فاينانشيال تايمز: أمريكا تخفف العقوبات على إيران
لندن - (أ ش أ):
ذكرت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية أنه على الرغم من تمديد الولايات المتحدة لتخفيف العقوبات المفروضة على إيران بموجب الاتفاق النووي الذي أبرمته الأخيرة مع مجموعة دول الـ(5+1) عام 2015، إلا أن ثمة اتهامات متكررة لطهران بانتهاك روح الاتفاق النووي.
ولفتت الصحيفة البريطانية - في سياق تقرير أوردته على موقعها الإلكتروني، اليوم الجمعة - إلى تهديدات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بفسخ الاتفاق النووي بحجة انتهاك إيران لمختلف عناصر الاتفاق الذي وافقت واشنطن بموجبه على رفع الكثير من العقوبات المفروضة على طهران، إذ يتجدد هذا التخفيف كل 120 يوما، ونقلت عن ترامب قوله "لن نسكت على ما يفعلونه، ستشاهدون ما سنفعله في أكتوبر".
ونوهت "فاينانشيال تايمز" إلى أن ترامب لديه مهلة حتى يوم 15 أكتوبر للشهادة أمام الكونجرس الأمريكي حول ما إذا كانت إيران ملتزمة بالاتفاق النووي أم لا.
ولفتت الصحيفة إلى إبقاء الولايات المتحدة على عقوبات منفصلة ضد إيران تتعلق ببرنامجها الخاص بالصواريخ الباليستية، واتهامات برعاية إيران للإرهاب في المنطقة، مشيرة إلى أن وزارة الخزانة الأمريكية فرضت أمس الخميس، قيودا جديدة على 11 شخصا ومؤسسة لدعمهم التصرفات الإيرانية، بما في ذلك شن هجمات إلكترونية ضد مؤسسات مالية أمريكية.
وأشارت إلى أن إيران ردت على هذه العقوبات، باتهام إدارة ترامب بالسعي إلى إعادة صياغة الاتفاق النووي، حيث كتب وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف - في تغريدة على موقع التواصل الاجتماعي (تويتر) - "لن نعيد التفاوض مجددا بشأن خطة العمل الشاملة المشتركة.. إن إبرام صفقة أفضل هو ضرب من الخيال.. حان الوقت للولايات المتحدة لكي توقف ألاعيبها والبدء في الامتثال، تماما مثل إيران".
وقال وزير الخارجية الأمريكي ريكس تليرسون، في تصريحات في لندن أمس، إن الإدارة الأمريكية لم تصدر قرارا حول ما إذا كانت إيران ملتزمة بالاتفاق أم لا.. لكنه اعتبر أن تطوير إيران لبرنامج الصواريخ الباليستية ودعمها للرئيس السوري بشار الأسد، ينافي روح الاتفاق النووي.
وبموجب الاتفاق، وافقت إيران على التخلص من مخزونها من اليورانيوم متوسط التخصيب، وخفض مخزونها من اليورانيوم منخفض التخصيب بنسبة 98%، وكذلك خفض عدد أجهزة الطرد المركزي لديها بنحو الثلثين ولمدة 13 عاما، وفي المقابل، يتم رفع العديد من العقوبات الغربية المفروضة على طهران.
وعلى الرغم من ذلك، أوضح وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون، أن الاتفاق يبدو أنه يؤتي ثماره، وأضاف "نحن هنا في بريطانيا نرغب في الإبقاء على الاتفاق.. هذا بالتأكيد أمر أوضحناه لتليرسون وغيره من المسئولين في الإدارة الأمريكية".
ولطالما قال مسؤولون كبار في الإدارة الأمريكية، بمن فيهم تليرسون، إن الاتفاق معيب لأنه لا يضع في حسبانه الإجراءات الأخرى لإيران، وتتهم الولايات المتحدة طهران برعاية الإرهاب في المنطقة والتدخل في الشؤون العربية.
وقال دبلوماسيون أمريكيون ومسئولون في وزارة الدفاع (البنتاجون) في الأسابيع الأخيرة، إن نظراءهم الأوروبيين سيطّلعون على ما إذا كانوا سيشاركون في المطالبة بمد أجل فترة وقف تخصيب اليورانيوم الإيراني التي من المقرر أن تنتهي في عام 2025 و2030، وفقا لمصادر مطلعة.
وأعرب مسؤولون فرنسيون وبريطانيون عن استعدادهم لمناقشة تلك الأفكار في مرحلة ما، لكنهم يؤكدون تصريحات وزير الخارجية البريطاني بأن الصفقة تعمل ويجب أن تبقى كما هي دون تغيير.
هذا المحتوى من
فيديو قد يعجبك: