"المطالبة باعتذار بريطاني رسمي".. كيف استقبل العرب الذكرى الـ101 لوعد بلفور؟
كتب – محمدعطايا:
قبل 101 عامًا، بعث وزير خارجية بريطانيا آنذاك آرثر جيمس بلفور، إلى روتشيلد، برسالة ضمن له فيها أن يقيم وطن لإسرائيل في فلسطين.
أحيا العرب الذكرى الـ101 لوعد بلفور البريطاني، على طريقتهم الخاصة، من وقفات احتجاجية أمام السفارات، وبيانات تكشف عن جم الغضب المكنون داخل صدورهم.
ولم يكن غريبًا أن يشبه العرب إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المشئون في ديسمبر العام الماضي، بوعد بلفور، حيث ضمن تسمية القدس عاصمة لإسرائيل بدلًا من تل أبيب، لينقى أكثر المدن قدسية في تاريخ المسلمين والعرب، إلى كيان دنسه باستباحة الدماء داخله.
توالت ردود الأفعال على الفلسطينية والعربية على الذكرى الـ101 للوعد البريطاني، حيث جددت حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح" اعتبارها وعد بلفور جناية تاريخية وجريمة اغتيال في وضح النهار للحقوق السياسية والانسانية لشعب بلادها.
وطالبت الحركة بريطانيا بالاعتراف بدولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة وعاصمتها القدس الشرقية، كبادرة اعتذار عملية عن الجريمة التي ارتكبتها قبل قرن من الآن.
وبحسب وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا"، جاء في بيان الحركة: "إن الشعب الفلسطيني مؤمن بحقه في وطنه فلسطين التاريخية والطبيعية، وان منطق القوة الاستعماري الذي فرض ومرر وعد بلفور وارهص لإنشاء كيان استعماري استيطاني على ارضنا لن يدوم الى الأبد".
على الجانب الآخر، طالبت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" الجمعة، بريطانيا، بالاعتذار "العملي"، عن "وعد بلفور" الذي مهد لإقامة إسرائيل على أرض فلسطين التاريخية.
وقالت الحركة في بيان نقلته وكالة الأناضول التركية، "على بريطانيا الاعتذار العملي للشعب الفلسطيني بعودة اللاجئين الذين هُجروا من أرض فلسطين التاريخية موطنهم الأصلي، وتعويضهم عما لحق بهم، ودعم حقهم في الحرية والاستقلال".
وأضافت أن "بريطانيا ارتكبت مجزرة تاريخية بحق شعب له وجود وثقافة وتاريخ، وهي ملزمة اليوم بالتكفير عن خطيئتها بإعادة الحقوق لأهلها".
وتابعت: "وجود الاحتلال باطل شرعًا، ولا يمكن الاعتراف به أو شرعنته تحت أي مبرر من المبررات أو تحت أي ظرف من الظروف".
فيما نفذ الشعب الفلسطيني اليوم، اعتصامًا جماهيريًا امام مقر السفارة البريطانية في بيروت بمناسبة الذكرى 101 لوعد بلفور المشؤوم، وتأكيداً على رفض كافة المؤامرات التي تستهدف مشروعنا الوطني الفلسطيني.
شارك في الاعتصام: امين سر حركة "فتح" وفصائل المنظمة في لبنان فتحي ابو العردات، ورئيسة اتحاد المرأة الفلسطينية فرع لبنان آمنة جبريل، وعدد من ممثلي الفصائل الفلسطينية والاحزاب اللبنانية، وقيادة واعضاء حركة "فتح" في بيروت، وممثلو الاتحادات واللجان الشعبية وحشد غفير من ابناء شعبنا.
كما نظمت مجموعة من الأحزاب ومنظمات المجتمع المدني التونسي، وقفة أمام سفارة بريطانيا بمنطقة البحيرة بالعاصمة تونس في الذكرى الـ101 لوعد بلفور.
ورفعت في الوقفة، الاعلام الفلسطينية والتونسية، كما رددت الهتافات المنددة بهذا الوعد المشؤوم، والداعمة لصمود الشعب الفلسطيني.
وعلى مستوى جامعة الدول العربية، أكدت أن ذكرى بلفور ستبقى جرحًا غائرًا بالذاكرة والوعي والضمير الإنساني كعنوان لمظلمة القرن، تتجدد بذكراها مشاعر الألم وتنبعث إرادة التضامن مع الشعب الفلسطيني ونضاله العادل، واليقين بحتمية رفع الظلم عنه وإنهاء مُعاناته واستعادته لكافة حقوقه المشروعة الثابتة في أرضه ووطنه بتقرير مصيره وإقامة دولته المُستقلة ذات السيادة وعاصمتها القدس الشرقية.
بينما أكد أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات، أن الشعب الفلسطيني في كل أماكن تواجده في الوطن والمنافي ومخيمات اللجوء، سيبقى محصنًا بحقه التاريخي في تقرير مصيره على أرضه، وأنه لن يرحل مهما كلفه الثمن.
وقال: "حتى لو مرّ وعد بلفور فإن قانون القومية العنصري لن يمر، وسيبقى شعبنا متمسكاً بحقوقه غير القابلة للتصرف في الحرية والاستقلال والعودة حتى إنهاء الاحتلال".
فيديو قد يعجبك: