أسوشيتدبرس: الفوضى تملأ العالم.. فكيف أثرت على شكل الديمقراطية؟
كتبت- هدى الشيمي:
قالت وكالة أسوشيتيد برس إن الدول التي هيمنت على السياسة العالمية لعقود من الزمان، مرت بلحظات فوضوية للغاية خلال عام 2018، ما يُلمح إلى إمكانية تغير شكل الديمقراطية في العالم.
وأشارت الوكالة الإخبارية إلى الاحتجاجات في فرنسا على سياسات الرئيس إيمانويل ماكرون، والتي انتقلت إلى عدة بلاد أوروبية منها هولندا وألمانيا، والخلافات بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والديمقراطيين في الولايات المتحدة، وتخلي المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل عن منصبها.
ورأت الوكالة أن المواطنين، في جميع أنحاء العالم، باتوا يشككون في الكثير من الأمور التي اعتبروها أمورا مُسلما بها، وأصبحوا يعتبرون بعضها أخبارًا كاذبة، كما أنهم يريدون استبدال الأمور التقليدية بأشياء خارجة عن المألوف.
ففي فرنسا، أمضى المواطنون الأسابيع الأخيرة من العام يقومون بمسيرات احتجاجية وتظاهرات، شهد بعضها أعمال العنف، تنديدًا بسياسات الحكومة النخبوية، وما زالت بريطانيا تعاني حالة الانقسام الشديد حول الخروج من الاتحاد الأوروبي (بريكسيت).
الوضع لا يختلف كثيرًا في الولايات المتحدة لاسيما وأن الرئيس الأمريكي متهم بالتخلي عن الأعراف الدولية والبروتوكول العالمي الذي سار عليه أسلافه، وبات يتخذ قرارات أحادية الجانب، لا يستشير فيها أحد، كما أن هناك توقعات بانتهاء الهيمنة الأمريكية على العالم، بعد قرارات ترامب الأخيرة والتي كان من بينها سحبه المفاجئ لقواته من سوريا.
وتعتقد الوكالة أن الأحداث التي يشهدها العالم الآن ليست صحوة ديمقراطية، ولكنها العكس تمامًا، مُشيرة إلى أن النماذج السياسية الناشئة سيكون لها شكلاً جديدًا، إذ أن تأثيرها سيغدو مباشرًا، وسيتجاوز تأثير الأفراد المؤسسات.
في هذه الحالة، تقول أسوشيتيد برس إن الدول الديمقراطية ستخاطر بفقدان نظام الاجماع التقليدي، وهو الاتفاقية التي تقوم على تطبيق النظام الذي يُجمع عليه أكبر عدد ممكن من الأفراد فيما يتعلق بكيفية المعيشة، والحكم والتفاعل مع الآخرين، وظهر هذا النظام بعد نهاية الحرب العالمية الثانية.
في جميع أنحاء العالم، أصبح لدى القادة قواميس جديدة لتعريف الشؤون السياسية، بداية من رئيس الفلبين رودريغو إلى جايير بولسونارو في البرازيل.
وتقول أسوشيتيد برس إن المشهد السياسي الجديد يتيح فرصًا لدولة مثل الصين لزيادة هيمنتها وتوسيع نفوذها في العالم، ما يجعل كثيرون يتساءلون عما إذا كان ما يحدث نقطة محورية في تاريخ السياسة الحديثة؟ تجيب أسوشيتيد برس على هذا السؤال موضحة أن الديمقراطية الليبرالية تبدو وكأنها تتغير الآن، فهي تسير في هدوء نحو المجهول، علاوة على أن المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، أبرز مؤيديها، تخرج ببطء من دائرة الضوء.
فيديو قد يعجبك: