بنك الدم اليمني معرض للإغلاق في غضون أيام لنفاد الموارد
(أ ف ب ):
وجه بنك الدم اليمني نداء عاجلا للحصول على مساعدات مع قرب نفاد موارده الطبية حيث قد تجبر الحرب والحصار المفروض على العاصمة المركز على أن يغلق أبوابه في غضون أسبوع.
وأطلق مدير المركز الوطني لنقل الدم، عدنان الحكيمي "نداء استغاثة لكل المنظمات الإنسانية ومنظمات المجتمع المدني ورجال الأعمال، لدعم المركز كون المحاليل الطبية والمستلزمات الطبية أوشكت على النفاد".
وأضاف "لم يتبق لدينا من المحاليل الطبية سوى ما يكفينا لأسبوع واحد، وبعد ذلك، اذا لم تتحرك المنظمات الانسانية لدعم المركز الوطني، فسيتوقف عن العمل".
ويشير بنك الدم إلى أنه يعالج كل شهر ما يقارب من 3000 يمني يعانون من أمراض السرطان والفشل الكلوي والتلاسيميا (أو فقر دم حوض البحر الأبيض المتوسط) وهو مرض وراثي يتسبب بفقر دم شديد.
ولكن ثلاثي الحرب والمرض والمجاعة ترك المركز يعمل جاهدا لمواكبة تزايد الطلب، مع صعوبة تأمين المواد الأساسية في بلد يواجه حصارا بحريا وجويا.
ويؤكد حكيمي تأثر المركز بالوضع العام في اليمن، بما في ذلك "انهيار الاقتصاد".
ولا يزال أقل من نصف المستشفيات اليمنية يعمل بعد عامين على الحرب المشتعلة بين المتمردين الحوثيين الشيعة المدعومين من ايران، والذين يسيطرون على صنعاء، والحكومة المتحالفة مع تحالف عسكري عربي تقوده السعودية.
وحتى المطار الدولي الرئيسي في صنعاء محاصر حيث لا يسمح التحالف الذي تقوده السعودية إلا لبضع طائرات تحمل مساعدات تابعة للأمم المتحدة باستخدامه.
ودمرت الحرب معظم البنى التحتية اليمنية ودفعت أفقر دولة في شبه الجزيرة العربية إلى حافة المجاعة.
وخلف النزاع أكثر من 8300 قتيل و47700 مصاب وملايين النازحين، بحسب منظمة الصحة العالمية.
كذلك أسفر تفشي وباء الكوليرا عن مقتل نحو ألفي يمني في غضون أقل من أربعة أشهر.
"تحويل الدعم إلى أولويات أخرى"
أما أمينة علي، التي يعاني طفلها من وضع صحي يتطلب نقل الدم إليه، فتزور المركز بشكل دوري.
وتخشى الآن من أن زياراتها باتت معدودة.
وتقول لوكالة فرانس برس "يحتاج ابني الى نقل دم كل 10 أيام من هذا المركز. وإذا أغلق ستسوء حالة جميع الأطفال، ومن بينهم ابني".
ويؤكد الحكيمي أن منظمة الإغاثة الطبية الدولية "أطباء بلا حدود" تزود المركز بالموارد التي يحتاجها منذ العام 2015 وهو ما "توقف فجأة" في يونيو.
وفي بيان إلى وكالة فرانس برس، أكدت المنظمة أنها تدعم المركز منذ عامين إلا أنها سلمت هذه المهمة لمنظمة الصحة العالمية التابعة للأمم المتحدة في يونيو من العام الجاري.
وأشارت المجموعة إلى أنه "مع تفاقم الاحتياجات الصحية في اليمن، اختارت أطباء بلا حدود تحويل دعمها إلى أولويات صحية أخرى".
وأضافت أن "آخر تبرع قدمته أطباء بلا حدود إلى بنك الدم كان في حزيران/يونيو 2017. وهدف هذا التبرع إلى تعزيز استمرار أنشطة المركز لمدة شهرين، لمنح منظمة الصحة العالمية الوقت الكافي للبدء بدعمه".
ولكن الأمم المتحدة حذرت كذلك من أنها اضطرت إلى تحويل الموارد من قطاع لدعم آخر، كان آخرها من برامج الغذاء لدرء تفشي الكوليرا.
وتشير الأمم المتحدة إلى أن أقل من نصف 2,1 مليار دولار تعهد المجتمع الدولي بتقديمها إلى اليمن هذا العام تم إنفاقها.
ولكن رغم تضاؤل الأمل، لا يزال اليمنيون يرفضون التخلي عن من هم بحاجة إلى المساعدة.
وبين هؤلاء، عبد الله فارعي، هو بين عدد من المواطنين الذين قدموا للمركز للتبرع بالدم "من أجل عمل الخير وبناء الوطن" على حد تعبيره.
وأضاف فارعي "نسأل الله أن يكون المواطنون متجاوبين مع المركز بالتبرع ودعمه بالمال وبالدم".
هذا المحتوى من
فيديو قد يعجبك: