كاتب كندي: ترامب استخدم لغة العصور الوسطى ليخلق صراعًا دينيًا
كتب - محمد عطايا:
قال إيفان كالمار، الأستاذ الجامعي الكندي، في مقال له بصحيفة "هارتس" العبرية، إن سياسة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، غذت العنصرية الهسستيرية المعادية للسامية والمسلمين واللاجئين.
وأضاف أنه بالنظر إلى الأحداث الأخيرة في الولايات المتحدة، خاصة مطلق النار على الكنيس اليهودي روبرت باورز، يؤكد تنامي تلك الرقعة في أمريكا، بعد تولي ترامب الحكم.
وأوضح الأستاذ الجامعي الكندي في مقاله بـ"هارتس"، أن مرتكب مجزرة الكنيس اليهودي في بيتسبيرج، استشهد بكلمات لترامب حول جعل أمريكا عظيمة مرة أخرى، والمعادية للاجئين والمسلمين حول العالم.
وقال إن الرئيس الأمريكي يعيد الأوضاع إلى ما كانت عليه في العصور الوسطى، وخلق صراعًا دينيًا بين اليهودية والإسلام، من جهة ضد المسيحية ليجعل الشعب يلتف حول أهدافه.
وأضاف كالمار، أنه سادت في العصور الوسطى بأوروبا نظريات المؤامرة من التعاون ضد المسيحيين بين اليهود والمسلمين، واتهمت الجاليات اليهودية على سبيل المثال، بمساعدة القوات المسلمة ضد القوط الغربيين المسيحيين في إسبانيا في القرن الثامن، بالعمل مع الإمبراطورية الفاطمية لتدمير كنيسة القيامة في القدس في القرن الحادي عشر، والتآمر مع ملك غرناطة المسلم في القرن الرابع عشر لهزم المسيحية.
وأوضح أن ملوك أوروبا المسيحين في ذلك الوقت أرادوا تنميط صورة متوحشة عن المسلمين لإخراجهم من صفة الأدمية، ويشبهونهم بأنهم "أكلة لحوم بشر"، ولا يعرفون شيئًا عن الإنسانية.
وربط الأستاذ الجامعي الكندي، تلك الأحداث بما تفتعله الحركات اليمينية المتطرفة المعاصرة في أمريكا الشمالية وأوروبا، مؤكدًا أنها مغرمة باستثارة تاريخ العصور الوسطى لتعزيز الأجندات العنصرية الحالية.
وأكد أنهم يوظفون شعارات صليبية مثل "ديوس فولت" ("الإرادة الإلهية") ، ويعممون الميمات التي تصور دونالد ترامب على أنه فارس صليبي.
وقال كالمار في مقاله، إن رثاء ترامب لضحايا أحداث بيتسبيرج، كان مرتبطًا بالماضي، بعدما قال: "نحن لا نتعلم من الماضي"، في إشارة إى أن ذلك الرثاء يريد منه عكس صورة الماضي بالحاضر.
في مؤتمر عام 2014 استضاف الفاتيكان، ستيف بانون، الذي أصبح كبير مستشاري البيت الأبيض في إدارة ترامب في المستقبل، حيث استشهد في خطبته بتاريخ العصور الوسطى لتعزيز روايته عن "حرب مباشرة" بين "اليهودية الغربية المسيحية" و"الفاشية الإسلامية الجهادية".
وقال: "إذا نظرت إلى التاريخ الطويل للغرب اليهودي-المسيحي ضد الإسلام، أعتقد أن آباءنا حافظوا على موقفهم، وأعتقد أنهم فعلوا الشيء الصحيح. أعتقد أنهم أبقوه –الإسلام- خارج العالم".
وأكد كالمار أن الدعوة إلى "جعل أمريكا عظيمة مرة أخرى"، يهدف إلى إعادة خلق الماضي المتخيل القائم على العنصرية.
واختتم مقاله بـ"هارتس"، أن إحدى الطرق لشرح كل شيء هو أن الشر الكوني لكل العصور يكمن في شبح العصور الوسطى الذي خلق من اليهودية والإسلام كائنات مجردة من الإنسانية.
فيديو قد يعجبك: