأسد، ولكنه ربما يكفي للدفاع عن النفس والتصدي للإيرانيين.
وأشار إلى إن الشهر الماضي شهد العديد من المواقف التي زادت من توتر العلاقات الأمريكية الروسية.
وقال لمصراوي: " إنه بالعودة إلى الشهر الماضي، سنرى أن القوات الأمريكية استخدمت طائرة حربية تابعة للنظام، وطائرة بدون طيار صنع إيران".
ولفت إلى أن أمريكا تحاول بعد تصريحات وزير الخارجية الروسية التي تؤكد أن بلاده تشعر بالقلق إزاء الأفعال الأمريكية في سوريا، التوصل إلى توافق مع موسكو. مضيفا: " ويتضح ذلك في التوافق الأمريكي الروسي لوقف إطلاق النار في جنوب غرب سوريا".
ولفت بكور إلى أن الرياح تجري بما تشتهي روسيا، وأن الظروف الحالية في المنطقة تأتي على هوائها، وتصب في مصلحة المشروع الروسي، والذي يتضمن القضاء على الثورة السورية، ومنع الاسلاميين من الوصلو إلى الحكم، وابقاء الأسد في منصبه.
ولفت إلى أن هذه اللحظة قد تكون الأنسب أمام المعارضة السورية، للاتحاد والعثور على نقطة تلاقِ.
وبدأ برنامج دعم المتمردين السوريين وأدرته وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي إيه)، وفي عام 2013، بعد تصويت مجلس النواب الأمريكي على تفويض سلطة تنفيذية لتدريب وتجهيز المتمردين السوريين، لكي يتمكنوا من مواجهة داعش.
وقالت مجلة "ذا اتلانتيك" الأمريكية في تقرير على موقعها الإلكتروني، إن "سي آي إيه" دربت وسلحت الآلاف من المعارضين الذين حاربوا ضد النظام السوري، والمليشيات والجماعات المتطرفة.
"غنائم حرب"
ولفت عادل الحلواني، مدير مكتب الائتلاف السوري، إلى أن أمريكا لم تقدم شيئا للمعارضة، مضيفا: "المعارضة ليس لديها أسلحة، وما تملكه من عتاد حصلت عليه كغنائم حرب، أو استولت عليه من مستودعات.. لا يملكون ثواريخ أو طائرات".
وأوضح أن واشنطن كانت تدعم وتسلح المعارضة الكردية، مشيرا إلى أنها ماتزال تدعمها، وتوفر لها معدات ثقيلة.
وفي المقابل، قال جوليان أسانج، مؤسس موقع ويكليكس في تغريدة على حسابه بموقع تويتر، إن "السي آي إيه لا يُسلّح المتمردين السوريين فقط، ولكنه يدفع رواتبهم الشهرية أيضًا".
"فقاعة إعلامية"
ويرى فراس الخالدي، المحلل السياسي السوري، أن واشنطن كانت تصرح بدعم المعارضة، إلا أنها دعمت النظام بالكثير من المواقف السياسية من تحت الطاولة.
وأشار، في تصريحات لمصرواي، إلى أن تصريحات ترامب مجرد فقاعة إعلامية أكثر مما هو واقع، لأن الدعم لم يكن موجهة لإنهاء الأزمة، أو لدعم الشعب السوري، ولكن من أجل تحقيق المصالح.
فيديو قد يعجبك: