المعارضة تحشد والحكومة تُحذّر .. السودان يستعد لـ"جمعة الغضب"
كتبت- إيمان محمود:
ضمن سلسلة احتجاجات لم تستطع الحكومة السودان ردعها؛ دعت القوى السياسية والأحزاب المعارضة إلى الحشد لأكبر التظاهرات في البلاد تحت شعار "جمعة الغضب"، تنطلق عقب صلاة الجمعة من المساجد في العاصمة والولايات السودانية كافة.
ويشهد السودان احتجاجات منذ أكثر من أسبوع، ضد ارتفاع الأسعار ونقص السلع الأساسية وأزمة السيولة، نتيجة ارتفاع سعر الدولار مقابل الجنيه السوداني إلى 60 جنيهًا مقابل الدولار الواحد.
وأسفرت الاحتجاجات خلال الأيام الماضية، عن سقوط 19 قتيلاً، وإصابة 219 مدنيًا بالإضافة إلى 187 من قوات الجيش والشرطة، بحسب ما أعلنته الحكومة، لكن قالت منظمة العفو الدولية "أمنستي"، قالت إن عدد القتلى وصل 37 قتيلاً.
المعارضة تحشد لإسقاط البشير
ودعا نشطاء وجماعات معارضة في السودان الشعب إلى الخروج إلى الشوارع من جديد خلال الأيام المقبلة.
وقال بيان للحزب الشيوعي السوداني: "نحث الشعب السوداني على مواصلة مظاهراته حتى ينجح في الإطاحة بالنظام".
وكشف الحزب عن توافق مجموعة من قوى المعارضة في اجتماع عُقد الأربعاء الماضي على تكوين لجنة تنسيقية تعمل على إدارة العمل المشترك لمواصلة الانتفاضة الشعبية وصولاً لإسقاط نظام الرئيس السوداني عمر البشير.
وخلص الاجتماع طبقا إلى ضرورة مواصلة المواكب الاحتجاجية والمظاهرات الشعبية والتنسيق مع التحالفات والقوي المنظمة القائدة لحركة الجماهير في الاقاليم والمدن خارج العاصمة، بحسب البيان الذي نقلته "سودان تربيون".
كما انضمت الحركة الشعبية لتحرير السودان، مساء الخميس، إلى دعوات قوى المعارضة للاحتجاج على نظام الرئيس عمر البشير ورأت أن إسقاطه "يسمح بالحفاظ على وحدة السودان"، وسط تحضيرات كثيفة لإحياء "جمعة الغضب".
ودعت الجبهة السودانيين "نساء ورجال لتحطيم الحواجز التي صنعها المركز، والتوحيد في هذا المنعطف التاريخي وتكريس قوتنا وطاقاتنا لإزالة هذا النظام الفاشي من أجل تمهيد الطريق للتغيير الجذري والحقيقي الذي يتيح الفرصة لوحدة عادلة تقوم على العدل والمساواة والحرية"، بحسب البيان.
من جهته حث ياسر عرمان نائب رئيس الحركة الشعبية لتحرير السودان، قوى المعارضة على تحديد خطة عمل مشتركة تحدد الأولويات التي يجب القيام بها خلال الأيام المقبلة.
وقال "نحن نحتاج حقًا إلى مركز موحد للانتفاضة، يتم فيه الاتفاق على الخطوات بشكل جماعي"، مشددًا على أهمية أن تكون "الاحتجاجات سلمية كضامن أكبر لنجاحها".
تحذير حكومي
من جانبه؛ حذر الحزب الحاكم في السودان، من عمليات التخريب والتدمير للممتلكات العامة والخاصة، خلال التظاهرات التي تشهدها البلاد.
ووصف مساعد الرئيس السوداني، فيصل حسن إبراهيم، ما شهدته الاحتجاجات بأنه "خارج كل أطر القانون والأعراف السودانية".
ودعا مساعد البشير، السودانيين إلى تفويت الفرصة على الراغبين في زعزعة استقرار البلاد وإهدار مواردها، مشيرا إلى متابعة الحكومة مدى توفر السلع الأساسية في الشارع السوداني.
وأوضح فيصل أن المكتب القيادي، اطلع على الموقف السياسي والامني بالبلاد، ومدى توفر السلع الأساسية.
وقال إن "التخريب والتدمير والنهب الذي تم للممتلكات العامة والخاصة في الأحداث الأخيرة خارج كل أطر القانون والأعراف السودانية".
أمريكا تحذر رعاياها
ووسط دعوات وتحضيرات "جمعة الغضب"، أصدرت السفارة الأمريكية في الخرطوم تحذيرًا لرعاياها من الاحتجاجات المتوقعة بعد صلاة الجمعة وحثت "الموظفين الأمريكيين في السفارة على الحد من تحركاتهم منذ الساعة 12 ظهرًا حتى الخامسة مساء".
ونوّهت السفارة إلى توقعات بخروج مظاهرات في الخرطوم ومدن ومواقع أخرى أيام الاثنين 31 ديسمبر والثلاثاء أول يناير 2019، وهو اليوم الذي يصادف ذكرى استقلال السودان، حسبما ذكرت صحيفة "سودان تريبيون".
فيديو قد يعجبك: