المجلس النرويجي للاجئين: إسرائيل تهدم المدارس الفلسطينية قبل أيام من إعادة فتحها
كتبت – إيمان محمود
تعرضت ثلاثة مرافق تعليمية للأطفال الفلسطينيين في الضفة الغربية في فلسطين المحتلة للهجوم من قبل السلطات الإسرائيلية قبل أقل من أسبوعين فقط على عودة الأطفال إلى المدرسة بعد انتهاء العطلة الصيفية.
وقال المجلس النرويجي للاجئين في بيان وصل مصراوي نسخة منه، أن المرافق التي هدمت تشمل روضة الأطفال الوحيدة للمجتمع البدوي في جبل البابا والتي دمرت في الساعات الأولى من يوم الاثنين الماضي، بالإضافة إلى مدرسة ابتدائية في جبة الذيب تم هدمها في ليلة 22 أغسطس.
كما قامت السلطات الإسرائيلية أيضاً بتفكيك ومصادرة الألواح الشمسية -وهي المصدر الوحيد للطاقة- في المدرسة الابتدائية في أبو نوار. وتعرضت المدرسة ذاتها للهجوم مرتين في العام الماضي، حيث تم هدم أجزاء منها ومصادرة معداتها.
وأدى ذلك إلى أخذ طلاب الصف الثالث حصصهم الدراسية في صالون الحلاقة المحلي، حيث تم منع المجتمع من بناء مرافق التعليم الأساسية، بحسب بيان المجلس النرويجي.
وفي نفس السياق، قال مدير السياسات في المجلس النرويجي للاجئين، إيتاي إبشتين، والذي زار جبة الذيب هذا الصباح: "كان من الصعب أن نرى الأطفال ومعلميهم يحضرون ليومهم الأول من المدرسة تحت أشعة الشمس الحارقة، دون أن يجدوا غرفًا صفية أو أي مكان يلجؤون إليه، بينما يستمر العمل مباشرة في توسيع المستوطنات غير القانونية في المنطقة المجاورة دون انقطاع".
وتشكل آخر موجة من عمليات هدم المدارس والمصادرة في الضفة الغربية جزءًا من هجوم أوسع على التعليم في فلسطين.
وفي الوقت الراهن، هناك 55 مدرسة في الضفة الغربية مهددة بالهدم و "وقف العمل" من قبل السلطات الإسرائيلية، والعديد منها يتم تمويلها من قبل المانحين، بما في ذلك الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي.
وترفض إسرائيل غالبية طلبات التصاريح الفلسطينية في المنطقة "ج"، مما لا يترك للفلسطينيين أي خيار آخر سوى إعادة البناء والتطوير بدون تصاريح، في حين تستمر المستوطنات الإسرائيلية -التي أنشئت في انتهاكٍ للقانون الدولي- في التوسع.
وفي الأشهر الثلاثة الأولى من هذا العام، وقعت 24 حالة هجوم مباشر على المدارس، بما في ذلك حوادث أطلقت فيها قنابل الغاز المسيل للدموع وقنابل صوتية على الطلبة وهم في طريقهم إلى المدرسة أو منها.
وفي العام الماضي، هدمت أو صودرت أربع منشآت تعليمية تعود للمجتمعات المحلية، وتم توثيق 256 انتهاكًا يتعلق بالتعليم في الضفة الغربية، مما أثر على أكثر من 29,000 طالب، بحسب المجلس.
قال مدير المجلس النرويجي اللاجئين في فلسطين، هانيبال أبي وركو: "فقط عندما يعود الأطفال الفلسطينيون إلى الفصل الدراسي، يكتشفون أن مدارسهم تتعرض للتدمير". ما هي التهديدات التي تشكلها هذه المدارس على السلطات الإسرائيلية؟ ما الذي يخططون لتحقيقه من خلال حرمان آلاف الأطفال من حقهم الأساسي في التعليم؟".
وتشمل التهديدات التي يتعرض لها الأطفال الفلسطينيون يوميًا العنف والمضايقات من قبل المستوطنين والجنود الإسرائيليين، بالإضافة إلى النشاط العسكري داخل المدارس أو بجوارها، والتأخير في عبور الحواجز، واعتقال الأطفال وهم في صفوفهم.
ومنذ عام 2011، هددت الحكومة الإسرائيلية أيضًا بحجب التصاريح والتمويل للمدارس التي لا تطبق المناهج الإسرائيلية، والتي أزيلت فيها الإشارة إلى الهوية والثقافة الفلسطينية والاحتلال والمستوطنات الإسرائيلية وغيرها من جوانب التاريخ الفلسطيني.
يضيف أبي وركو: "ندعو الحكومات والجهات المانحة إلى تمويل تعليم الأطفال الفلسطينيين وممارسة كل نفوذهم لمنع هذه الانتهاكات بجميع أشكالها".
واستطرد "إن تدمير المنشآت التعليمية الممولة من الأموال الأوروبية ليس مجرد انتهاكاً للقانون الدولي فحسب، بل أيضًا للالتزام بضمان توفير أماكن آمنة للتعلم للأطفال والمعلمين. كما يشكل إهانة للمجتمع الدولي الذي يقدم المساعدة الإنسانية للسكان الفلسطينيين المُحتلين".
فيديو قد يعجبك: