رويترز: السعودية تقاوم ضغوطًا أمريكية لإنهاء الأزمة مع قطر
القاهرة - (مصراوي):
تقاوم السعودية دعوات أمريكية لإصلاح العلاقات مع قطر على الرغم من مؤشرات على أن الضغوط التى تهدف لإنهاء أزمة إقليمية أخرى هى حرب اليمن كان لها تأثير على الرياض منذ مقتل الصحفى جمال خاشقجى، بحسب رويترز.
ونقلت رويترز عن 4 مصادر وصفتها بالمُطلعة، إن واشنطن تعتقد أن لها مزيدًا من النفوذ على الرياض الآن فى الوقت الذى تحاول فيه المملكة إصلاح صورتها العالمية، الأمر الذي تريد الولايات المتحدة استغلاله لإنهاء حرب اليمن وإعادة بناء موقف خليجى عربى موحّد في مواجهة إيران.
وتشير رويترز إلى أنه ثمة تحرك بالفعل على إحدى الجبهتين؛ إذ أوقف التحالف العربي الذي تقوده السعودية لمواجهة الحوثيين الموالين لإيران في اليمن، هجومه على مدينة الحديدة الساحلية يوم الخميس، فيما تبدو استجابة لضغوط أمريكية وبريطانية لإعلان وقف لإطلاق النار فى اليمن بحلول نهاية نوفمبر الجارى.
وفي حين لم ترد السلطات السعودية على طلبات التعليق، ذكرت متحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية، هيذر ناورت، أن واشنطن تدعو لحل منذ بدء الأزمتين القطرية واليمنية.
وقالت ناورت "نحن مستمرون فى تواصلنا المتعلق بالقضيتين مع شركائنا فى المنطقة بما فى ذلك السعودية". وأضافت "الوحدة فى الخليج ضرورية لمصالحنا المشتركة المتمثلة فى مواجهة النفوذ الخبيث لإيران ومكافحة الإرهاب وضمان مستقبل مزدهر لكل شركائنا فى الخليج".
"أزمة قطر تتعمّق"
ترى الولايات المتحدة أن السعودية تلعب دورًا أساسيًا فى جهود بناء موقف موحّد بين دول الخليج العربية لتحجيم نفوذ إيران فى الشرق الأوسط. لكن واشنطن تعتبر أيضا أن حرب اليمن من عوامل زعزعة الاستقرار فى المنطقة وتريد إنهاء الصراع الذى تسبب فى مقتل أكثر من 10 آلاف شخص ودفع سكان البلاد إلى شفا المجاعة.
وفي الوقت نفسه فإن السعودية، وحليفتها الإمارات، لديهما ما يدفعهما للخروج من تلك الحرب التى أثبتت أنها مكلفة فى حين أنها وصلت أيضا لطريق مسدود.
ووفق رويترز، سعى مسؤولون أمريكيون أيضًا للتأثير على الرياض فيما يتعلق بخلافها مع قطر منذ مقتل خاشقجى في الثاني من أكتوبر الماضي داخل قنصلية بلاده باسطنبول.
وأصيبت الوحدة بين دول الخليج العربية، التى تعتبرها واشنطن حصنًا فى مواجهة إيران، بضربة قوية عندما قطعت دول السعودية والإمارات والبحرين ومصر علاقاتها التجارية وخطوط النقل مع قطر فى يونيو 2017 واتهمت الدول الأربع الدوحة بدعم الإرهاب وإيران وهى اتهامات تنفيها قطر.
وقال مصدر مطلع على السياسة الأمريكية «إنهم يستغلون الفرصة لمحاولة إنهاء النزاع القطرى».
وأشار مصدران آخران، بحسب رويترز، إلى أن واشنطن كانت تريد استعادة الوحدة بين دول الخليج العربية للمساعدة لتحجيم نفوذ إيران فى المنطقة قبل دخول عقوبات أمريكية جديدة على طهران بسبب برنامجها النووى حيز التنفيذ في 4 نوفمبر.
وزادت آمال الغرب فى إصلاح العلاقات بين الرياض والدوحة بعد تصريح أدلى به الأمير محمد بن سلمان عن قوة الاقتصاد القطرى خلال مؤتمر للاستثمار عقد فى 25 أكتوبر.
وقال دبلوماسى عربى لرويترز إنه لا يرى أى تغير فيما يتعلق بقطر، وأن تصريح ولي العهد تم تفسيره بشكل خاطئ، مشيرا إلى أن الرسالة من وجهة نظره كانت موجهة للولايات المتحدة ومفادها هو ألا تقلق على الاقتصاد القطرى.
"احتواء الأزمة"
وقالت الكويت هذا الشهر إن هناك ما وصفته بتوجه إيجابى لاحتواء أزمة الخليج. وقال مصدر مطلع على السياسة الأمريكية إن دبلوماسيين يطرحون خطة تتعلق بقطر، لكن لا يبدو أن أيا من الجانبين مستعد للتنازل عن موقفه.
ويقول دبلوماسيون ومصادر أخرى مطلعة على السياسة الخليجية إن أبوظبى لا تعتبر الخلاف مع قطر أولوية، بحسب رويترز.
ويقول دبلوماسيون إن الرياض وأبوظبى تؤكدان لواشنطن باستمرار أن الخلاف لن يمنع تشكيل حلف أمنى مقترح للشرق الأوسط سيشمل الدوحة.
وأضافوا أن الإمارات تساند ولى العهد السعودى بقوة فى مواجهة إيران وفى الإصلاحات الاقتصادية والاجتماعية التى يسعى لتنفيذها إذ ترى أبوظبى أنها ضرورية لمحاكاة النموذج الإماراتى المشجع لقطاع الأعمال والمتسامح دينيا فى مواجهة التطرف.
وقالت إليزابيث ديكنسون، وهى محللة لشؤون شبه الجزيرة العربية فى مجموعة الأزمات الدولية "الإماراتيون يرون أن السعودية هى الخيار الوحيد لقيادة المنطقة. ولم يتراجعوا ولو للحظة عن اعتقادهم بأن خطط الإصلاح التى تنفذها الرياض هى الأفضل وهى الخيار الوحيد"، وفق رويترز.
فيديو قد يعجبك: