إعلان

صفقة داعش وحزب الله.. إيران مؤيدة والعراق يخاف من عودة التنظيم

09:03 م الإثنين 04 سبتمبر 2017

كتبت – إيمان محمود:
في 26 أغسطس الماضي، وقع حزب الله في سوريا اتفاقًا فريدًا من نوعه مع عدوه الأول تنظيم داعش، يقوم التنظيم وفقًا للاتفاق بنقل قافلة من مسلحيه ليبدأ بالانسحاب من الحدود اللبنانية - السورية إلى مدينة البوكمال السورية في ريف دير الزور الشرقي، والواقعة على الحدود السورية – العراقية.

ونص الاتفاق على انسحاب نحو 600 مقاتل من داعش وعائلاتهم من منطقة القاع اللبنانية على الحدود السورية، مقابل تحديد داعش موقع رفات 8 جنود لبنانيين اختطفهم عام 2014، وإطلاق سراح أسير من قوات حزب الله وجثة مقاتل إيراني.

وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان أفاد أن العديد من عناصر التنظيم وبعض المدنيين في القافلة التي تضم 17 حافلة "حوالي 300 مقاتل من داعش و300 مدني" وصلوا إلى دير الزور عبر سيارات صغيرة هربتهم، بغطاء من قوات النظام السوري والميليشيات الموالية له والمتواجدة في تلك المنطقة ريف حمص الشرقي ودير الزور، لاسيما في الحميمة والسخنة.

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن في تصريحات مساء السبت، إن التحالف الدولي هدد بعدم السماح للقافلة التي خرجت من القلمون بدخول دير الزور، ولكنه لم يقصفها، لافتًا إلى أن "حزب الله " قال إنه لم يبق إلا عدد قليل من الحافلات من القافلة التي كانت تضم 17 حافلة.

موقف التحالف

توالت انتقادات من جهات عديدة بعد توقيع الاتفاق –الذي تم بموافقة النظام السوري- كان في مقدمة الانتقادات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الذي أبدى استياءً كبيرًا من الاتفاق، وقال المبعوث الأمريكي إلى التحالف الدولي بريت ماكغورط إن المقاتلين "كان يجب قتلهم في ميدان المعركة، لا نقلهم عبر سوريا إلى الحدود العراقية من دون موافقة بغداد".

وقصف التحالف طريق القافلة الأربعاء ودمر جسرًا لمنع تقدمها شرقًا على مسافة 100 ميل من محطتها النهائية المفترضة، بحسب صحيفة "الشرق الأوسط".

وقال بيان للتحالف الدولي أمس إن قافلة داعش انقسمت إلى قسمين، مع بقاء بعض الحافلات في الصحراء وعودة أخرى أدراجها إلى المناطق التي يسيطر عليها النظام "مجموعة بقيت في الصحراء شمال غرب البوكمال ومجموعة أخرى اتجهت صوب تدمر".

وكرر التحالف في بيان أنه سيواصل مراقبة القافلة ومنعها من دخول مناطق سيطرة التنظيم، مضيفاً أن الحافلات في الصحراء التي تضم مقاتلين وعائلاتهم زودت بالمياه والطعام.

وأوضح المتحدث باسم التحالف، الكولونيل راين ديلون في تغريدة على حسابه على تويتر، أن 85 عنصرًا من "داعش" لقوا حتفهم في ضربات للتحالف على القافلة، وأنه تم تدمير 40 سيارة مستقلة للتنظيم، مشدداً على أن التحالف لم يمنع أو يستهدف أي وسائل تقل مساعدات للمدنيين.

موقف إيران

وأشاد المتحدث باسم وزارة الخارجية بهرام قاسمي بالخطوة الإنسانية لحزب الله اللبناني وقال إن الحرب مع داعش تختلف كلياً عن قتل الأبرياء والناس العاديين.

وفي تصريح له قال قاسمي: إن محاصرة عدد من النساء والأطفال في الصحراء من قبل الأميركيين ليست لها أي قيمة عسكرية، بحسب وكالة "مهر" الإيرانية.

وقال إن محاصرة النساء والأطفال هي أمر طبيعي من قبل الأمريكيين نظراً لسابقة تعاونهم مع تنظيم داعش معرباً عن قناعته بإن الهدف من ذلك هو التأثير سلبا على انتصار الحكومة والمقاومة اللبنانية.

وأضاف قاسمي إن "المحاصرة الجوية للنساء والأطفال والمدنيين والتي أدت إلى مقتل عدد من النساء الحوامل خلال اليومين الماضيين يمكن أن تتسبب وفي حال استمرارها في كارثة إنسانية وتساعد على انتشار العنف في المنطقة"، داعياً الأمم المتحدة إلى التدخل لمنع تنفيذ مجازر بحق الأبرياء في المنطقة.

موقف العراق
وأدانت أطراف عراقية عديدة الاتفاق على غرار رئيسي البرلمان والوزراء، كما ينظم البعض حملات يدعو فيها لقطع العلاقات مع إيران بعد أن تبين بالدليل أنها تحشد الإرهابيين لزعزعة استقرار العراق.

تعرض الاتفاق لانتقادات حادة من العراق على المستوى الرسمي والشعبي، والذي وصفوه بأنه "إهانة لهم" كونه ينقل "داعش" إلى حدودهم في الوقت الذي كثف الجيش العراقي معركته للقضاء على التنظيم. بحسب وكالة "سبوتنيك".

كما حذر سليم الجبوري رئيس مجلس النواب، من العودة إلى المربع الأول والتنكر لدماء الشهداء، مؤكدًا رفضه لأي اتفاق من شأنه أن يعيد تنظيم داعش إلى العراق أو يقربه من حدوده.

وأضاف أن العراق لن يدفع ضريبة اتفاقات أو توافقات تمس أمنه واستقراره، بحسب موقع "العربية"، مطالبًا الحكومة الاتحادية لاتخاذ كل التدابير اللازمة من أجل مواجهة تداعيات هذه الصفقة.

كما وجه لجنة الأمن والدفاع بالتحرك السريع لتقصي الحقائق وتقديم تقرير مفصل يوضح لمجلس النواب تداعيات الاتفاق المبرم بين حزب الله وتنظيم داعش الإرهابي، وانعكاساته على أمن واستقرار البلد.

ويتخوف العراق من أن وصول داعش إلى منطقة دير الزور سيسمح له بإعادة ترتيب صفوفه في المحافظة الاستراتيجية وقد تخول له شن هجمات انتقامية ضد العراق انطلاقاً من سوريا، خصوصاً أن المسافة من مركز دير الزور إلى الأراضي العراقية هي نحو مائة كيلومتر فقط.

من جهته، اتهم النائب في البرلمان العراقي "علي البديري" "الحكومتين العراقية والسورية" بالتآمر على شعب العراق و"الحشد الشيعي" إثر تغاضيهما عن الصفقة، التي أبرمت بين حزب الله وداعش.

وقال البديري، وهو عضو في الكتلة النيابية لائتلاف الوطنية بزعامة نائب الرئيس إياد علاوي، إن "الاتفاق الذي حصل بين حزب الله اللبناني والحكومة السورية من جهة وتنظيم داعش الإرهابي من جهة أخرى نعتبره بكل بساطة مؤامرة على العراق".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان