أشهر متظاهرة في "السُترات الصفراء" تتلقى تهديدات في باريس

كتبت- رنا أسامة:
قدّمت جاكلين مورو، وهي سائقة تدعم حركة "السُترات الصفراء" الشعبية التي تقود احتجاجات باريس، شكوى بعد تلقّيها رسالتيّ تهديد من مجهولين عبر صندوق بريدها، حسبما أكّد المُدعي العام لمدينة "فان" لوكالة فرانس برس.

وقال المُدعي العام فرانسوا تورو: "تلقّينا شكوى حول رسائل تهديد وتشهير من مجهول وصلت إلى الشاكية جاكلين، وبدأنا التحقيقات توًّا".
وقُدّمت الشكوى يوم الاثنين في بلدة موربيهان الفرنسية.

وفي الوقت ذاته، تقدّمت جاكلين (51 عامًا) بشكوى ضد أشخاص يرفعون مقاطع فيديو على يوتيوب تُشهّر بها، بحسب قولها، من بين الرسائل الموجّهة إلى جاكلين في هذه المقاطع "يوماً ما ، ستدفعين ثمن كل هُراءاتك" و"تُزعجينا أنتِ وسُتراتك الصفراء"، و"جاكلين على المحك ".

كانت جاكلين قد بثّت مقطع فيديو يدعم "السُترات الصفراء" يوم 18 أكتوبر، عبر فيسبوك، ولاقى الفيديو رواجا واسعا ؛ إذ شوهِد نحو 6 ملايين مرة. ومنذ ذلك الحين أصبحت جاكلين واحدة من أشهر أنصار "السُترات الصفراء".

وبدأت التظاهرات الشعبية تجوب أنحاء العاصمة الفرنسية باريس السبت قبل الماضي، احتجاجًا على زيادة الضرائب ورفع أسعار المحروقات.
وجرت التظاهرات، بحسب بيانات الداخلية الفرنسية، في أكثر من ألفيّ مدينة وقرية في جميع أنحاء البلاد، بمشاركة أكثر من 287 ألف شخص، واحتُجِز 282 مُتظاهرًا.
أُصيب 409 أشخاص بجروح، 14 جروحهم خطيرة، و28 من الإصابات بين أفراد الشرطة وفرق الإطفاء. فيما وقع قتيلان إحداهما سيدة توفيت الأحد قبل الماضي، بعد أن صدمتها سيارة أُصيب قائدها بالفزع مما دفعه إلى قيادة السيارة نحو جموع المتظاهرين.

ووقعت معظم الإصابات بين المتظاهرين بسبب استهداف سائقين لهم؛ فأُصيب اثنين من المتظاهرين، على سبيل المثال، بعد انحراف شاحنة عن الطريق لتصعد أعلى رصيف الطريق بعد أن دخل السائق بالمركبة وسط المتظاهرين، بحسب هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي).
وبالأمس، أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، آلية تسمح أن تكون الضريبة "أكثر ذكاء وليونة"؛ بحيث تُراجع قيمتها على الوقود كل ثلاثة أشهر للتوافق مع أسعار النفط، في محاولة لاحتواء الاحتجاجات الشعبية الواسعة التي تقودها حركة "السترات الصفراء"- غير السياسية- ردًا على زيادة الضرائب ورفع أسعار المحروقات.
ودعا ماكرون في حوار مُطوّل من باريس نقلته وكالة فرانس برس، الثلاثاء، إلى وضع آلية من شأنها تقديم حلول ملموسة وفقًا للمناطق الفرنسية وخصوصية كل منها، قائلًا: "يحب أن يتفاعل الجميع في وضع هذه الآلية، بما في ذلك محتجو السترات الصفراء".
وفي الوقت ذاته، أعرب ماكرون عن تفهّمه لغضب الفرنسيين المُحتجين، قائلًا "استمع للغضب وهو مشروع. ولكن يجب أن نوضح الحلول البديلة للمواطنين".
وتابع "المواطنون يعبرون عن آلامهم، ولذلك ينبغي لنا خلال 3 أشهر بناء حلول ملموسة بالتعاون مع السلطات المحلية المختلفة. سنقدم خلال الثلاثة أشهر القادمة حلولًا بعد إجراء حوار مجتمعي شامل". وشدّد ماكرون على أنه "لن يختبئ أمام الالتزامات السابقة"، مشيرًا إلى أن ما يحدث نِتاج الانتقال البيئي.
وقال الرئيس الفرنسي: "علينا تحديد ميزانيات خاصة لمواجهة ذلك. هذه الأزمة لا تمر فقط بسعر الوقود، وأنا أعترف أنني أتشاطر كل مشاعر الغضب التي تم التعبير عنها".
لكنه أكّد في الوقت نفسه أنه "لن يتناول عن مواجهة الذين يهدفون إلى التخريب"، قائلًا "لن أكون ضعيفا أمام أعمال العنف"، بحسب الخطاب. واعتبر أحداث العنف التي شهدتها البلاد خلال التظاهرات بأنها "غير مقبولة".