حلفاء السعودية يتقاتلون في اليمن بعد فقد "عاصمتين" و"صالح" (تقرير)
كتب – محمد الصباغ:
لا يهدأ اليمن ولا تنتهي الأحداث المفاجئة داخل البلد الذي طالما أطلق عليه لقب "السعيد". فما أن أعلن الرئيس السابق والراحل علي عبد الله صالح أنه سيفتح صفحة جديدة مع التحالف بقيادة المملكة، حتى قُتل على يد حلفائه السابقين. وبعد أن كثّف التحالف من عملياته العسكرية ضد الحوثيين المدعومين من إيران وبدأ الإعلان عبر قنواته الإعلامية عن قرب الانتصار، حتى انطلقت معركة أخرى في عدن طرفاها حليفان للمملكة العربية السعودية ضد الحوثيين المدعومين من إيران.
وقال الرئيس اليمني المعترف به دوليًا، عبد ربه منصور هادي، اليوم الإثنين، عما يحدث في عدن أنه لا يمكن للتمرد أو السلاح أن يحقق سلامًا أو يبني دولة "يستظل في كنفها الجميع".
وأضاف أيضًا في إشارة إلى الحراك الجنوبي وتحركات قواته وسيطرتها على مناطق كانت تحت سيطرة حكومة هادي: "لازالت تجربة تمرد المليشيات الحوثية على الدولة حاضرة وما ألحقته من خراب وتدمير بالوطن دون أن تجد مشروعية أو يلتفت لها أحد".
وكانت المقاومة الجنوبية التي طالما سعت للانفصال عن اليمن الموحد، صعدت في بيان الأحد الماضي ضد حكومة أحمد عبد بن دغر وأعلنوا حالة الطوارئ في عدن بعدما أمهلوا عبدربه منصور هادي أسبوعا لإقالة حكومة بن دغر ووصفوها بالفاسدة. وانتهت هذه المهلة يوم الأحد.
وسيطرت ما تُعرف بقوات المقاومة الجنوبية، على المقرات العسكرية التابعة لقوات الحماية الرئاسية الموالية لحكومة هادي والمدعومة من السعودية.
ونقلت وكالة الأنباء الألمانية أمس عن مصادر محلية يمنية أن مسلحين انفصاليين بجنوبي اليمن سيطروا على أحد الألوية العسكرية عقب اشتباكات مع مقاتلين تابعين للحكومة اليمنية المعترف بها دولياً.
وبالتزامن مع هذه المعارك، انطلقت مظاهرات في مناطق بمدينة عدن التي كانت عاصمة للدولة الجنوبية قبل الوحدة. وندد المتظاهرون بحكومة "بن دغر" وطالبوا بإسقاطها.
ويقود محافظ عدن السابق عيدروس الزبيدي التحرك الجنوبي، وفي 12 مايو الماضي شكل "المجلس الانتقالي الجنوبي" برئاسته ليكون سلطة لإدارة محافظات الجنوب بعيدًا عن الحكومة المعترف بها دوليًا. وحمّل الزبيدي حكومة هادي مسئولية تدهور الأوضاع بعدما أمر "بن دغر" بإطلاق النار على المتظاهرين الجنوبيين المناهضين لحكومته. وأضاف أن ذلك كان سبب التدخل العسكري من القوات الجنوبية "لحماية شعبنا".
وشبّه رئيس الحكومة اليمنية أحمد بن دغر ما يقوم به الانفصاليون في عدن جنوبي اليمن، بأنه لا يقل فداحة عن "جريمة" الحوثيين في صنعاء في الشمال.
وأضاف رئيس الحكومة في تصريحات أمس الأحد: "لا ينبغي أن تذهب جهود العرب ودماؤهم في اليمن إلى سقوط الوحدة وتقسيم اليمن، هذه جريمتها لا تقل فداحة عن جريمة الحوثيين في صنعاء، ولا ينبغي لكل شريف في اليمن الصمت على ما يجري في عدن من ممارسات ترقى إلى درجة الخطورة القصوى، تمس أمن عدن وأمن مواطنيها، وأمن واستقرار ووحدة اليمن، وفي غياب الإرادة الوطنية".
ولفت أيضًا إلى أن "في صنعاء يجري تثبيت الانقلاب على الجمهورية، وهنا في عدن يجري الانقلاب على الشرعية ومشروع الدولة الاتحادية، اليمن تتمزق لأننا نصمت ولا نصرخ ونخاف قول الحقيقة".
كان السفير السعودي لدى اليمن، محمد آل جابر، وصل في الثامن عشر من يناير الجاري في زيارة مفاجئة إلى مدينة عدن التي تتخذها حكومة عبدربه منصور هادي عاصمة لها بعد استيلاء الحوثيين على صنعاء.
وجاءت زيارته بعد يوم واحد من إيداع المملكة ملياري دولار أمريكي في حساب البنك المركزي اليمني، لمواجهة تدهور العملة المحلية. وكانت أول زيارة للسفير السعودي منذ بدء الحرب في اليمن إلى عدن.
وقادت المملكة العربية السعودية حملة عسكرية ضد الحوثيين في مارس من عام 2015، وقالت إنها تسعى لإعادة الشرعية المتمثلة في الرئيس عبدربه منصور هادي إلى الرئاسة بعد سيطرة الحوثيين على العاصمة صنعاء.
وفي الوقت الذي تظهر فيه المملكة السعودية بقوة في الحملة وخصوصا في الحدود الشمالية اليمنية الموازية لحدود المملكة، وتقصف بقوة مواقع الحوثيين في الشمال، كان الجنوب هادئًا مقارنة بالشمال وكان التواجد الإماراتي هو الأبرز في المنطقة التي يتمركز فيها الجنوبيون الساعين للانفصال.
وبشكل واضح تتلقى القوتان المتقاتلتان حالياً في الجنوب، دعمًا من المملكة العربية السعودية. فيما كانت الإمارات تدرب القوات الجنوبية المؤيدة للانفصال والمعروفة بقوات "الحزام الأمني"، وتجهز عناصرها بحسب ما نقلته وكالة الأنباء الألمانية.
ويبدو أن الأمور في طريقها للتطور على الأرض، حيث ذكرت وكالة فرنس برس اليوم الإثنين إن القوات الجنوبية استقدمت تعزيزات من محافظتي أبين والضالع، وحينما حاولت قوات حكومة هادي اعتراضهم فشلت في ذلك.
فيديو قد يعجبك: