"فريكست وإغلاق المترو".. تفاصيل يوم تحولت فيه باريس لمدينة أشباح -فيديو وصور
كتب - هشام عبد الخالق:
دخلت احتجاجات "السترات الصفراء" في فرنسا، أمس السبت، أسبوعها الرابع على التوالي؛ وذلك تنديدًا بارتفاع الضرائب وتراجع القدرة الشرائية، وامتدت مطالب المتظاهرين لتشمل دعوات لتنحي الرئيس إيمانويل ماكرون ومغادرة فرنسا للاتحاد الأوروبي فيما أطلق عليه بعض المتظاهرون لقب "فريكست" على غرار "بريكست" البريطاني.
مظاهر العنف التي تخللت تظاهرات السبت، بدأت عندما أطلقت الشرطة الفرنسية قنابل الغاز المسيل للدموع؛ لتفريق آلاف المحتجين من أصحاب السترات الصفراء في شوارع العاصمة باريس بحسب ما أظهرت لقطات تلفزيونية مباشرة.
ونشرت السلطات الفرنسية، 89 ألف رجل شرطة في مختلف أنحاء البلاد، بينهم 8 آلاف في باريس، مدعومين بعربات مدرعة، وهو الإجراء الأول من نوعه منذ اندلاع الاحتجاجات، استعدادًا لتجدد أعمال الشغب في العاصمة باريس ومدن أخرى، وألقت قوات الأمن القبض على 278 شخصًا من المشاركين في الاحتجاجات في بداية السبت.
French government bringing in reinforcements. The #GiletsJaunes have been unrelenting in their determination to be heard. pic.twitter.com/1L94aqsek0
— Katie Hopkins (@KTHopkins) December 8, 2018
وأظهرت مشاهد تليفزيونية، احتشاد أكثر من 100 شخص بالقرب من قوس النصر، الذي كان بؤرة لأعمال عنف الأسبوع الماضي، أصيب خلالها أكثر من 90 شخصًا.
في حوالي الثانية عشر ظهرًا، وردت تقارير إعلامية تفيد بأن المتظاهرين طالبوا باستقالة الرئيس إيمانويل ماكرون، وتجمّع أكثر من 1500 محتج في شارع الشانزليزيه بباريس، احتجاجًا على غلاء المعيشة وارتفاع الأسعار وسياسات ماكرون الاقتصادية.
في نفس الوقت الذي اشتعلت فيه المظاهرات في باريس وازدادت عنفًا، كانت هناك مظاهرة أخرى في بلجيكا لـ "السترات الصفراء"، وقالت المتحدثة باسم الشرطة ايلس فان دي كير، لوكالة أنباء "بيلجا" البلجيكية: إن الشرطة في بروكسل تأمل في احتواء المظاهرات سلميًا.
بعد ذلك أغلقت السلطات الفرنسية 20 محطة مترو مؤدية إلى شارع الشانزليزيه في باريس، بالتزامن مع استمرار توافد المتظاهرين على هذه المنطقة للمشاركة في الاحتجاجات، وتم أيضًا إغلاق المتاحف القريبة من الشانزليزيه وإلغاء حفلات الأوبرا في مبنى الباستيل، حسب هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي).
BREAKING: Fire's burn throughout France as the situation continues to get worse in Toulouse, France. #GiletsJaunes
— Global News Network (@GlobalNews77) December 8, 2018
pic.twitter.com/4Wtrl7rtqX
أغلقت السلطات الفرنسية أيضًا المنطقة المحيطة بالقصر الرئاسي (الإليزيه) لمنع وصول المتظاهرين إليه، حسبما نقلت سكاي نيوز عربية.
في بلجيكا، طالب متظاهرو "السترات الصفراء" أيضًا باستقالة رئيس الوزراء تشارلز ميشيل، وقالت وكالة "أسوشيتيد برس" إن المئات من البلجيكيين قاموا باحتجاجات في العاصمة بروكسل، وتعاملت معها الشرطة بعنف، وأنها (الشرطة) استخدمت رذاذ الفلفل لتفريق المتظاهرين، الذين حاولوا الوصول إلى البرلمان الأوروبي.
The moment a #YellowVest protester gets shot right in his face with a rubber bullet, making him bleed heavily. #Paris #PoliceViolence #GiletsJaunes pic.twitter.com/T6LdD8Nvw4
— redfish (@redfishstream) December 8, 2018
في فرنسا، رُصدت حالات إغماء بين المتظاهرين والتي نتجت عن استخدام الشرطة الغازات المسيلة للدموع لتفرقة الاحتجاجات، وردّ المتظاهرون بإلقاء الحجارة على الشرطة، التي قامت باعتقال أكثر من 1000 شخص.
في بروكسل، ألقت الشرطة قنابل الغاز على متظاهري "السترات الصفراء"، الذين تواجدوا بالقرب من مكاتب الحكومة والبرلمان، وحطموا اللافتات الموجودة في الشوارع، وكذلك إشارات المرور الموجودة بالقرب من الحواجز، وقالت المتحدثة باسم الشرطة إنه تم اعتقال ما يقرب من 100 شخص من أكثر من 400 شخص خرجوا للتظاهر.
The #GiletsJaunes are not just in Paris. Here, young Belgians protest the European Parliament in Brussels. Europe has had enough of being lectured by globalists pic.twitter.com/bouSHvXEQu
— Katie Hopkins (@KTHopkins) December 8, 2018
انضمت هولندا إلى مظاهرات "السترات الصفراء" عندما قام مجموعة من المتظاهرين باحتجاجات سلمية، وأفادت تقارير إعلامية أن حوالي 100 متظاهر تظاهروا بشكل سلمي خارج البرلمان الهولندي، وألقت السلطات القبض على شخصين وسط أمستردام.
وزارة الداخلية الفرنسية، نفت في بيان لها أن يكون رجال الشرطة تنكروا وزجوا بأنفسهم في صفوف محتجي "السترات الصفراء"، ودعت للحذر من الأخبار المزيفة.
من ناحية أخرى، أعلنت الشرطة الفرنسية أنه تم إصابة 30 شخصًا حتى الآن، من بينهم 3 من رجال الأمن (ارتفع هذا الرقم في وقت لاحق).
وهاجم متظاهرو "السترات الصفراء" أحد متاجر الاتصالات التابعة لشركة "أورانج" في شارع الشانزلزيه ورشقوه بالحجارة، وكذلك إحدى الشركات العقارية في باريس.
PARIS #8decembre - Les gendarmes démontent les barricades pour pouvoir progresser face aux #GiletsJaunes pic.twitter.com/lMKIK2ZS75
— Clément Lanot (@ClementLanot) December 8, 2018
ذكرت قناة (فرانس 24)، أن سفارات ووزارات خارجية لعدة دول أصدرت تحذيرات لمواطنيها من السفر لباريس بسبب التظاهرات وأعمال العنف التي تجري هناك، وأن من هذه الدول أمريكا وبريطانيا وألمانيا وإسبانيا، وأن هذا التحذير يأتي في ظل تصاعد التوترات بين قوات الشرطة ومتظاهري "السترات الصفراء".
تطورت الاحتجاجات في فرنسا بعد ذلك، ليطالب محتجو "السلطات الصفراء" بخروج فرنسا من الاتحاد الأوروبي (فريكست) في إشارة إلى غضبهم من سياسات الرئيس إيمانويل ماكرون، ورفعوا لافتات تدعو فرنسا إلى مغادرة الاتحاد الأوروبي وكتبوا عليها كلمة (فريكست).
Most of the looting and property destruction I see is by people not wearing yellow vests. They just turned up for a riot. #GiletsJaunes pic.twitter.com/j7mON0YuG8
— Paul Joseph Watson (@PrisonPlanet) December 8, 2018
في بلجيكا تصاعدت حدة الاشتباكات، وذكرت الشرطة أنه تم اعتقال نحو 400 شخص في بروكسل حتى الآن، وأن إجمالي عدد المتظاهرين بلغ ألف متظاهر.
عقد رئيس الوزراء الفرنسي إدوارد فيليب، ووزير الداخلية كريستوف كاستنير، مؤتمرًا صحفيًا، مساء السبت، أعلنا فيه أن بعض المخربين تسللوا بين المتظاهرين في احتجاجات حركة "السترات الصفراء"، وأضاف رئيس الوزراء أن وقت الحوار مع السترات الصفراء لا يزال قائمًا، فيما أكد وزير الداخلية الفرنسي أن تظاهرات "السترات الصفراء أصبحت تحت السيطرة الآن.
ودعا وزير الداخلية المواطنين إلى ضرورة التزام جانب الهدوء، مناشدًا المواطنين الراغبين فى توجيه رسالة سلمية إلى عدم الاختلاط مع غيرهم من المتظاهرين الذين يمارسون العنف.
- آخر الأرقام الرسمية:
ارتفع عدد مصابي "السترات الصفراء" في باريس إلى 135 شخصًا، من بينهم 17 من قوات الأمن.
وبحسب ما ذكره وزير الداخلية الفرنسي كريستوف كاستنير، تم توقيف 1385 شخصًا خلال احتجاجات "السترات الصفراء" السبت.
وذكرت تقارير إعلامية أن عدد المحتجين في جميع أنحاء فرنسا وصل إلى 31 ألف شخص، من بينهم 8 آلاف في العاصمة الفرنسية باريس.
وأكد وزير الداخلية الفرنسي، أن تظاهرات "السترات الصفراء" أصبحت تحت السيطرة الآن.
- رائدة "السترات الصفراء":
قالت المؤسسة والمتحدثة باسم حركة "السترات الصفراء" الفرنسية جاكلين مورو، السبت: إن "الثورة أصبحت فريسة بشكل خطير لهجمية المتطرفين والفوضويين"، داعية ما أسمتهم "المحتجين المعتدلين" لفتح حوار مع الحكومة الفرنسية.
ونُسب إلى المُلحنة والمنومة الإيحائية جاكلين مورو (51 عاما) فضل إشعار حركة (السترات الصفراء) في باريس، بعد أن شاهد 6 ملايين شخص فيديو نشرته الشهر الماضي على موقع التواصل الاجتماعي (فيس بوك) انتقدت فيه بشكل لاذع المسؤوليات البيئية للبترول والوقود.
وحذرت مورو - في تصريحات لصحيفة (تليجراف) البريطانية، نشرتها على موقعها الإلكتروني السبت-، من أن حركة (السترات الصفراء) يتم الاستيلاء عليها بشكل متزايد من قبل مجموعة عنيفة مهمشة من "المتطرفين والفوضويين".
- كيف علق قادة الدول على الاحتجاجات:
استغل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأحداث في باريس لمطالبة فرنسا بإلغاء اتفاق باريس للمناخ، وكتب على تويتر: "اتفاق باريس (للمناخ) غير فعّال لباريس. متظاهرون وشغب في أنحاء فرنسا. الناس لا يريدون أن يدفعوا مبالغ طائلة، أغلبها تذهب لدول العالم الثالث (التي تدار بشكل مريب)، بهدف ربما حماية البيئة. المتظاهرون يهتفون: نريد ترامب! أحب فرنسا".
وطالب ترامب، فرنسا بإلغاء اتفاقية باريس للمناخ، وكتب في تغريدة أخرى: "يوم حزين للغاية تشهده باريس، ربما حان الوقت لإلغاء اتفاقية باريس للمناخ السخيفة وباهظة الثمن وإعادة أموالها إلى الشعب مرة أخرى على هيئة ضرائب أقل".
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بدوره، كان في مؤتمر صحفي السبت أمام أنصاره في إسطنبول، واستغل الفرصة للتعليق على الأحداث في فرنسا، وقال: إن "مشاهد الفوضى تُظهر أن أوروبا فشلت في اختبار الديمقراطية وحقوق الإنسان والحرية، فالشرطة تتدخل "بأقسى شكل من الأشكال" في باريس وغيرها".
وأعرب أردوغان عن قلقه بشأن احتجاجات "السترات الصفراء" التي انطلقت ببعض المدن الأوروبية، مؤكدًا أنه يرفض استخدام "القوة المفرطة" ضد المتظاهرين.
وأضاف في خطابه أمام أنصاره: "أولئك الذين حرضوا ضد (الحركات) المناهضة للهجرة والإسلام لصالح الشعبوية السياسية، قد وقعوا في شراكهم".
فيديو قد يعجبك: