إعلان

برلماني عراقي يتحدث لمصراوي عن "عراق ما بعد داعش".. والعلاقة مع مصر

05:36 م الخميس 18 يناير 2018

ارشيفية

كتبت – إيمان محمود:

"تم القضاء على داعش من الناحية العسكرية".. بهذه الكلمات أنهى رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، في 21 نوفمبر الماضي، أسطورة تنظيم داعش في العراق، التي بدأت شرارتها منذ ثلاثة أعوام عانى فيها العراقيون من القتل والتشريد على يد التنظيم المتطرف.

وسيطر تنظيم داعش على مساحات شاسعة من غرب وشمال العراق في منتصف عام 2014، من ضمنها مدينة الموصل التي أعلن منها زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي تأسيس خلافته المزعومة، قبل أن يقضي عليها الجيش العراقي، وتبدأ البلاد مرحلة جديدة من إعادة الإعمار، والنهوض بالحالة الاقتصادية والسياسية.

ما بعد داعش

وقال النائب في البرلمان العراقي، عباس البياتي، إن الحكومة العراقية لديها خطط للمرحلة الحالية؛ في مقدمتها العمل على تطهير أجهزة الدولة من الفاسدين الذين استغلوا الظروف الأمنية ونهبوا الممتلكات العامة.

وأضاف البياتي في حوار أجراه مع "مصراوي"، أن العراق يعمل في الوقت الحالي على إصلاح وتجديد المؤسسات الإدارية، التي انشغلت عنها الحكومة منذ سقوط الرئيس العراقي الراحل صدام حسين في عام 2003، مرورًا بالحرب ضد داعش، الأمر الذي أدى إلى ترهل الوضع الإداري.

الحرب تسببت في مشكلات اجتماعية أيضًا، ففي حين اختفى أعضاء التنظيم بشكل كبير فإن زوجاتهم وأطفالهم لازالوا موجودين، "أطفال داعش ولدوا في أجواء حرب وتربوا على العنف.. ليس لهم ذنب لكن يجب حل المشكلة قبل أن تسبب أزمة مجتمعية"، على حد قوله.

وفي ضوء استعداد القوى السياسية العراقية لخوض الانتخابات البرلمانية المقبلة، قال البياتي، إن العراق يحتاج إلى تكاتف من القوى السياسية وإعادة بناء التحالفات بطريقة جديدة تحول دون الثغرات التي تسببت في تصعيد الخطاب الطائفي وظهور داعش في الماضي.

وتخوض التيارات والأحزاب السياسية في العراق، في يونيو المُقبل، الانتخابات البرلمانية الأولى بعد الانسحاب الأمريكي من العراق في عام 2011

النازحون وإعادة الإعمار

أما من نزحوا تاركين بيوتهم ومناطقهم بسبب داعش، فشدد النائب العراقي على أنهم من أهم التحديات التي يواجهها العراق بسبب أعدادهم الكبيرة التي تُحصى بالملايين، بالإضافة إلى تدمير مناطقهم بسبب الحرب مع داعش.

إعادة الإعمار المُدمر يحتاج إلى مبالغ كبيرة، لكن الأمل الذي لفت إليه النائب العراقي لجمع تبرعات تساهم ولو بقدر قليل، هو مؤتمر الكويت الدولي، الذي يُعقد خلال هذا العام من أجل دعم وتمويل صندوق المناطق المتضررة من داعش.

ورغم انتظار المؤتمر، إلا أن "البياتي" أكد علمه بأن الأموال التي سيجنيها الصندوق "لن تكون كافية لإعادة إعمار حتى مدينة واحدة".

ويحتاج العراق إلى حوالي 100 مليار دولار لإعمار وتأهيل المناطق المُدمرة.

يئس النائب البرلماني من جمع مبلغ كبير لإعادة الإعمار جاء لعدة أسباب؛ جاء في مقدمتهم انخفاض أسعار النفط، الذي أثر بشكل كبير على الدول النفطية الغنية التي كان من الممكن أن تساعد العراق وفي مقدمتهم دول الخليج.

والسبب الأهم الذي يراه "البياتي" هو أن الجميع ينظر للعراق على أنه بلد نفطي، وبالتالي فوضعه الاقتصادي يسمح له بمساعدة نفسه، كما أن معظم الدول كانت تهتم بمساعدة العراق أثناء الحرب، لكن الاهتمام قلّ بشكل كبير بعد انتصاره على داعش.

يرى النائب البرلماني أن الحرب والقضاء على داعش لم يكن بالأمر السهل لكن العراق نجح فيه، قائلاً "قاتلنا داعش نيابة عن العالم، فلو لم ينجح العراق في دحر داعش لأصبحت دول الخليج تحت رحمته".

تحديات أمنية

التحديات الأمنية التي يخوضها العراق تتوزع بين الخوف من عودة التنظيم واستجماع قوته، وأيضًا لم شمل القوى المسلحة المختلفة داخل العراق، بعد أن تسببت الفترة الماضية في انتشار السلاح بينهم بشكل كبير.

"البياتي" شدد على أن الحكومة العراقية حازمة في هذا الموقف ولن تسمح بأن يظل السلاح في يد أشخاص غير منتمين لمؤسسات غير أمنية تابعة للدولة.

وفيما يخص فصائل الحشد الشعبي، فقد وصفهم "البياتي" بأنهم قوة أمنية وطنية، مرتبطة بالقوات المسلحة، مشيرًا إلى أن ما ينقصهم هو "إعادة هيكلة" بحيث لا يتدخلون فى العمل السياسي، ولا يكون ولائهم لغير الدولة العراقية ومؤسساتها.

وعن تخوفات البعض من عودة ظهور داعش، فقد أكد أن الجيش العراقي قتل الجزء الأكبر من التنظيم، والبقية فرّوا إلى دول شمال إفريقيا والدول التي تعاني من تراخي أمني، ولكن السؤال الذي لفت إليه النائب العراقي هو "من سهل لهم الهروب من تلك المناطق".

أزمة الأكراد

"ويرى البرلمان العراقي أن "أزمة الأكراد انتهت بلا رجعة"، مؤكدا أن "العراق لم يتفكك، بل أصبح أكثر قوة وتماسكًا بعدما استطاعت الحكومة العراقية إنهاء أزمة استفتاء الاستقلال بعقلانية وحزم وقوة ناعمة."

وقال البياتي إن الحكومة العراقية استطاعت أن تُفشل خطة انفصال الإقليم عن الدولة العراقية ولم نتعامل مثلما تعاملت السلطات الإسبانية مع أزمة إقليم كتالونيا، وإنما تعاملنا بهدوء وبقوة ومنطق، واستطعنا أن نقنع دول الجوار والعالم وحتى الشارع العراقي، ليقفوا جميعًا إلى جانب السلطة المركزية العراقية".

وتفاقمت الخلافات بين أربيل وبغداد خلال الأيام الأخيرة، خاصة في أعقاب استفتاء الانفصال الذي أجراه الأكراد في 25 سبتمبر الماضي، والتي عاشت كردستان على إثره حالة من العزلة الدولية والإقليمية، لتبدأ بعدها السلطة الاتحادية العراقية باستعادة سيطرتها على المناطق المتنازع عليها وعلى رأسها محافظة كركوك النفطية.

واعتبر البياتي أن سيطرة الأكراد على المناطق المتنازع عليها بين الحكومة المركزية وحكومة إقليم كردستان "غلطة"، مضيفا أن استعادة الحكومة العراقية لتلك المناطق كانت بمثابة "قاسمة الظهر بالنسبة للأكراد".

وقال البرلماني العراقي إن "الأكراد تخيلوا أن دعم إسرائيل لهم سيكون كافيًا وأنهم سيضعون العالم أمام الأمر الواقع؛ فرفع بعضهم للأعلام الإسرائيلية خلال المطالبة بالاستقلال استفز مشاعر الكثيرين."

العلاقات مع مصر

أكد البياتي أن العلاقات بين مصر والعراق تشهد تطورًا في عدة مجالات على رأسها النفط.

وأشار "البياتي" إلى أنه كان من المقرر عقد اجتماع مصري– عراقي في أغسطس الماضي؛ لتوقيع اتفاقات بين البلدين، لكن الظروف الصحية لرئيس الوزراء المصري شريف إسماعيل، حالت دون اتمامه.

النائب العراقي لفت أيضًا إلى مشروع الأنبوب النفطي العراقي-الأردني-المصري، الذي ينطلق من البصرة مرورًا بالعقبة ووصولاً إلى العريش، والذي يوفر دخلاً وفيرًا للبلدين وللأردن أيضًا التي تحصل على عائد "ترانزيت" لعبور النفط من خلالها.

العائق الوحيد الذي كان يواجه المشروع، هو سيطرة داعش على محافظة الأنبار العراقية، لكن بعد الانتصار على داعش لم يعد هناك أسباب لتأجيله، على حد قوله.

وفي حين شدد النائب العراقي على أهمية توطيد العلاقات بين البلدين، فإنه لفت إلى أن العراق بإمكانه توفير 4 مليارات دولار لمصر في السنة، من الوافدين العراقيين من أجل السياحة والعلاج والتعليم، لكن إجراءات الحصول على التأشيرة المصرية للعراقيين، تحول دون ذلك، على حد قوله.

وأكد البياتي أن العراق يتفهم حساسية الوضع الأمني لمصر، لكن المواطنين العراقيين بحاجة إلى مرونة أكثر للحصول على التأشيرة، مشيرا إلى إمكانية الاتفاق بين الجانبين على آلية أمنية توفر للجانب المصري المعلومات اللازمة له.

 

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان