نشر الخراب والفساد.. كيف تهيئ الحكومة العراقية المناخ لعودة "داعش"؟
كتب - محمد عطايا:
نشرت صحيفة "ديلي بيست" الأمريكية، تقريرًا عن ضعف سيطرة "داعش" في عدد من المناطق العراقية، إلا أنه أشار إلى الظروف التي تعيشها البلاد في الوقت الحالي نتيجة سياسات الحكومة العراقية. وذكر أنها ستكون سببًا رئيسيًا في عدم اختفاء التنظيم سريعًا.
وأوضحت الصحيفة أن التنظيم اعتمد في انتشاره على بث الرعب، معتمدًا سياسة نشر فيديوهات القتل، وحرق الأحياء، ولفتت إلى أنه على الرغم من أن الواقعين تحت سيطرة التنظيم الإرهابي في مدينة الموصل منذ عام مضى لم يتمكنوا من رؤية تلك المشاهد، إلا أن أفراده لجأوا إلى توزيع أسطوانات "DVD" تحوي هذه المشاهد على المواطنين.
وليد حسن، أحد المقيمين في الموصل وقت سيطرة "داعش" على المدينة، أكد أن شراء ومشاهدة أسطوانات عمليات الإعدام التي نفذها التنظيم كانت أمرًا إجباريًا.
واكتسب "داعش" قوته في العراق عندما قام رئيس الوزراء السابق نوري المالكي -حسب "ديلي بيست"- بتضييق الخناق وتهجير السكان السنة في البلاد إبان معارك الجيش الأمريكي مع القاعدة.
وأشارت الصحيفة الأمريكية إلى أن حرمان سكان العراق من الحقوق أكسب "داعش" زخمًا عبر الحدود السورية، ما مكنه من السيطرة على معظم المناطق السنية على الحدود العراقية، أي حوالي ثلث البلاد.
وبعد السيطرة على المدن الكبرى في العراق وسوريا، ونشر دعايا التنظيم، تدفق آلاف الأجانب إلى أماكن سيطرته للتطوع كمقاتلين، وتركوا حياتهم المريحة في أوروبا من أجل الموت في السهول المغبرة في سوريا والعراق.
وكانت عقوبات "داعش" قاسية. وقال سكان من الموصل لـ "ديلي بيست" -في ذلك الوقت- إن الناس سيقتلون بسبب امتلاكهم الهاتف المحمول الذي يخشى الإرهابيون من استخدامه لنقل المعلومات للقوات العراقية.
وبعد تسعة أشهر من القتال بين الجيش العراقي والتنظيم الإرهابي، تمكنت القوات من تحرير مدينة الموصل، تاركة أجزاءً كبيرة من المدينة في حالة خراب.
ولفتت "ديلي بست" إلى أن داعش تعرض للهزيمة في العراق وهو يتشبث بجيوب الأراضي في سوريا، وفي الوقت نفسه مع اقتراب نظام الأسد من الانتصار النهائي يمكن أن تحسب أيام أقوى تنظيم إرهابي في سوريا معدودة، ولكن الأمر ليس كذلك على الإطلاق.
وأكدت أن داعش لا يزال يشكل تهديدًا، حيث أنه في شمال العراق بدأ في تكوين جماعات متمردة في المناطق الريفية النائية، بعدما تمكنت فصائل مقاتليه من الاختباء في عدد من الجيوب، مشيرةً إلى أن قوات الأمن العراقية من جهة أخرى تحتاج إلى استجابة سريعة لتلك التهديدات.
ومع استمرار سيطرة الحكومة على البلاد، وكثير من الأراضي العراق في حالة خراب، يسعى تنظيم داعش إلى الاستفادة من فراغ السلطة وزيادة الاستياء بين السكان، وهي نفس الظروف التي مكنته من النهوض في أيامه الأولى.
وشهدت الأيام الماضية احتجاجات عنيفة في البصرة، جنوبي العراق، اعتراضًا على تدني الخدمات وحرمان السكان من المياه والكهرباء.
فيديو قد يعجبك: