تركيا وبلغاريا تعيدان افتتاح "الكنيسة الحديدية" بعد ترميمها
اسطنبول – (أ ف ب):
افتتح الرئيس التركي ورئيس الوزراء البلغاري الأحد كنيسة سان ستيفان المعروفة بالكنيسة "الحديدية" في اسطنبول بعد أعمال ترميم استغرقت سبع سنوات، في خطوة تنم عن تحسن في العلاقات المتقلبة عادة بين البلدين الجارين.
وتم تشييد الكنيسة البلغارية الأرثوذكسية عام 1898 بعدما دمر حريق مبناها الخشبي الأصلي.
وتقع الكنيسة في بالاط، الحي التاريخي في اسطنبول المطل على القرن الذهبي حيث كان يسكن المسيحيون واليهود تقليديا.
وتعرف بـ"الكنيسة الحديدية" بفضل مبناها المزخرف المصنوع من الحديد الصلب.
وبالنسبة للرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي استضاف رئيس الوزراء البلغاري المحافظ بويكو بوريسوف، تعتبر مراسم افتتاح الكنيسة بمثابة رد على الاتهامات بأن حكومة أنقرة الإسلامية لا تقوم بما هو كاف لحماية حقوق الأقليات المسيحية وتراثها.
وقال أردوغان "أظهرت اسطنبول مجددا للعالم بأسره بأنها مدينة تتعايش فيها الأديان والثقافات المختلفة بسلام".
وأكد أن "حماية حرية العبادة للجميع بغض النظر عن دياناتهم وأصولهم العرقية هي مسؤولية الدولة".
وفي هذا السياق، وجه رسالة إلى الأقليات في بلاده مفادها "أنتم أحرار في ممارسة شعائركم الدينية لانكم تحت حمايتنا".
"تطبيع العلاقات"
وتتشارك بلغاريا، التي تتولى حاليا الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي لفترة ستة اشهر، حدودا مع تركيا يبلغ طولها 270 كلم.
وفي تصريحات أدلى بها خلال مراسم الافتتاح، قال بوريسوف "اليوم، أنا متأكد أن أوروبا بأسرها والبلقان سترى كيف أن التسامح العرقي هو نموذج يحتذى به في دولة مسيحية وأخرى مسلمة".
وقال في أول زيارة يقوم بها إلى الخارج بعد أيام من تولي بلغاريا رئاسة الاتحاد الأوروبي إن "هذا اليوم رمزي بالنسبة لأوروبا. تركيا أكبر جار للاتحاد الأوروبي ولديها أكبر جيش في القارة".
وأضاف "علينا إعادة العلاقات عام 2018 بين الاتحاد الأوروبي وتركيا الى ما كانت عليه قبل عدة أعوام، أي تطبيعها".
ويعيش في تركيا أكثر من مئتي ألف شخص من اصول تركية يحملون جوازات سفر بلغارية ممن غادروا بلغاريا خلال الحقبة الشيوعية.
من جهتها، تضم بلغاريا أقلية عرقية تركية مكونة من 700 ألف شخص يعدون من ارث السلطنة العثمانية.
"مصدر إلهام"
وتعتبر اعادة فتح الكنيسة التي تعود 120 عاما إشارة إلى تحسن العلاقات بعد خلاف نشب قبيل الانتخابات في بلغاريا في مارس الماضي، والاستفتاء في تركيا على توسيع صلاحيات اردوغان.
واتهمت صوفيا أنقرة بالتدخل في انتخاباتها حيث استدعت مبعوث الأخيرة وسفيرها لد تركيا للتشاور.
وفي هذه الأثناء، ندد الحزب الرئيسي للاقلية التركية في بلغاريا بالاستفتاء الذي جرى في أبريل على توسيع صلاحيات أردوغان معتبرا أنه "جنون".
لكن في محاولة لإظهار التعاون بين البلدين، مولت بلغاريا وتركيا بشكل مشترك أعمال ترميم سان ستيفان، احدى أقدم الكنائس مسبقة الصنع من الحديد الصلب. وكلفت أعمال الترميم حوالي 3,3 مليون يورو (أربعة ملايين دولار).
وأُنتجت العناصر المصنوعة من الحديد في النمسا في القرن الـ19 وتم شحنها إلى اسطنبول عبر نهر الدانوب والبحر الأسود.
وصرح رئيس المؤسسة المشرفة على الكنيسة فاسيل لياز لوسائل الإعلام التركية بأن أعمال الترميم تمت بموجب ما يسمى قواعد المعاملة بالمثل.
ويعني ذلك أن صوفيا منحت الضوء الأخضر بالمقابل لترميم مسجد الجمعة في بلوفيديف، ثاني مدن بلغاريا.
وأفاد اردوغان أنه يأمل بأن يكون إعادة فتح الكنيسة "مصدر إلهام" من أجل التعاون مستقبلا مع بلغاريا.
وتشدد حكومة اردوغان على انها مررت اصلاحات تهدف إلى تحسين حقوق الاقليات بما في ذلك قوانين تسمح لها بشراء وترميم الممتلكات التابعة لها.
وفي يونيو 2014، عندما كان اردوغان رئيسا للوزراء، أعادت الحكومة أصولا تبلغ قيمتها أكثر من ملياري دولار إلى مؤسسات تابعة للاقليات.
لكن المعارضة تؤكد ان حزبه، العدالة والتنمية، لم يفعل الكثير من أجل منح الأقليات مزيدا من الحقوق كما انه أبدى عدم تسامح حيال الاصوات المناهضة.
هذا المحتوى من
فيديو قد يعجبك: