المستقيل إكلينيكيًا.. محطات في علاقة ترامب بمستشاره السابق جاري كوهن
كتب - محمود علي:
أعلن جاري كوهن المستشار الاقتصادي للبيت الأبيض استقالته بعد أكثر من عام على توليه منصبه، على خلفية خلافه مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حول فرض رسوم جمركية جديدة على واردات الصلب والألمونيوم، والتي ترى وسائل إعلام أمريكية أنها ستضر الشركات الأمريكية خارج صناعات الصلب والألومنيوم.
وجاء رحيل "كوهن" في فترة حرجة تسودها الاضطرابات التي لم يسبق لها مثيل في إدارة ترامب، إذ يشعر مساعدوه بالقلق حيال استقالة المزيد من كبار الموظفين في القريب العاجل، بعدما كان المستشار الاقتصادي آخر المغادرين من الجناح الغربي، وسط توقعات بالمزيد من الاستقالات خلال الفترة المقبلة وفق ما رجحت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية.
وسادَ التقارب الحذر علاقة ترامب بمستشاره الاقتصادي المستقيل جاري كوهن، الذي حاول تغيير وجهات رئيسه بخصوص بعض القضايا، التي نجح في بعضها مثل موقف إدارة ترامب من الصين.
وتقول الصحيفة الأمريكية إن سلسلة طويلة من الخلافات، على مستوي الرؤي السياسية والاقتصادية، أفضت في النهاية إلى استقالة كوهن، التي لم تكن وليدة اللحظة، إذ يبدو أنها كانت معدة منذ فترة طويلة، اقتنع بعدها المستشار العسكري أنه يبذل طاقة كبيرة في اتجاه عكس التيار.
ولعب كوهن دورًا بارز في سن السياسات الاقتصادية المؤيدة لنمو الناتج المحلي، وساهم بدور محوري في مساعدة ترامب على إجراء إصلاح شامل للضرائب، ونسق مع أعضاء الكونجرس لتمرير الإصلاحات في ديسمبر الماضي، وهو الإنجاز التشريعى الرئيس الوحيد لإدارة ترامب، وفق "واشنطن بوست"، التي أوردت أن علاقة المستشار الاقتصادي بترامب بدأت تأخذ منحًا مختلفًا في أغسطس الماضي، وقت كتب كوهن استقالته -لكنه لم يعلنها- بعد اعتراضه على الأسلوب الذي تعامل به ترامب مع حادث العنف العرقي في ولاية فيرجينيا، حينما اقتحم متعاطف مع النازيين تجمعًا مناهضًا للعنصرية، وقتل امرأة وأصاب 10 آخرين، قبل سبعة أشهر، وطالب كوهن الرئيس ترامب آنذاك بأن يكون أكثر حزمًا في قضايا الانقسام المجتمعي.
ويبدو أن كوهن قد استقال إكلينيكيًا قبل فترة، حاول خلالها دونالد ترامب أن يظهر باعتباره مهندسًا للتغيير في البيت الأبيض، لكن كوهن لم يكن موجودًا في كرسيه الخاص في المؤتمر الأخير، وشغله مساعد مختلف.
وتزيد استقالة المستشار الإاقتصادي الأوضاع في البيت الأبيض سوءًا، وقد تفجر الأوضاع في الجهاز الإداري الأمريكي، إذ جاءت بعد نحو أسبوع واحد من استقالة أحد أكثر المقربين لترامب؛ هوب هيكس مديرة اتصالات البيت الأبيض، في وقت هدد عدد آخر من المساعدين بأنهم على وشك مغادرة مناصبهم، وأنهم استمروا كلاعبين في الفريق لفترة أكبر من مخططهم، خاصةً وأن قضية التدخل الروسي في الانتخابات الأمريكية تجعلهم قلقين على مستقبلهم في العمل مع إدارة ترامب إذا ما طبقت قوانين صارمة.
وقاد المستشار السابق مجموعة من كبار الموظفين في البيت الأبيض لإقناع الرئيس الأمريكي بتخفيف الضرائب، لكن محاولاته باءت بالفشل، ونسق اجتماعًا بين ترامب ومديري الأعمال الذين ستتضرر شركاتهم من الضرائب المفروضة على واردات الصلب والألومنيوم، والذين أكدوا ان التعريفات الجديدة ستضر مالا يقل عن 150 ألف وظيفة.
وكان ترامب على يقين بأن مستشاره سيتقدم باستقالته، وهو ما أخبر به مستشارين آخرين داخل البيت الأبيض، ويؤكد حدة الصراع التي وصلت إليها علاقة الرئيس الأمريكي بالمستشار الاقتصادي، بحسب صحيفة "business insider" الأمريكية، التي أوضحت أيضًا أن التوترات بدأت قبل وقت طويل.
ويبدو أن التوترات بين ترامب ومستشاره وصلت إلى قمتها الخميس الماضي لنفس السبب - التعريفات الجمركية - بعدما عقد كوهن اجتماعًا مع الشركات التي تستخدم الصلب في منتجاتها، لكن ترامب ألغى الاجتماع، بحسب إفادة مراسل صحيفة "اكسيوس".
ونشرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية قبل ثلاثة أيام تقريرًا بعنوان "الأيام المظلمة داخل البيت الأبيض"، متوقعة استقالة قريبة للمستشار الاقتصادي للبيت الأبيض لأن الرئيس الأمريكي "لا يسمع له" وهو ما دفعه للشعور بالضيق والإحباط.
فيديو قد يعجبك: