مجلة أمريكية: إيمانويل ماكرون خيّب آمال أوروبا بأكملها
كتبت- هدى الشيمي:
شهدت فرنسا خلال الأيام الماضية أحداثًا لم تؤثر عليها فقط ولكن تأثيرها امتد إلى القارة الأوروبية بأكملها، لاسيما وأن الكثير من الأوروبيين كانوا يعتبرون الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الفارس المغوار الذي سيعطيها قبلة الحياة ويعيد إليها شبابها مرة أخرى.
قالت مجلة بوليتيكو الأمريكية، في تقرير على موقعها الإلكتروني، إن فوز ماكرون بالرئاسة الفرنسية، في مايو 2017 متفوقًا على منافسته ماريان لوبان بنسبة كبيرة، جعل الكثير من الأوروبيين يشعرون بأن قارتهم العجوز تقترب من فجر عصر جديد.
بعد أعوام من الأزمات بات لدى أوروبا الآن قائدًا قادر على انتشالها من الاضطراب والقلق، تُشير المجلة الأمريكية إلى أن الرئيس الفرنسي الشاب شكّل حركة "إلى الأمام" التي ألهبت حماس الفرنسيين بصفة خاصة والأوروبيين بصفة عامة وبثت في نفوسهم الأمل الذي فقدوه، وكانت لديه رؤية لإعادة بناء البيت الأوروبي، وتجديد الروح المعنوية في القارة المُحطمة.
وفي اليوم التالي لانتخاب ماكرون كتبت الصحفية الفرنسية ناتالي نوجيراير مقالة في صحيفة الجارديان قالت فيها: "إن أهم ما في الأمر هو أن ماكرون بعث برسالة قوية مؤيدة لأوروبا بالأمل والإصلاح في وقت خيّم فيه اليأس على القارة بأكملها".
وتابعت: "أخيرًا، أشرقت الشمس في أوروبا، وسيبدأ الإصلاح الآن".
إلا أن الأسابيع الأخيرة الماضية أكدت أن ما تبقى من رؤية ماكرون وحلمه ليس كثيرًا، تقول بولوتيكو إن الاحتجاجات التي قامت بها حركة السترات الصفراء احتجاجًا على الضريبة التي كانت من المفترض أن تُفرض على النفط، ثم تحولت إلى تنديدًا بسياسات الرئيس الفرنسي واصلاحاته الاقتصادية قضت على ما تبقى من أحلام الأوروبيين.
وكذلك وصلت معدلات شعبيته إلى أدنى مستوياتها منذ فوزه بالرئاسة، كما وجدت استطلاعات رأي أن 72 بالمئة من الفرنسيين يوافقون على احتجاجات السترات الصفراء رغم العنف.
وذكرت المجلة أن الفرنسيين باتوا مقتنعين أن ماكرون شاب فرنسي مغمور، كان مخمورًا بقوته ونفوذه الجديد، ففشل في تحقيق أحلام قارة بأكملها سواء فيما تعلق بخطط الضريبة الرقمية للاتحاد الأوروبي، أو الاصلاحات المُخطط لها لمنطقة اليورو، كما أنه لم ينفذ أي من وعوده.
أصبح بعض الفرنسيون الآن يطلقون على ماكرون بعض الألقاب منها "رئيس الأغنياء"، ويتهمونه بالانحياز لصالح الأثرياء ورجال الأعمال على حساب الطبقة المتوسطة التي لم يعد يشعر بها، ولا يسعى لمساعدتها كما كان يقول قبل انتخابه.
ترى بوليتيكو أن أسباب فشل ثورة ماكرون تكمن في الداخل والخارج، فكان واضحًا منذ البداية أنه يتعين عليه إصلاح فرنسا أولاً كي يُحقق برنامجه الأوروبي، وهذا ما لم يستطع القيام به كما حدث مع أسلافه.
تُشير المجلة الأمريكية إلى إن ألمانيا كانت شاهدة لسنوات على الجهود الفاشلة التي قام بها كل من الرئيسين الفرنسيين نيكولا ساركوزي وفرانسوا هولاند لإجراء بعض الاصلاحات الجدّية لمواجهة الوضع الاقتصادي الصعب الذي تعيشه فرنسا.
كذلك كان فشل ماكرون في تنفيذ ووعوده خيبة أمل كبيرة للكثير من الأوروبيين الذين رغبوا في أن يحل محل المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بمجرد تركها لمنصبها، وأن يصبح هو القائد الفعلي للاتحاد الأوروبي، إلا أن بعض المحللين السياسيين ومراقبين دوليين يؤكدون أنه لن يستطيع تحمل أعباء هذه المهمة، وأن ميركل ستترك فراغًا لا يمكن ملؤه.
فيديو قد يعجبك: