واشنطن بوست تتوقع تحول الاحتجاجات في إيران إلى "ثورة"
كتبت- هدى الشيمي:
دعت صحيفة واشنطن بوست الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وحكومات الغرب إلى مساندة المعارضة الإيرانية في الاحتجاجات التي قاموا بها منذ الخميس الماضي، وتسببت في مقتل 22 شخصًا، واعتقال المئات، بحسب التلفزيون الرسمي.
وقالت الصحيفة الأمريكية، في افتتاحيتها التي نُشرت يوم الأحد، إن الاحتجاجات المنتشرة في العديد من الدول والولايات الإيرانية أظهرت مدى ضعف النظام الحاكم في طهران، والذي تنظر إليه واشنطن على أنه إحدى "الطواغيت الإقليمية".
وأوضحت الصحيفة الأمريكية أن الحكومة الإيرانية ما تزال غير قادرة على اشباع احتياجات المواطنين اليومية، رغم رفع العديد من العقوبات الاقتصادية، عقب توقيع الاتفاق النووي بين طهران والدول الست الكُبرى عام 2015.
وذكرت أنه من بين أسباب الغضب المُسيطر على الإيرانيين، شعورهم بأن موارد بلادهم تُهدر بسبب "الفساد المتفشي في الداخل، والتدخل العسكري في بعض دول المنطقة، والذي يقوم به بعض الدعاة والمسؤولين الإيرانيين الذين لا يهتمون لمنح الشعب أبسط حقوقهم وحرياتهم".
ولفتت الصحيفة إلى انتشار الاحتجاجات التي بدأت في مدينة واحدة إلى حوالي 12 مدينة وولاية في البلاد، مطالبة بتحقيق المزيد من الإصلاحات الاقتصادية، والحصول على المزيد من الحريات المدنية، وتتحدى –لأول مرة- المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي.
وبحسب الصحيفة، فإن الاحتجاجات الشعبية حظت بدعم دولي واسع، فكتب ترامب عدة تغريدات يؤكد فيه مساندته للمعارضة، وأشادت ابنته الكبرى ومستشارته إيفانكا بشجاعة وبطولة المحتجين.
وحثت واشنطن بوست قادة الدول الغربية الذين يرفضون التعليق على الأحداث التي تجري في إيران ويتوخون الحذر، بالإعلان عن موقفهم.
وتتوقع الصحيفة أن تستمر الاحتجاجات إلى فترة طويلة، وقد تتحول إلى ثورة، مُشيرة إلى أن نظام خامنئي أثبت على مدار السنوات أنه بارع في اخماد الثورات، وكان آخرها الاحتجاجات التي وقعت عام 2009، وتشير إلى أن المرشد الأعلى ما يزال لديه موارد قمعية وفيرة يستطيع من خلالها اسكات المعارضة.
ووفقا للصحيفة، فإن الاحتجاجات الحالية تختلف عن احتجاجات 2009 بطريقة مفيدة للنظام، إذ أنها تفتقر لقائد، ولأجندة واضحة.
وقالت الصحيفة إن الاحتجاجات الحالية بدأت في مدينة مشهد، ثاني أكبر المدن الإيرانية، ومن المرجح أن معارضي نظام الرئيس الإصلاحي حسن روحاني كانوا من أشعلوا فتيلها، ثم انتشرت في عشرات المدن الصغيرة المحيطة بها، حتى وصلت إلى طهران، أما احتجاجات 2009، فشارك بها الملايين وانطلقت من العاصمة طهران، وكانت أهداف المتظاهرين واضحة ومُحددة.
وبحسب الصحيفة، فإن الاحتجاجات الحالية تبدو أنها أكثر عنفا، وأشار المراقبون والناشطون إلى هجوم المحتجين على مؤسسات حكومية وقواعد عسكرية في المدن. وأعلن التليفزيون الرسمي مقتل العشرات، أمس الإثنين.
وتتوقع واشنطن بوست أن تلجأ الحكومة الإيرانية إلى الحرس الثوري الإيراني، وغيره من المليشيات الشيعية لاخماد التحركات الحالية، مُشيرة إلى إمكانية شن السلطات لحملة دموية شرسة على المتظاهرين.
ودعت الصحيفة إدارة ترامب وغيرها من الحكومات الغربية إلى محاولة ردع روحاني، ومنعه من التعامل بعنف مع المحتجين وتهديده بفرض المزيد من العقوبات على حكومته إذا تصاعدت وتيرة العنف، لاسيما وأنه أكد في تصريحاته، الأحد الماضي، أن الشعب لديه حق النقد، والتعبير عن رأيه.
وفي نفس الوقت، أكدت الصحيفة ضرورة تجنب ترامب لأي تصرف من شانه تقويض الاحتجاجات، وأهمها الانسحاب من الاتفاق النووي، لأنه بهذه الطريقة سيفصل أمريكا عن الحكومات الأوروبية التي يبنغي عليها الآن التنسيق فيما بينها لوضع طريقة مثلى للتعامل مع الانتفاضة الإيرانية.
وقالت: "الآن هو الوقت المناسب لكي يركز ترامب على دعم الشعب الإيراني".
فيديو قد يعجبك: