هآرتس: التصعيد القطري الإماراتي يُهدد مصالح أمريكا في الخليج
كتبت- رنا أسامة:
قالت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية إن التصعيد الجوي بين الإمارات وقطر يُهدّد المصالح الاستراتيجية للولايات المتحدة في الخليج، ويصب في مصلحة إيران التي تتنافس إقليميا مع السعودية وإسرائيل.
واستبعدت الصحيفة، نقلًا عمن وصفتهم بـ"خبراء إقليميين"، نشوب حرب بين البلدين رغم تصاعد التوترات الإماراتية القطرية في الآونة الأخيرة.
واعترضت مُقاتلات قطرية طائرتين مدنيتين إماراتيين خلال رحلتين اعتياديتين إلى العاصمة البحرينية، المنامة، يناير الماضي، حسبما أعلنت الإمارات التي اعتبرت الأمر "تهديدًا سافرًا وخطيرًا لسلامة الطيران المدني، وخرقًا واضحًا للقوانين والاتفاقيات الدولية".
فيما نفت قطر، ما وصفته بادعاءات من الهيئة العامة للطيران المدني الإماراتية، وقالت إنها "عارية تمامًا عن الصحة".
يأتي ذلك فيما تتواصل الأزمة الخليجية التي بدأت في 5 يونيو الماضي، بعد أن قطعت السعودية ومصر والإمارات والبحرين علاقاتها مع قطر، مُتهمة إيّاها بدعم وتمويل الإرهاب. الأمر الذي تواصل الدوحة إنكاره بشدة.
وذكرت هآرتس أن هناك مخاطر تجارية ومخاوف أمنية لدى الغرب، لاسيّما واشنطن، من استمرار الأزمة القطرية وتفاقمها.
ونقلت عن دبلوماسي غربي طلب عدم ذكر اسمه، قوله: "عندما تعترض طائرات عسكرية قطرية طائرة مدنية، فإن ذلك يُهدد -حتى لو كان الحادث غير مُخطّط له- بوقوع خسائر في الأرواح، بما يؤجّج الأزمة الخليجية".
واتفق معه جابريل كولينز، الخبير في العقوبات المالية بجامعة رايس الأمريكية، قائلًا "الشرارة الصغيرة يُمكنها، في أسوء السيناريوهات، أن تتسبّب في حريق ضخم".
كان وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس قال، في وقت سابق، إن توتر العلاقات بين حلفاء واشنطن الخليجيين يعوق حربها ضد تنظيم داعش ويُعرقل محاولاتها للحدّ من النفوذ الإيراني الخبيث في المنطقة، وفق الصحيفة.
وتنظر الولايات المتحدة إلى قطر والإمارات باعتبارهما "شريكين إقليميين حاسمين"، حسبما صرّح متحدث باسم القيادة المركزية للقوات الجوية الأمريكية فى قطر، داعيًا إلى التوصل إلى "حلول هادفة للحدّ من التوترات".
وتحدّث مسؤول عربي، رفض الكشف عن اسمه، لـ"هآرتس"، قائلًا إن "الإمارات أرادت الضغط على الدوحة للتأكيد على أن المُصالحة ليست قريبة وأن المقاطعة لن تنتهي قريبًا"، مضيفًا أن "السعودية ودول الرُباعي العربي، لا تخشى على اقتصاداتها من هذه الأزمة بخلاف قطر".
وأوضح أن الإمارات مهتمة بدفع قطر لتنفيذ مطالبها وتقليص أنشطتها في المنطقة، ما يجعل البلدين حريصين في هذه المرحلة على إثبات أنهما لن يتخليا قريبًا عن مطالبهما وأن بإمكانهما التصعيد إذا لزم الأمر"ولفتت هآرتس إلى أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خفّف -على ما يبدو- من وجهة نظره تجاه الدوحة؛ ففي البداية أبدى تأييده للمقاطعة واتهم قطر بتمويل الإرهاب "على مستوى عالٍ"، ثم أعلن توسّطه في حل الأزمة منذ سبتمبر الماضي، وأجرى هذا الشهر اتصالًا هاتفيًا بأمير قطر تميم بن حمد آل ثاني وشكره على ما وصفه بـ"جهوده لمكافحة الإرهاب".
ويبدو أن هذا التغيير يعكس حسابات سياسية بين الشركاء الغربيين لدول الخليج تفترض أن "قطر لن تُخاطر برفع خلافاتها مع الإمارات ماضية قُدمًا نحو المزيد"، حسبما نقلت هآرتس عن أحد الدبلوماسيين الغربيين.
فيديو قد يعجبك: