إعلان

الجارديان عن 2018: عجز مجلس الأمن.. وديمقراطية الدول النامية

09:02 م الأربعاء 26 ديسمبر 2018

كتب - هشام عبد الخالق:

نشرت صحيفة الجارديان البريطانية، الأربعاء، تقريرًا حول النظام العالمي في 2018 وإلى أي مدى التزمت الدول بتطبيق قرارات المنظمات العالمية والدولية.

وقالت الصحيفة في بداية تقريرها: إن "2018 كان العام الذي تراجع فيه العالم على الأقل باالنسبة للعلاقات بين الدول؛ حيث تم إهمال المعاهدات الثنائية، وتشويه واستبعاد المنظمات متعددة الأطراف، وتجاهل القانون الدولي، وتعرضت سلطة الأمم المتحدة لتحدي لم يسبق له مثيل. وخفت دور المنظمة التي تم تأسيسها منذ 1945 لتصحيح أخطاء العالم".

أمريكا وروسيا

أصبح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب العدو الأول للنظام العالمي، وقوض - بكلامه وأفعاله - سلطات الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي ومنظمة التجارة العالمية وصندوق النقد الدولي واتفاقية التجارة الحرة لأمريكا الشمالية (نافتا).

وشكك ترامب كذلك في فائدة حلف الناتو، وانسحب من الاتفاق النووي الإيراني الذي تم توقيعه عام 2015. وتجاهل محكمة العدل الدولية في لاهاي عندما حظرت العقوبات التي تم فرضها على إيران. وتراجع كذلك عن معاهدة الحد من الصواريخ المتوسطة والقصيرة المدى، وهي معاهدة رئيسية لمراقبة الأسلحة مع روسيا تم توقيعها عام 1987، وأخرج الولايات المتحدة من مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، وقطع التمويل عن منظمات الأمم المتحدة، ودمر العديد من قرارات الأمم المتحدة بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل.

صورة 1

لم يكن ترامب هو الرئيس الوحيد الذي يتحدى القوانين والأعراف الدولية، بل تبعه أيضًا نظيره الروسي فلاديمير بوتين، الذي تجاهل المطالب الدولية بالتخلي عن فكرة ضم روسيا لشبه جزيرة القرم، ولم تنته الانتهاكات المنهجية لحقوق الإنسان في البلاد، بما في ذلك حالات الاختفاء واضطهاد الأقلية التترية المسلمة، وتعاون كذلك مع استخدام الرئيس السوري بشار الأسد للأسلحة الكيماوية في الحرب بسوريا، في تحد صريح لاتفاقية الأمم المتحدة العالمية لعام 1997 التي تحظر استخدامها، وروجت روسيا وإيران وتركيا لعملية سلام سورية بديلة، مما قوض المحادثات التي تقودها الأمم المتحدة.

شنت روسيا هجومًا بالأسلحة الكيميائية باستخدام غاز نوفيتشوك في جنوب بريطانيا، ضد الجاسوس السابق سيرجي سكريبال. وحاول عملاؤها اختراق منظمة حظر الأسلحة الكيميائية ووزارة الخارجية البريطانية. ووطالبت بريطانيا بتسليم المسؤولين عن الهجوم على سكريبال ولكن رفض بوتين.

عجز مجلس الأمن

دافعت روسيا، باستخدام حق النقض في مجلس الأمن (فيتو) وبدعم من الصين، عن الأسد ضد تحقيقات الأمم المتحدة في جرائم الحرب، وقامت بتحصين بوتين ضد التحقيق في ما يحدث بأوكرانيا، كما قامت الصين -بدعم من روسيا- بمنع اتخاذ إجراءات ضد الانتهاكات غير القانونية في شينجيانغ وميانمار، وأدت عرقلة مجلس الأمن إلى حالة من العجز الدولي.

لم تكن روسيا والصين المذنبتين الوحيدتين في مجلس الأمن بحسب الصحيفة، بل آخرون أيضًا كانوا مذنبين، حيث حمت الولايات المتحدة إسرائيل من اللوم الذي وجهته الأمم المتحدة بعد أن قتلت قواتها عشرات الفلسطينيين على حدود غزة في مايو، كما أنها منعت مشروع قرار ينادي بوقف إطلاق النار في اليمن، وأقرت إسرائيل قانونًا قوميًا يرسخ التمييز ضد العرب والأقليات غير اليهودية، في ظل تجاهل اتفاقية الأمم المتحدة التي تحظر التمييز العنصري.

صورة 2

وتقول الصحيفة البريطانية، إن عمليات القتل غير القانونية التي ترعاها الدول أصبحت هذا العام عادية بشكل أكبر من السنوات السابقة، ولا سيما الحملة التي تقودها الولايات المتحدة للقضاء على إرهاب تنظيم داعش وغيرهم من المتطرفين في سوريا والعراق واليمن وأفغانستان والصومال.

كما عانى المراقبون المستقلون، إذ قُتل وسُجن الصحفيين بأعداد متزايدة، مما يعكس عدم اكتراث الحكومات بحقوق حرية المعلومات، وواجه باحثون أكاديميون، مثل البريطاني ماثيو هيدجز، الذي سجن في الإمارات، الترهيب. في حين استخدم المواطنون مزدوجي الجنسية، مثل البريطانية الإيرانية نازانين زاغاري راتكليف، والمحتجز في إيران، بمثابة بيادق في أيدي الدول الكبرى.

النظام العالمي تأثر أيضًا بسبب الحرب التجارية بين أكبر قوتين تجاريتين في العالم، وهما الصين والولايات المتحدة، وفرض ترامب رسومًا بقيمة 200 مليار دولار على بكين والتي ردت بالمثل، واستهدف أيضًا حلفاء أمريكا الأساسيين مثل الاتحاد الأوروبي وكندا واليابان في الرسوم التعريفية التي يفرضها.

الشعبوية واليمين المتطرف

ازدادت مكانة الأحزاب اليمينية والشعبوية، التي تستغل المخاوف بشأن الهجرة والهوية، في أوروبا ومنطقة البلقان، وفي إيطاليا، عزز الائتلاف اليميني المتشدد شعبيته بتحدي الاتحاد الأوروبي بشأن الهجرة والعجز في الميزانية، وفي ألمانيا، تعرض الائتلاف الحاكم للهزيمة في الانتخابات الإقليمية في بافاريا وهيسن التي تهيمن عليها المشاعر المعادية للمهاجرين.

صورة 3

وأعلنت أنجيلا ميركل، التي أسست سياسة "الباب المفتوح" لاستقبال المهاجرين، أنها لن ترشح نفسها مرة أخرى لمنصب المستشارية وتخلت عن قيادة حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي، ويمكن للألمان التنبؤ بمن سيخلفها في منصب المستشارية بعد انتخاب أنجريت كرامب - كارينباور خلفا لميركل كزعيمة للحزب. وحققت أحزاب اليمين المتطرف مكاسب في إسبانيا والسويد.

وفي فرنسا، كافح إيمانويل ماكرون، للحفاظ على موقفه ضد حزب مارين لوبان الوطني و"السترات الصفراء" الذين غضبوا من الضرائب والحياة بشكل عام. وفي بريطانيا تسبب مسلسل خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في إضعاف العلاقات التي تربط إنجلترا مع كلًا من اسكتلندا وويلز، مما زاد من تأجج المشاعر الانفصالية والقومية والمناهضة للمهاجرين وكراهية الأجانب.

ومع نظر الأوروبيين إلى الداخل وتجاهل المهاجرين، غرق أكثر من 2000 شخص في البحر الأبيض المتوسط في عام 2018 أثناء محاولتهم الهجرة إلى أوروبا، وتم استغلال الكثيرين من خلال عصابات التهريب في ليبيا. كما أنه من المتوقع زيادة هذا العدد بسبب سحب سفن الإنقاذ التابعة للمنظمات غير الحكومية تحت ضغط من حكومات الاتحاد الأوروبي.

الحروب والصراعات

استطاع الرئيس السوري بشار الأسد -بمساعدة القوات الروسية والإيرانية- استعادة السيطرة على معظم البلاد، وانتهى حصار الغوطة الشرقية في أبريل الماضي، بانتصار لقوات الأسد.

في اليمن، تزايد الضغط على القوات المدعومة من السعودية والمتمردين الحوثيين المدعومين من إيران لإنهاء الحرب التي وصفتها الأمم المتحدة بأنها أسوأ حالة طوارئ إنسانية في العالم، وقدرت جمعية "أنقذوا الأطفال" أن 85000 طفل دون سن الخامسة يعيشون خطر الموت جوعًا منذ 2015. وتعرض حوالي 14 مليون شخص للخطر بسبب المجاعة.

صورة 4

في أفغانستان، فشل وقف إطلاق النار والتنازلات في إيقاف العنف، وفي حين بدا بعض قادة طالبان مستعدين للحديث عن السلام، فإن الإرهابيين المرتبطين بداعش هاجموا كابول. وفي فلسطين، شهدت غزة تصاعد للعنف في مايو، وقال تقرير في ديسمبر إن إسرائيل اعتقلت 5600 فلسطيني خلال 2018 بالإضافة إلى مئات القتلى والجرحى.

كثفت الولايات المتحدة حرب استنزافها ضد إيران ، وحرّرت صادراتها النفطية وحاولت عزلها عالمياً. لكن قيادة رجال الدين في طهران رفضت الإبزيم. سعى الاتحاد الأوروبي إلى طرق للالتفاف على العقوبات الأمريكية ، رغم أن طهران لم تساعد قضيتها من خلال اختبار إطلاق صاروخ باليستي متوسط المدى ، وهو تطور ينظر إليه بقلق في لندن وباريس.

الديمقراطية تفوز أخيرًا

في جنوب إفريقيا، استقال جاكوب زوما من منصبه كرئيس، بعد أن أطاحت به موجة من مزاعم الفساد، ويواجه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي تتهمه الشرطة بالرشوة والفساد، مصيرًا مماثلًا.

كانت زيمبابوي على موعد مع الديمقراطية أيضًا وذلك بعد الانتخابات الرئاسية في أغسطس، ولكن الأزمة الاقتصادية المتفاقمة التي تعاني منها ونقص الاستثمار الأجنبي يهددان أول حكومة بعد رئيسها السابق روبرت موجابي.

صورة 5

في باكستان، فاز لاعب الكريكيت السابق عمران خان في الانتخابات الوطنية، ولكن ليرث أزمات متتالية تتمثل في تفاقم الديون والتوترات الحدودية مع أفغانستان والهند، ومشاكل راسخة مع التطرف الديني.

أجرى العراق انتخابات في شهر مايو، ثم قضى أشهرًا في تحديد من الفائز، وتعطلت إعادة الفرز اليدوي بسبب حريق دمر نصف أوراق الاقتراع، وفي اليابان اقترب شينزو آبي من أن يصبح أطول رئيس وزراء بعد فوزه في انتخابات قيادة الحزب.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان