في يومه الأول .. مؤتمر سوتشي في مواجهة المقاطعات السورية
كتبت – إيمان محمود:
بعد تأجيلات متكررة؛ ينطلق مؤتمر الحوار الوطني السوري، اليوم الاثنين، في مدينة سوتشي الروسية، وسط اعتراضات واسعة من جانب فصائل المعارضة السورية، وغياب ملحوظ لوفد الحكومة السورية، وغضب من موسكو التي كانت ترغب في مشاركة سورية واسعة.
ويُعقد مؤتمر سوتشي بمبادرة من الحكومة الروسية وبدعم من تركيا وإيران، بعد أن تسببت اعتراضات بعض فصائل المعارضة السورية إرجائه عدة مرات خلال الفترة الماضية، لكن روسيا قررت هذه المرة أن تعقده في الموعد المُحدد حتى في ظل غياب المعارضة.
ووجهت وزارة الخارجية الروسية، الدعوات إلى 1600 سوري لحضور المؤتمر، بالإضافة إلى عدد من الدول العربية والأجنبية، إذ تنطلق الأعمال التحضيرية للمؤتمر اليوم الاثنين، على أن تنعقد الجلسة العامة يوم غد الثلاثاء.
ورغم إعلان هيئة التفاوض السورية المعارضة في جنيف عدم حضورها المؤتمر، الذي سيؤثر بشكل كبير على المحادثات، إلا أن روسيا أعلنت أنه "سيتم عقد مؤتمر سوتشي حتى في حال غياب اللجنة التفاوضية لقوى الثورة والمعارضة السورية".
الحكومة السورية
رغم عدم صدور بيان رسمي من الحكومة السورية بشأن غيابها، إلا أن صحيفة "الوطن" الحكومية السورية، نقلت عن مصادر لم تسمها أنه لا يوجد تمثيل رسمي للحكومة في الأعمال التحضيرية للمؤتمر.
وفسّر المصدر غياب التمثيل الحكومي بأن جلسات اليوم تُعتبر "حوارًا بين مختلف فئات الشعب السوري، ومن بينهم بعض المنتمون إلى حزب البعث العربي الاشتراكي، وكل الأحزاب السورية ممن يمثلون الدولة بشكل أو بآخر".
كما نقلت "روسيا اليوم" عن مصدر سوري، أن بشار الجعفري وأعضاء وفده الذين شاركوا بانتظام في المفاوضات السورية بجنيف والتي جرت جولتها الأخيرة في فيينا سيغيبون عن مؤتمر سوتشي، وبالتالي فإن مسألة تمثيل دمشق لا تزال عالقة.
المعارضة بين مقاطع ومشارك
اصطدمت المساعي الروسية إلى ضمان مشاركة أكبر عدد من الفصائل المعارضة في المؤتمر، بمواقف الفصائل التي أعلنت رفضها للمؤتمر، وعلى رأسها الهيئة العليا للمفاوضات السورية.
الهيئة أعلنت رسميًا مقاطعتها للمؤتمر، السبت، وذلك بعد مناقشات شاقة مع المبعوث الدولي ستافان دي ميستورا في اجتماع فيينا المنعقد برعاية الأمم المتحدة، والذي اختتم يوم الجمعة الماضية.
وقال الحريري ـ في مؤتمر صحفي في فيينا ـ "إننا دخلنا في مناقشات مستمرة مع الجانب الروسي في سبيل جعل المبادرة مفيدة من أجل تنفيذ القرار2254 ومسار جنيف"، متابعا: "قرارنا النهائي بناء على إرادة شعبنا ونتيجة الممارسة الديمقراطية ودستورنا عدم المشاركة في سوتشي".
كما انضمّت "هيئة التنسيق الوطني" المعارضة إلى "هيئة التفاوض" معلنة رفضها المشاركة في سوتشي.
وقال رئيس الهيئة حسن عبد العظيم إن عددًا كبيرًا من المشاركين في المؤتمر هم من "الموالين للنظام، إلى جانب بحث الحضور في مسألة الدستور وتشكيل هيئة لإعداده، مع أن ذلك يتعلق بتنفيذ القرار 2254 والعملية السياسية التفاوضية بين وفدي المعارضة والنظام في جنيف تحت إشراف الأمم المتحدة والمبعوث الدولي" على حد قوله.
فيما أعلن المسلحون الأكراد أنهم لن يشاركوا في المؤتمر "بسبب الوضع في عفرين"، وقالت مسؤولة كردية "الضامنون في سوتشي هما روسيا وتركيا، والاثنتان اتفقتا على عفرين، وهذا يتناقض مع مبدأ الحوار السياسي حين تنحاز الدول الضامنة إلى الخيار العسكري".
لكن مصادر كردية أخرى قالت إن قرار المقاطعة جاء بسبب ما اعتبروا أنه "تواطؤ روسي مع أنقرة" في هجومها على عفرين.
كما أعلنت عشرات الفصائل من المعارضة المُسلحة، عدم مشاركتها، بحسب ما أكدته شبكة "سكاي نيوز".
أما منصة موسكو فكانت ولا تزال أكبر المتحمسين والمبشرين بسوتشي، إذ أعلن رئيس منصة موسكو، قدري جميل، سيحضر من سوريا أنصار وأعضاء المنصة، وهم 130 شخصًا، وأعضاء الهيئة الأربعة الممثلين عنها.
من جهته، أعلن تيار الغد السوري المعارض، أمس الأحد، اعتزامه المشاركة في المحادثات؛ وقال المكتب السياسي للتيار أحمد الجربا، إنهم "قرروا تشجيع أعضاء التيار الذين وردتهم الدعوة الى حضور المؤتمر من أجل تحقيق التمثيل السياسي المعبر عن إرادة السوريين في إنهاء الحرب والانتقال السياسي الديمقراطي في البلاد".
وأضاف: "من خلال مشاركة التيار في المؤتمر واللجان المنبثقة عنه، فهو لن يدّخر جهدًا من أجل الدفع باتجاه وقف إطلاق النار على كامل الأراضي السورية حقنا للدماء، وتخفيفًا لمعاناة السوريين".
المشاركة الدولية
أعلنت روسيا دعوة الأمم المتحدة والدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي ومصر والعراق ولبنان والسعودية والأردن وكازاخستان للمشاركة في المؤتمر، بصفة مراقب.
تلبيةً للدعوة، أرسلت مصر وفدًا برئاسة الوزير مفوض ياسر علوي، مسئول ملف الشئون العربية بمكتب وزير الخارجية.
وقال السفير المصري لدى روسيا إيهاب نصر لوكالة "سبوتنيك" الروسية، إن هدف مصر في سوريا هو الحفاظ على وحدة أراضيها والتوصل إلى تسوية سلمية، مؤكدًا "نحن نقف دائما ضد الحلول العسكرية".
كما أكدت لبنان المشاركة في مؤتمر سوتشي، إذ أكدت مسؤولة في وزارة الخارجية البنانية أن مسؤول الشؤون السياسية بوزارة الخارجية غادي خوري، سيمثل الدولة اللبنانبة في المؤتمر.
أما فرنسا والولايات المتحدة، الأحد، فقررتا عدم المشاركة في مؤتمر سوتشي، وكشف مصدر فرنسي بارز مطلع على محادثات فيينا التي قادها المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا، أن باريس وواشنطن ستقاطعان المؤتمر في ظل عدم إيفاء روسيا بوعودها فيما خصّ تطبيق وقف النار في غوطة دمشق الشرقية.
وأكد المصدر وجود قناعة لدى البلدين بأن روسيا "أوهمت" وفد هيئة التفاوض بوعود خلال زيارته الأخيرة موسكو، وتعهّدت خلال محادثات فيينا بتطبيق وقف نار في الغوطة الشرقية، في حين أن القصف تواصل بقوة على المنطقة".
وأكد المصدر أنه من الإيجابي أن تتحرك واشنطن مع باريس على هذا الصعيد، مشيرًا إلى أن الإدارة الأميركية تبحث عن حل ولو أن دعمها للمعارضة السورية لا يزال يشيبه غموض، وختم قائلاً: "الموقف الأميركي تغيّر فالإدارة الآن تبحث عن مخرج للأزمة في سوريا".
الأمم المتحدة
بعد تأكيد روسيا مُسبقًا على أهمية حضور الأمم المُتحدة للمحادثات السورية؛ أعلنت الأمم المتحدة، السبت، أنها المشاركة في مؤتمر سوتشي، وقال متحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش إن "مبعوث المنظمة الدولية الخاص إلى سوريا، ستافان دي ميستورا، يعتزم المشاركة".
وأضاف المتحدث باسم جوتيريش في جنيف أن دي ميستورا ذكر أنه من المهم أن ترى موسكو المحادثات بمثابة إضافة إلى المحادثات التي تقودها الأمم المتحدة.
وفي هذا الإطار؛ وصل دي ميستورا، صباح اليوم الاثنين، إلى مدينة سوتشي الروسية لحضور اليوم الأول من المحادثات.
فيديو قد يعجبك: