إعلان

"نحن جنود سننقذكم".. كيف اختطف إرهابيو بوكو حرام 110 فتاة في نيجيريا؟

10:09 م الخميس 08 مارس 2018

أرشيفية

كتب – محمد الصباغ:

مع حلول المساء، بدأ مئات الطالبات في الاستعداد لكسر صيام يوم الإثنين في مدرسة للفتيات بقرية دابتشي النيجيرية الصغيرة. لكن الليلة العادية في بدايتها لم تنته بشكل هادئ، فقد خدع عناصر تنظيم بوكو حرام التلميذات بعدما قالوا إنهم جنود سيحمونهم من الهجمات الإرهابية.

وتحدث بعض العاملين بالمدرسة وبعض المواطنين لصحيفة الجارديان البريطانية واصفين الوقائع التي انتهت باختطاف بعض الفتيات من المدرسة على يد المجموعة الإرهابية.

يقول عثمان محمد، رجل أمن بالمدرسة، إن الوقت كان يمر بشكل طبيعي والأحداث لا جديد فيها عن أي ليلة قبل أن يتغير كل ئيء. وأضاف: "كان الطعام قد تم تقديمه حينما بدأنا سماع طلقات نارية." أسرع ليستكشف ما يحدث، كانت الفتيات يجرين في كل الاتجاهات. رأى رجالا غرباء في زي عسكري موحد، يحملون أسلحة.

كما كان هناك مركبات تحمل ألوان التي تتبع الجيش، مع أسلحة آلية عليها. لكن مع التدقيق وجد كلمة "الله أكبر" مكتوبة بالعربية على الشاحنات. وقال الرجل: "على الفور علمنا أنهم ليسوا جنودًا. حاصروا المدرسة وأطلقوا النيران، حتى على الطريق الرئيسي كانوا يطلقون نيران أسلحتهم".

حاول هؤلاء الرجال بعد ذلك محاصرة الفتيات. وتذكر عثمان المسلحون يصرخون: "توقفوا! توقفوا! لسنا بوكو حرام! نحن جنود فاصعدوا إلى سياراتنا. سنحميكم".

أما الطالبة حبيبة جيكانا، فقالت للجارديان إنها صدقت الرجال المسلحين. وحملتها صديقة لها إلى السيارات حيث لم تكن قادرة على المشي.

كان المسلحين هم عناصر تنظيم بوكو حرام الإرهابي التي تقتل وتغتصب وتختطف الطالبات على نطاق واسع في شمال شرق نيجيريا. كان فتيات وعائلات مدرسة دابتشي على علم بما حدث مع فتيات شيبوك، حينما احتجز بوكو حرام 276 تلميذة في عام 2014. لكنهم لم يتوقعوا أن يواجهوا نفس المصير في الهجوم الذي جرى يوم 19 فبراير الماضي، فالقرية لم تتعرض لهجوم من قبل، ومنذ شيبوك انتخبت نيجيريا حكومة جديدة، والتي تزعم مرارا وتكرارا أن بوكو حرام قد هزموا وبدأوا الفرار.

وتروي فتاة تدعى حفصة عبدالله، 18 عامًا، ما رأته مع صديقاتها ذلك اليوم. خرجن بعد سماع أصوات الرصاص، ليروا رجالا مسلحين. وتقول للجارديان: "قالوا لنا، اقتربوا سنساعدكن نحن جنود. اعتقدنا أنهم كذلك، وقفزت طالبات كثيرات إلى سياراتهم".

لم تر حفصة واحدة منهن وهي تصعد إلى سيارات بوكو حرام، لكنها علمت بعد ذلك أن من بينهن كانت شقيقتها الصغرى فاطمة.

جاء التحذير للفتيات وسط الهجوم لكن صرخات أحد الحراس "لا تصعدن إلى هذه الشاحنات" لم تكن كافية، ولم تنتبه لها عديد الفتيات.

لكن حفصة وثلاث من زميلاتها ركضن بعيدًا عن المدرسة، وطلقات الرصاص تمر بجوار رؤوسهن. وتقول: "الله ساعدنا. لم تصب الرصاصات أي منا." وأشارت الصحيفة إلى أن مئات التلميذات اختبأن في أماكن مفتوحة خارج المدرسة تلك الليلة.

ومع عشر فتيات فوق المئة بداخلهم، تحركت شاحنات بوكو حرام مع التلميذات وعبرت بوابات المدرسة.

ويقول محمد مدادا، أحد المواطنين بالقرية إنه رأى مجموعة من السيارات في ذلك اليوم وخلفها دراجات نارية برغم من منع الحكومة لها بسبب استخدامها في الهجمات. وحينما عادت السيارات كانت بداخلها الفتيات، وقال: "التلميذات كن يصرخن ويبكين".

قالت الحكومة إنها حررت بعض الفتيات لكن ذلك لم يكن صحيحا، وخرج مسئول حكومي ليعلن أنهم سيعملون على إنقاذ التلميذات. أما الأهالي فلا شيء في استطاعتهم فعله سوى الانتظار.

وتقول والدة حفصة وفاطمة: "عدنا للمنزل وبدأنا في الصلاة والدعاء ليلا ونهارا. هذا ما نحن عليه كمنذ الواقعة."

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان