السياسة الأمريكية في عيون مسيحيين إنجيليين: حصار بين العرق والدين
كتب – محمد الصباغ:
تعتمد إسرائيل عليهم كثيرًا في التأثير على السياسة الأمريكية نحو تل أبيب، ضغطوا من أجل نقل السفارة الأمريكية إلى القدس. واحتفل عدد كبير من القساوسة والنشطاء بسبب كسر السياسة التي انتهجها رؤساء أمريكا لعقود حتى جاء ترامب.
المسيحيون الإنجيليون، حين أراد نتنياهو تحديد الدول التي يمكن أن تنقل سفارتها من تل أبيب إلى القدس، نظر إلى الدول التي توجد بها كنائس إنجيلية قوية، وسأل "ما السفارة التالية؟"
وقال السفير الأمريكي لدى إسرائيل، ديفيد فريدمان، إن المسيحيين الإنجيليين "يدعمون إسرائيل بحماسة وأمانة أكثر من معظم اليهود".
وأضاف في حوار نقلت نيويورك تايمز أجزاء منه "أنت تدير دولة، تحتاج إلى أصدقاء وحلفاء، تريد حماية شعبك".
ومع اقتراب انتخابات التجديد النصفية بالكونجرس الأمريكي، والتي تبدأ في السادس من نوفمبر الجاري، وتزامنًا مع لقاءات عديدة للقيادات المسيحية الإنجيلية مع قادة دول عربية، نشرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية على لسان بعض شباب المسيحيين الإنجيليين، كيف يمكن للسياسة أن تؤثر على الدين وكيف يمكن أن يختار الفرد عرقه على دينه أو العكس، أو ربما ينتصر للإنسانية والمساواة على أي ضغوط دينية أو مجتمعية أو سياسية.
يلعب المسيحيون الإنجيليون دورًا كبيرا في السياسة الأمريكية، وهو ما ظهر في قضايا كبيرة مثل قوانين الهجرة والعدالة الاجتماعية وتعيين مرشح دونالد ترامب "كافانا" للمحكمة العليا على الرغم من اتهامات ضده بالتحرش الجنسي.
وحاولت نيويورك تايمز اكتشاف العلاقة بين المعتقد الديني وبين السياسة التي يتبعها المسيحيون الإنجيليون، وطلبت من قراءها الحديث عن ذلك، وبالفعل نشرت عدد من الخطابات التي وصلتها.
"إلهنا كان لاجئًا"
تقول أليكساندريا بيجتول، 22 عامًا، من ولاية فلوريدا، إنها كانت مثل والديها مؤيدة للحزب الجمهوري، حتى تحدثت معهم في إحدى المرات عن السياسة.
أضافت أنها كانت في السابق مثلهم تؤيد ما تدعوهم إليه الكنيسة بشأن اختيار المرشحين والقضايا الأخرى. "لم أكن أتساءل أو أقرأ خارج ما يذكرونه بشأن تلك القضايا. لكنني سرًا بدأت استعارة بعض الكتب".
وقفت الشابة أمام أفراد طائفتها الدينية عام 2016، وقالت: "إلهنا اختار الموت مثل الناس الطبيعيين. مات مثل ماتيو شيبارد (شاب أمريكي قتل في السبعينيات بسبب ميوله المثلية).. كان إلهنا لاجئًا".
وبختها الكنيسة بسبب الإساءة التي اقترفتها، وبدأ حينها عدد كبير من الحضور يرددون الهتافات لصالح دونالد ترامب والعبارات الهجومية ضد المسلمين والمثليين.
أضافت "بيجتول" أن العالم الذي كانت تحلم به لم يكن الذي تحلم به الكنيسة. "الليبراليون الإنجيليون حول العالم يحلمون بما لا يرغب في حدوثه المحافظون الإنجيليون".
أعلنت أنها اتخذت القرار بانتخاب المرشح الديمقراطي الأسمر أندرو جيلوم. وقالت إن ذلك نوع من المشاركة في شيء لا علاقة له بالمسيحية.
"مسيحي ليس كمسيحهم"
ريبيكا هوبر، 26 سنة، من ولاية سينسيناتي، تقول إن والديها كانا مثل المسيحيين الإنجيليين أصحاب البشرة البيضاء، صوتوا لدونالد ترامب، ويشعرون بالفخر بسبب هذا التصويت بعد عامين على حكم ترامب.
تضيف هوبر في حديثها لنيويورك تايمز، أنها لن تخبرهم مطلقًا بأنها سوف تصوت للديمقراطيين في انتخابات التجديد النصفي للكونجرس.
وتابعت حديثها: "في العام الماضي كنت في سيارتي رفقة أبي وأمي، وقال ترامب شيء ما. قلت إنه عنصري، فهاجموني. كانت تلك المرة التي تحدثت فيها في السياسة مع أمي. لمدة خمس دقائق".
بحسب الشابة الأمريكية، هناك الكثير من الرجال أصحاب البشرة البيضاء في الحزب الجمهوري يستخدمون المسيحية كسلاح للوصول إلى أصوات الناخبين. وتواصل "لكنني هنا لأخبركم أننا لن نسقط أمامهم. المسيح الذي يمثله هؤلاء ليس المسيح الذي داوى الجرحى وكسر الحواجز الاجتماعية".
وتابعت: "لسنا جزءا من دين هؤلاء الرجال، وأتمنى أن يدرك الجميع ذلك". واختتمت حديثها بالقول "لا أعتبر نفسي ديمقراطية أو جمهورية. أنا مناصرة للحياة."
"العرق أم الدين؟"
هاجرت أسرة إدواردو ساندوفال رويز، 23 عامًا، من المكسيك إلى الولايات المتحدة عام 1999. والديه كانا قساوسة، وهو مؤيد للجمهوريين.
الشاب من أصول مكسيكية هو مسيحي متعصب بحكم الدين، لكنه أيضًا مهاجر من المكسيك، وهو الأمر الجيد والسيء في نفس الوقت.
ويقول إدواردو إن أغلب رواد الكنيسة التي يتبعها والديه من المهاجرين الجدد. ويضيف: "نحن نتفق مع ترامب في أغلب ما يقوله حول الرب والعقيدة، لكننا لا نتفق معه في الحديث عن المهاجرين وهو الأمر الذي قد يعتبره الناخبون بيننا أمر شخصي".
باعتباره من الطائفة المسيحية الإنجيلية فهو ينحاز لطائفته ومعتقداتها المسيحية المتشددة، في مقابل سياسات الهجرة التي يتبعها الحزب الجمهوري، و"هذا يصنع الصراع الداخلي".
ويضيف الشاب المسيحي المهاجر، أنه لا يتحدث مع أحد حول السياسة حتى مع عائلته، بل يكون الحديث في الغالب عن "القيم المسيحية".
"سمراء وامرأة"
الدور جاء على جاينا جاكنفيلد، 24 عامًا، من أتلانتا. تقول لصحيفة نيويورك تايمز، إنها كمسيحية فمن واجبها التصويت. ولكنها تقول إنها للمرة الأولى قررت التصويت للديمقراطيين.
تضيف: "هي سمراء وامرأة. وأنا مثلها، وهذا أمر مهم بالنسبة لي".
حينما تتعرف على أصدقاء من أصحاب البشرة البيضاء يعتقدون بشكل مسبق أنها من أنصار الحزب الديمقراطي، لكنها تقول: "هل يجب أن أكون ديمقراطية؟ كمسيحية، هناك أشياء لا أتفق فيها معهم".
فيديو قد يعجبك: