ثلاث سنوات بعد الحرب: آلاف النازحين من غزة ينتظرون العودة إلى منازلهم
كتبت - إيمان محمود
بعد ثلاث سنوات من حرب عام 2014، لا يزال سكان غزة يعيشون في فقاعات، إذ تمت إعادة بناء أكثر من ثلث المنازل المدمرة تمامًا جراء الحرب والبالغ عددها 11,000 منزل، فيما لا تزال أسر كثيرة تعيش في الخيام.
ونقل المجلس النرويجي للاجئين عن ثائر الشيش، وهو أب لأربعة أولاد يعيشون في غزة: "بنيت خيمة وبقيت فيها لمدة ثلاث سنوات بينما أنتظر أن يتم إعادة بناء غزة. ما زلنا نعيش فيها الآن. نحن أحياء لأن الموت لم يكلف نفسه العناء ليحل علينا حتى الآن، مع أن الموت سيكون الحل الأفضل لنا لأننا لن نواجه مشاكل أكبر بعد الآن".
وقال المجلس النرويجي للاجئين في بيان وصل "مصراوي" نسخة منه، إنه في 8 يوليو 2014، تطور الصراع بين إسرائيل وحماس إلى حرب واسعة النطاق كلفت 1,492 فلسطينياً و6 مدنيين إسرائيليين حياتهم. بالإضافة إلى 11,000 منزل مدمر بالكامل، و160,000 منزل متضرر خلال أسابيع الحرب السبعة.
وفي هذا الصدد يقول مدير المجلس النرويجي للاجئين في القدس، هانيبال أبي وركو: " لا يزال الفلسطينيون في غزة ينتظرون إعادة بناء منازلهم. ولا تزال 6،300 أسرة نازحة بدون منزل تعود إليه في غياب التمويل".
وبالإضافة إلى العواقب المدمرة للحرب الأخيرة، يعاني الفلسطينيون في غزة من تأثير الحصار الطويل الذي دام عشر سنوات مما أدى إلى زيادة العوز والحاجة. كما تأثرت جهود إعادة الإعمار سلباً جراء القيود المفروضة على مواد البناء من قبل إسرائيل، فضلاً عن نقص التمويل.
وعلى مدى ثلاث سنوات، ما زال 35،000 شخص مشردين، وأصبح المجتمع الغزاوي على وشك الانهيار، فقد أدى النقص الحاد في الطاقة إلى إيقاف الحياة تماماً عن غزة. كما ازدادت حدة الحالة في غزة في الأشهر الأخيرة مع انقطاع التيار الكهربائي ونقص الوقود اللازم لمولدات الكهرباء في المستشفيات ومحطات معالجة المياه ومضخات المجاري وغيرها من المرافق الرئيسية.
وأكد المجلس النرويجي، أنه وبحلول منتصف العام، لم يكن قد تم تغطية سوى 30 في المئة من التمويل المتعهد به للنداء الإنساني. وهذا يترك فجوة تمويلية تزيد عن 380 مليون دولار أمريكي.
يضيف وركو قائلاً: "حتى لو تم توفير التمويل اللازم على الفور، ما زلنا بحاجة إلى سنة أخرى من البناء قبل أن تتمكن العائلات النازحة من العودة إلى ديارها".
إن المساعدات الإنسانية تخضع لقيود الحصار التي تفرضها إسرائيل ولا تكفي لمساعدة الأسر على الخروج من دائرة الاعتماد على المعونة. ونُشجع كل الأطراف على التغلب على الخلافات، بدعم من المجتمع الدولي. وكتدبير فوري لتلبية الاحتياجات الإنسانية، ينبغي تقديم الدعم لاستمرارية تقديم الخدمات الأساسية في قطاعات المأوى والصحة والمياه والصرف الصحي.
فيديو قد يعجبك: