سي إن إن: هل تكون الحرب على إدلب نهاية الانتفاضة السورية؟
كتب - هشام عبد الخالق:
قال المحلل السياسي في شبكة CNN، نيك باتون والش، إنه في الوقت الذي يتداعى فيه الاهتمام بالأزمة السورية، وتؤدي محادثات السلام - بشكل غريب - إلى تصعيد في العمليات العسكرية التي تشنها قوات الحكومة، يوجد بعض المدنيين، وبعض مقاتلي المعارضة والجهاديين الذين أصبحوا يشكلون "جحيمًا" في حصارهم القابعين فيه الآن.
وتابع والش، في تحليل جديدٍ له بالشبكة، اليوم الإثنين، تُشكل مدينة إدلب في الشمال الغربي للدولة السورية، محط أنظار الهجوم الذي يقوم به النظام، وشكلت المدينة الوجهة التي يقصدها المدنيون والمقاتلون الذين يتم إجلائهم من المناطق التي تسيطر عليها المعارضة.
وأضاف والش بقوله "انتهى المطاف بآلاف الفارين من القصف في شرق حلب في إدلب، وتعتقد الأمم المتحدة أن المتواجدين في إدلب - والبالغ عددهم 2 مليون شخص - مشردين داخليًا ومحاصرين في خيماتها البالية"، وتُقدر بعض وكالات الإغاثة الأخرى عدد المتواجدين هناك بـ 3 ملايين شخص، ويبدو أن الوضع على وشك أن يصبح أسوأ، فهم يقعون الآن بين جو الشتاء القارس وبين قصف النظام مدعومًا بالمقاتلات الروسية.
واستطرد والش، يبدو أن النظام السوري مصمم على استعادة المناطق التي أظهرت أهميتها الاستراتيجية، وأيضًا لتشكيل طريق مباشر شمالًا نحو حلب، وطبقًا لتقديرات الأمم المتحدة، فإن الهجوم على إدلب يدفع بعشرات الآلاف من المدنيين للاتجاه شمالًا نحو الحدود مع تركيا، مما يجعل آلاف المدنيين محاصرين في مكان صغير ومعرضين لخطر القصف المباشر.
ويتابع، أمل الكثيرون من المدنيين أن ينتهي هذا القصف عندما يصلون إلى إدلب، ولكنهم وجدوا قصفًا متواصلًا بدلًا من ذلك، ويتمثل التعقيد الرئيسي الذي يواجه الغرب أن كلًا من القاعدة وبقايا داعش سوف يحاولون السيطرة على إدلب أيضًا.
ويبدو أن تنظيم القاعدة في سوريا، والذي غير اسمه لهيئة تحرير الشام، لديه تواجد كبير في الدولة السورية، من ضمن جهاديين آخرين، وتستهدف هجمات الولايات المتحدة تنظيم القاعدة هناك أهدافًا للقاعدة، وما يثير قلق المسؤولين الغربيين أن تركيز المتطرفين في مكان واحد صغير، قد يدفع مقاتلي التنظيم للهرب من الحملة التي تشنها ضد تنظيم داعش.
إذا أراد المدنيون الهرب إلى تركيا، لن يستطيعوا هذا، لأن الدولة التي استضافتهم فيما قبل، أغلقت حدودها الآن، وترتبط بعلاقات مع النظام السوري - الذي تدعمه روسيا - أكثر من ذي قبل.
قد تكون إدلب المحطة الأخيرة في الانتفاضة السُنية السورية، وهي الآن تواجه هجومًا مروعًا لم يلاحظه أحد بعد.
فيديو قد يعجبك: