5 أساطير لا تعرفها عن السي آي إيه.. وصفوها بـ"الفيل المارق"
كتبت- رنا أسامة:
سلّطت مجلة نيوزويك الأمريكية الضوء على ما وصفته بـ"الادعاءات الكلاسيكية" حول وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي إيه)، في الوقت الذي أعلن فيه الرئيس دونالد عن رضائه عن أجهزة المخابرات بقيادة الرؤساء الذين عيّنهم بنفسه.
وتُعد وكالة المخابرات الأمريكية أحد أهم الأجهزة الرئيسية للتجسس ومقاومة التجسس في الولايات المتحدة. فقد أنشئت قبل 70 عامًا، إبان الحرب العالمية الثانية بأمر من الرئيس الأمريكي الأسبق هاري ترومان" لتحل محل "مكتب الخدمات الاستراتيجية" الذي كان أسّسه فرانكلين روزفلت، تحت ضغط الاستخبارات العسكرية ومكتب التحقيقات الفيدرالية (إف بي آي).
وبينما تُعد "الادعاءات الكلاسيكية" مُضللة أحيانا وبعضها خاطئ ومنها ما هو خاطئ تمامًا، ترصد المجلة -نقلًا عن الموظف السابق في أرشيف الأمن القومي الأمريكي جون رادوس- أبرز الأساطير حول السي آي إيه.
"رسم السياسات"
دأب رؤساء المخابرات المركزية الأمريكية على إنكار أي أدوار سياسية للوكالة منذ الأيام الأولى لتأسيسيها، منذ بدأ رئيسها الأسبق ألن دالاس في توصيف الأدوار السياسية للسي آي إيه بـ"الأسطورة".
وقال المدير الحالي للسي آي إيه، مايك بومبيو، الربيع الماضي، إنه "يترك للآخرين الإجابة عن بعض الأسئلة الصعبة فيما يتعلّق بالتفاصيل حول السياسة". لكنه أشار في الوقت نفسه، خلال مشاركته في فعاليات مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، إلى أنه تقدّم بمقترحات عملية لترامب للتدخل العسكري في أمريكا الوسطى .
وفي صيف وخريف العام الماضي، اقترحت السي آي إيه توسيع دورها التشغيلي في العراق وأفغانستان، ووافق ترامب على ذلك. وبالرغم من أنه قد لا تكون للوكالة صلاحية الموافقة على أية مُقترحات، لكنها شاركت بالتأكيد في صنع السياسة.
"فيل مارق"
في يوليو 1975، وخلال تحقيقات أجرتها السي آي إيه، وصف السيناتور الأمريكي فرانك تشورش وكالة المخابرات المركزية بـ"الفيل المارِق"، في إشارة إلى خروجها عن السيطرة. الأمر الذي ظل مثار حديث الأمريكيين وعملاء الوكالة منذ ذلك الحين.
ويبدو أن هذا التوصيف يحتمل الصواب والخطأ على السواء؛ ففي قضية "إيران كونترا" التي جرت في الثمانينات، نفّذ مدير الوكالة -وقتذاك- بيل كيسي عملية سرية يحظرها القانون. أما في قضية اختراق السي آيه إيه للكونجرس، خلال تحقيق لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ بشأن برنامج الاعتقال والاستجواب للوكالة، لم تكن هناك ادعاءات بتورّط سُلطات عُليا داخل الوكالة في ذلك الاختراق.
"التعذيب"
في مقدمة نسخة منشورة من وثيقة ترد بها السي آي إية على تقريرمن مجلس الشيوخ يتهمها بعمليات تعذيب، ذكر رئيس الاستخبارات الأسبق جورج تينت، أن أغلبية لجنة الاستخبارات في المجلس "فشلت في الوصول إلى الحقيقة أو تجسيد الأحداث بأمانة".
إضافة إلى تقرير مجلس الشيوخ، تُظهِر السجلات الوثائقية أن تينت شخصيًا أوقف برنامج التسليم والاستجواب مرتين على الأقل، وسعى للحصول على موافقة أكثر صراحة من البيت الأبيض على عمليات التعذيب خلال عاميّ 2002 و2003. وبيّن التقرير ذلك الأمر بشكل تفصيلي.
نفي السي آي إيه تورّطها في عمليات التعذيب، قابلته رسالة من مدير الوكالة المركيز آنذاك، جون برينان، يُقرّ فيها صراحة بـ"هفوات أوليّة" ناجمة عن "فشل إدارة الوكالة على مستويات متعددة".
وأكّد المُفتش العام للوكالة، الذي قدم تقريرًا عن البرنامج عام 2004، العديد من نقاط التحقيق في مجلس الشيوخ. وبحلول ذلك الوقت كانت الوكالة بدأت في تقليص أنشطتها التي يُمكن أن تُدينها في وقائع تعذيب. ومن الأساطير أيضًا أن السي آي إيه دحضت بنجاح نتائج التحقيق.
"مشكلة التسييس"
ككثير من الادعاءات حول الوكالة ودورها السياسي، فإن المخاوف من تسييسها مستمرة منذ عقود، وإن كانت حقيقية إلى حدِ كبير. وتُمثل هذه الأسطورة أكبر مشكلة تواجه السي آي إيه حاليًا.
وإذا كان التسييس يُجرى على مستوى وكالة المخابرات المركزية، أو مديرها، فهذا الأمر يُثير الشك في قيام الوكالة بصنع السياسة.
وتبدو المشكلة الكُبرى أمام الوكالة حاليًا مختلفة، وتتمثل فيما يُسمى "المعلومات الاستخباراتية الفعالة"، وهي المعلومات التي تسمح للوكالة باستهداف الأعداء في الوقت المحدد، وتحدد الوكالة مراكز مهمات بهذا الهدف؛ لاسيّما وأنها تقود بطبيعة الحال إلى تسليم المطلوبين واحتجازهم واستجوابهم.
"الأمريكيون وإخفاقات الوكالة"
في عام 1959، قال الرئيس الأمريكي الراحل دوايت إيزنهاور، عند وضع حجر الأساس لمبنى مقر وكالة المخابرات المركزية، لعملاء المخابرات: "لا يمكن الإعلان عن النجاح، ولا يمكن تفسير الفشل".
وبالرغم من تصريحات إيزنهاور، لم تلتزم السي آي إيه بهذه القاعدة الذهبية في كثير من الأحيان. ففي أوائل 1954، وبعد نجاحات الوكالة في إيران وجواتيمالا، سرّب رئيسها وقتذاك ألين دولس تفاصيل سرية لصحفي من صحيفة ساترداي إيفينينج بوست الأمريكية.
ومع بداية التسعينيات، حاولت الوكالة تحسين مكانتها بين الشعب الأمريكي، من خلال عقد مجموعة من المؤتمرات والإفراج عن مجموعة متنوعة من التقارير السرية السابقة والمهمات والتكنولوجيا المُستخدمة.
فيديو قد يعجبك: