إعلان

هل يتجه مسلحو الغوطة إلى عفرين؟

03:25 ص الثلاثاء 27 مارس 2018

طفل نازح من مناطق عفرين التي سيطر عليها الجيش التر

(بي بي سي)

بدأت عمليات إجلاء الآلاف من مقاتلي فيلق الرحمن وعوائلهم ومدنيين في الخامس والعشرين من مارس/آذار 2018 من جنوب الغوطة الشرقية للتوجه إلى شمال غربي سوريا في محافظة إدلب. يأتي هذا بموجب اتفاق بين فيلق الرحمن والحكومة السورية بضمانة روسية يقضي بعدم تعرض المنسحبين من الغوطة للتفتيش من قبل القوات الحكومية.

ما هو الاتفاق؟

يتضمن الاتفاق الذي توصل إليه فيلق الرحمن مع ضابط روسي، خروج فيلق الرحمن وأحرار الشام مع عوائلهم بأسلحة خفيفة على أن تضمن روسيا عدم تعرضهم للتفتيش أو مصادرة أمتعتهم وأجهزتهم ووثائقهم وأموالهم من قبل قوات الحكومة السورية بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان. وتشمل المناطق التي بدأت فيها عمليات الإجلاء عربين وزملكا وعين ترما و جوبر. وستقوم روسيا بنشر نقاط عسكرية داخل مدن وبلدات الغوطة الشرقية وحي جوبر الدمشقي بعد الانتهاء من عمليات الإجلاء.

وحسب المرصد السوري، فإن فيلق الرحمن وهيئة تحرير الشام ومن خرج معهم ينوون التوجه إلى مدينة عفرين الكردية المتاخمة لإدلب، والتي سيطر عليها الجيش الحر مع قوات الجيش التركي في الثامن عشر من مارس/آذار 2018، بعد معارك عنيفة جرت بينهم وبين وحدات حماية الشعب الكردية.

_100576468_572900a7-2015-4167-80f3-0b990feecf29

من بقي خارج الاتفاق؟

تتضارب الآراء بشان الاتفاق مع جيش الإسلام، فقد قالت وكالة "نوفوستي" الروسية في السادس والعشرين من مارس/آذار 2018، إن المفاوضات مع فصيل "جيش الإسلام" المعارض مستمرة لخروج مقاتليه من مدينة دوما على غرار خروج فيلق الرحمن وأحرار الشام من الغوطة. وتقول صحيفة الوطن المقربة من دمشق إن روسيا توصلت إلى اتفاق يقضي بحل جيش الإسلام وتسليم الأسلحة الثقيلة وعودة مؤسسات الدولة إلى العمل في المدينة من جديد، إلا أن حمزة بيرقدار، المتحدث باسم هيئة أركان جيش الإسلام قال " إن المفاوضات الجارية مع روسيا هي من أجل البقاء في دوما وليس من أجل الخروج منها". مضيفاً بأنهم لن يخرجوا من دوما كما فعلها غيرهم من الفصائل المعارضة. واتهم بيرقدار دمشق بالسعي إلى التغيير الديموغرافي للمنطقة عن طريق طرد أهالي المنطقة و إحلال الموالين لهم بدلا عنهم.

أما محمد علوش، وهو مسؤول سياسي في جيش الإسلام، يقول أن المفاوضات مع الروس تسعى إلى إدخال جميع مؤسسات النظام السوري إلى المدينة لتمارس عملها، والإفراج عن جميع المعتقلين والمختطفين ونقل الجرحى إلى المشافي وخروج من لا يرغب في البقاء في دوما إلى القلمون الشرقي مع السماح بإبقاء جيش الإسلام في دوما وبالمقابل السماح بإنشاء نقاط عسكرية روسية في المدينة.

_100576474_7cc37e1b-d437-4837-8a0f-06209d8764d3

مصير نازحي عفرين

تقول هيفي مصطفى رئيسة المجلس التنفيذي لمدينة عفرين بأن أوضاع مئات الآلاف من النازحين من أهالي عفرين سيئة للغاية، فهم محاصرون في مناطق الشهباء الواقعة تحت سيطرة القوات الكردية مثل دير جمال، تل رفعت، كفر نايا، احرص، حربل، أم الحوش، وحشية، بالإضافة إلى قريتي عقيبه وزيارة المتاخمتين لمدينة نبل مع غياب تام للمنظمات الإغاثية. وتضيف أن هناك حاجة إلى أبسط المستلزمات إلى أعقدها من بطانيات وماء وطعام وأدوية.

وبحسب المصادر الداخلية التابعة للحكومة السورية والأكراد، فإن طريق حلب-عفرين مغلق منذ شهور، وهو الممر والخيار الوحيد أمام أهالي عفرين النازحين للذهاب إلى حلب.

_100576470_9c9bfcc7-ad85-41fa-94ac-683f5a8ab326

ويعتقد مراسلنا في دمشق إن الحكومة السورية لا تسمح للأكراد العالقين في مناطق الشهباء بالذهاب إلى مدينة حلب خوفاً من إفراغ مناطقهم وقراهم الذين ينحدرون منها منذ آلاف السنين واحتلالها من قبل تركيا والموالين لهم من فصائل المعارضة الذين اتوا من مناطق مختلفة خارج عفرين.

ويصف محمد حسن وهو أحد الناشطين والمتطوعين لمساعدة النازحين في قريتي زيارة وعقيبه وضع النازحين بـ "المأساوي" في ظل غياب المنظمات الإغاثية ومنظمات حقوق الإنسان، حيث يقول:" كل يوم يموت أحدهم دون ان نعرف سبب الموت، معظمهم من كبار السن و الأطفال الرضع، لا يوجد أطباء لمعاينة و تشخيص الحالات، هنا مجموعة من شباب وشابات الهلال الأحمر الكردي يقومون بما يستطيعون، لكنهم ليسوا أطباء، الناس يعيشون في سيارات وأماكن مهجورة و حتى اسطبلات الحيوانات.

وقد احتجت السلطات السورية على الاحتلال التركي لعفرين في رسالتين وجهتهما وزارة الخارجية إلى الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن الدولي قائلة "إن هذا يتناقض مع ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي، وإن مقتل وجرح الالاف من المواطنين في مدينة عفرين ومحيطها هو فعل إجرامي وانتهاك لوحدة الأراضي السورية وقواعد حسن الجوار وحقوق الإنسان بل أنه يهدد باحتلال مزيد من الأراضي السورية في محافظات حلب والرقة والحسكة".

أما الرئيس التركي رجب طيب أردوغان فيرى أنه حرر عفرين من ما يسميهم بـ " الإرهابيين" في إشارة إلى وحدات حماية الشعب الكردية المدعومة من التحالف الأمريكي والتي تعتبرها امتداداً لحزب العمال الكردستاني المحظور في تركيا. وصرح أردوغان في عدة مناسبات بأنه لا يهدف إلى احتلال عفرين بل إلى "إعادتها إلى أصحابها الحقيقيين".

هذا المحتوى من

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان