العنف الجنسي.. هل تنجح نوبل في الحد من تلك الجريمة؟
كتبت- هدى الشيمي:
فاز كل من الطبيب الكونجولي دنيس موكويجي والناشطة الحقوقية العراقية نادية مراد بجائزة نوبل للسلام، لجهودهما في إنهاء استخدام العنف الجنسي كسلاح في الحروب والصراعات المسلحة".
وعلى مدمر العصور، كان العنف الجنسي يُستخدم كسلاح أو استراتيجية في الحروب، استعان المقاتلون المتطرفون به كأداة للضغط على الحكومات وإلحاق الأضرار بالشعوب، واليوم يعتبره العالم جريمة حرب.
وجاء في تقرير نشرته وكالة أسوشيتيد برس للأنباء الجمعة، أن العنف الجنسي كان وسيلة تستخدمها الأطراف المتحاربة في حروب البلقان والإبادة الجماعية في رواندا في التسعينيات.
وأشارت الوكالة إلى أن تلك الفظائع كانت تحدث عندما ينتشر المقاتلون المنتصرون في الحرب في الأماكن التي يستولون عليها، فيستخدمون العنف الجنسي من قبيل شعورهم بقدرتهم على الافلات من العقاب، أو الاستحقاق، أو ربما للإرهاب ومعاقبة الشعوب.
ونوهت أسوشيتيد برس إلى أن المجتمع الدولي يسعى الآن إلى التوصل إلى اتفاقيات تمنع الأطراف المتحاربة من التورط في مثل هذه الانتهاكات. وكان هناك تقدمًا ملحوظًا في هذا الشأن، ففي الشهر الماضي، أصدر قاضي عسكري في جنوب السودان حكمًا على 10 جنود بالسجن بسبب تورطهم في جريمة اغتصاب جماعية، اعتدوا فيها على خمسة عاملات إغاثة.
وفي ديسمبر الماضي، حكمت محكمة عسكرية في شرق الكونجو على 12 من رجال المليشيات بالسجن مدى الحياة، لتطورهم في عمليات اغتصاب جماعي لعشرات الأطفال، أصغرهم لم يتجاوز عمره 11 شهرًا.
واستعرضت الوكالة بعض أحدث الوقائع التي اُستخدم فيها العنف الجنسي على نطاق واسع أثناء النزاعات:
داعش والايزيديات
يعد الإيذيديون من أقدم الأقليات الدينية في العراق، وكانوا عرضة لعدة هجمات قاسية على مدار القرون، ولكن أسوأها كان بعد استيلاء داعش على مساحات كبيرة من البلاد، شن التنظيم الإرهابي هجومًا شرسًا على بلدة سنجار، حيث يعيش الإيذيديون، عام 2014، والتي اعتبرتها الأمم المتحدة جريمة إبادة جماعية.
في أغسطس 2014، شن دخل مقاتلو داعش بلدة سنجار، الواقعة على الحدود مع سوريا، ما أدى إلى نزوح عشرات الآلاف منهم إلى جبل سنجار، حيث حاصرتهم قوات التنظيم.
قُتل حوالي 5000 إيذيدي، وفُقد أثر عدة آلاف، بينما كانت المعاناة الأكبر من نصيب النساء، اللائي أصبحن أسيرات، وعرائس للمقاتلين، وكان من بينهن نادية مراد الفائزة بنوبل للسلام هذا العام.
الكونجو الديمقراطية
قالت مارجوت وولسترم، المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة المعنية بالعنف الجنسي في الحروب، إن الكونجو الديمقراطية يجب أن يُطلق عليها اسم "عاصمة الاغتصاب في العالم".
قالت وولسترم، في عام 2010، إن "النساء هناك لا يحصلن على أي حقوق إذا لم يتم محاسبة منتهكي حقوقهم".
وتابعت: "يجب أن يكون هدفنا الدولي هو إعلاء شأن القانون الدولي، حتى تنعم النساء بالعدالة".
ومع ذلك، لا زال العنف الجنسي يُستخدم كسلاح للجنس في الكونجو، خاصة في الشرق، والذي شهد صراعًا داميًا استمر أكثر من عقدين.
عانت النساء من العنف الجنسي والاغتصاب، وعمل الطبيب موكويجي، الفائزة بنوبل للسلام، كل ما في وسعه من أجل معالجة آلاف الفتيات والسيدات، ما عرضه لمحاولة اغتيال عام 2012.
ميانمار والروهينجا
سلط مراقبو حقوق الإنسان في الأمم المتحدة وغيرها من المنظمات الحقوقية المستقلة الضوء على الانتهاكات والعنف الجنسي التي قام بها جيش ميانمار، بورما سابقًا، في حق أقلية مسلمي الروهينجا في ولاية راخين.
وأوصى تقرير قُدم الشهر الماضي إلى مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، على التحقيق مع مسؤولين كبار في جيش ميانمار لارتكابهم جرائم حرب، من بينها عمليات إبادة جماعية ضد التي أعقبت هجمات المقاتلين على مواقع حكومية ونقاط عسكرية في غرب البلاد.
وتوصل التقرير إلى حدوث مجموعة من الجرائم، من بينها جرائم قتل، وتعذيب ونهب وسرقة، واغتصاب واستعباد جنسي واحتجاز الرهائن، ما أدى إلى فرار أكثر من 700 ألف شخص من الروهينجا إلى بنجلاديش.
تحدثت أسوشيتيد برس مع إحدى الناجيات من الروهينجا والتي قالت إنها أحد الجنود اغتصبها، فيما لفتت بعض النساء إلى أن عمليات الاغتصاب التي تعرضن لها جعلتهن الآن حوامل، وهن يقررن التخلص من الأطفال لأنهم سيذكروهن دائمًا بالأهوال والفظائع التي عايشوها.
فيديو قد يعجبك: