هل تعود العلاقات السعودية الإيرانية بوساطة عراقية؟
كتب – محمد مكاوي:
بعد تصريح وزير الداخلية العراقي عن طلب الرياض الوساطة من بغداد لعودة العلاقات مع طهران مرة أخرى بعد نحو 18 شهرًا من قطعها على إثر اقتحام السفارة والقنصلية السعودية في طهران ومشهد احتجاجا على إعدام المملكة رجل الدين الشيعي البارز نمر النمر، يعتقد محللون صعوبة نجاح تلك الوساطة قبل تتخلي طهران عن سياستها.
وقال وزير الداخلية العراقي، قاسم الأعرجي، يوم الأحد ، إن السعودية طلبت من رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، التدخل للتوسط بين الرياض وطهران.
وأضاف الأعرجي، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الإيراني، عبد الرضا رحماني فضلي، في طهران، أن ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، طلب منه رسمياً، أن يتوسط العراق بين إيران والسعودية، لكبح التوتر بين البلدين، كما سبق للملك سلمان أن قدم هذا الطلب في وقت سابق، وذلك وفقاً للسومرية نيوز.
ولم يصدر أي تعليق من الرياض حتى الآن على تصريح الوزير العراقي بشأن الوساطة مع طهران.
وكان الرئيس الإيراني، حسن روحاني، قال إن بلاده على استعداد لتحسين علاقاتها مع المملكة العربية السعودية، رُغم ما وصفه باستعداد الرياض لـ"التعامل بشكل غير لائق" مع طهران.
وأضاف روحاني في مؤتمر صحفي، الاثنين: "ما طرأ على العلاقات مع السعودية إنما يعود لقضية منى وما حدث مع الشيخ (الشيعي المعارض نمر) النمر، وإن ما جرى أمام السفارة السعودية في طهران قام به بعض المتهورين، وجرت إدانته من قبل جميع المؤسسات،" حسبما نقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية "إرنا".
ماذا تريد السعودية؟
رئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات السياسية والاستراتيجية، اللواء السعودي أنور عشقي، يرى أن العلاقات السعودية الإيرانية أن سبب القطيعة بين السعودية وإيران ليس "عملية زعل" ممكن أن تنتهي بالمصالحة وإنما ممارسات إيران الخاطئة وآخرها حادث اقتحام السفارة في طهران والقنصلية في مشهد هو ما أدى للقطيعة.
واقتحم متظاهرون مقر السفارة السعودية والإيرانية في طهران ومشهد في يناير 2016، احتجاجا على إعدام رجل الدين الشيعي البارز نمر النمر بعد إدانته بحكم قضائي بالإرهاب.
وقال عشقي، في اتصال هاتفي مع مصراوي، إن "الكرة في ملعب إيران" إذا أرادت عودة العلاقات مع السعودية فعليها أن تنفذ الشروط التي طلبتها الرياض قبل ذلك.
وأوضح عشقي أن شروط السعودية هي "أن توقف عن التدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية، وأن تبتعد عن إثارة الصراع المذهبي الطائفي، وأخيرًا أن تسحب ميليشياتها من الدول العربية خاصة سوريا والعراق واليمن".
وتوجد قوات عسكرية إيرانية في سوريا والعراق بطلب من الحكومتين في دمشق وبغداد. كما وجهت اتهامات إلى إيران بتدخل قوات من الحرس الثوري في الحرب في اليمن إلى جانب الحوثيين وأنصار الرئيس السابق علي عبد الله صالح.
ويتفق معه في الرأي نائب رئيس مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية الدكتور وحيد عبد المجيد، الذي يرى أن إيران لديها مشروعا في الشرق الأوسط يضر الدول العربية وخاصة الخليجية.
وقال عبد المجيد في اتصال هاتفي مع مصراوي، الثلاثاء، إن مشروع إيران يقوم على مسألة توسيع نفوذها في منطقة الشرق الأوسط عبر وجود "وكلاء محليين" في عدد من الدول العربية.
طلبات إيران
وزير الداخلية العراقي، قال إنه أبلغ الجانب السعودي برأي الجانب الإيراني بأن الخطوة الأولى التي يمكنها أن تؤدي لتخفيف التوتر بين طهران والرياض تتمثل في إبداء الرياض الاحترام إلى الحجاج الإيرانيين ومعاملتهم بأفضل نحو، وأن تسمح لهم بزيارة مقبرة البقيع.
وقال الوزير العراقي، إن الجانب السعودي وعد بتطبيق ذلك، وأكد أن البقيع مفتوحة الآن أمام الحجاج الإيرانيين، مشدداً على أن العراق يؤمن بضرورة وجود علاقات صداقة بين إيران والسعودية، لأنها تسهم في تعزيز أمن المنطقة.
ومع نهاية الشهر الماضي، وصل أول فوج من حجاج إيران إلى المدينة المنور ضمن البعثة التي سيبلغ عددها 86 ألفاً و500 شخص، سيتوجهون إلى الديار المقدسة ضمن 600 قافلة بحسب الوكالة الإيرانية (إرنا).
اللواء أنور عشقي، يقول إن العراق وسيط محترم بحكم علاقاتها الجيدة مع طهران والرياض، ولكني اعتقد أن الوزير العراقي سيتراجع عن تصريحه.
ويرى عشقي أن بإمكان مصر أيضا بحكم علاقاتها من الجميع من الممكن أن تصبح وسيطا محترما، غير أنه شدد على أن "الورقة في يد طهران".
وتوقع الدكتور وحيد عبد المجيد، فشل "وساطة" العراق في عودة العلاقات بين طهران والرياض، موضحا أن الوساطة توجد عندما تكون المسائل الخلافية بين البلدان في عدد من القضايا المحددة يمكن التقريب بينها عبر وسيط.
وقال عبد المجيد، إن القطيعة بين السعودية وإيران تتعلق بسياسات عامة تنتهجها طهران، مما يصعب مسألة عودة العلاقات بين البلدين قبل تخلي طهران عن سياستها.
فيديو قد يعجبك: