هآرتس: هل تنجح القمة الأمريكية- الكورية الشمالية المرتقبة؟
كتبت- هدى الشيمي:
تحيط التساؤلات ويلف الغموض القمة الأمريكية-الكورية الشمالية المرتقبة، والتي من المزمع عقدها بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون، في نهاية مايو المقبل، أو مطلع يونيو.
وتساءلت صحيفة هآرتس الإسرائيلية، في تحليل نشرته اليوم على موقعها الإلكتروني، عما سيحدث عندما اجتماع قادة دولتين يتسمان بالعدوانية، وتصرفاتهما غير متوقعة، ولديهما ترسانة وأسلحة نووية، في غرفة واحدة لساعات طويلة.
وحسب الصحيفة، فإن قمم مثل هذه تحتاج إلى أسابيع طويلة من التحضير الدقيق، ويجب إطلاع الزعماء على إيجاز يشمل كافة التفاصيل المتعلقة بالبلدين قبل بدء الاجتماع.
وتتوقع هآرتس أن ذلك لن يحدث في هذه القمة، ولن ينصت أي من الزعيمين للنصائح والاستشارات، لأن ترامب اثبت خلال الفترة الماضية أنه لا ينصت لأحد من مستشاريه وسينفذ ما يفكر فيه دون الرجوع إلى أيا منهم، ومثله كيم جونج أون، والذي لا يعلم أحد من يقدم له النصائح، وماذا يُقال له بشأن الملفات والقضايا الخارجية.
ومع ذلك، تقول هآرتس إنه بالنظر إلى الأحداث التي جرت خلال الأيام الماضية، فمن المتوقع أن يحصل كل من ترامب وجونج أون على مبتغاهم، لاسيما وأن الزعيم الكوري الشمالي، والذي يصغر ترامب في السن كثيرًا، يسعى للبقاء على رأس السلطة في بلاده على المدى الطويل، كما فعل والده وجدّه، وكل ما يحتاجه الآن هو ضمانات على أنه يستطيع البقاء في الرئاسة خلال حكم الرئيس الأمريكي الحالي.
وذكرت الصحيفة الإسرائيلية أن عائلة كيم عاصرت حكم 12 رئيسًا أمريكيًا، وسيجد جونج أون طريقته للتعامل مع الرئيس الثالث عشر.
ومن الجانب الأمريكي، فإن ترامب يسعى إلى التوصل إلى اتفاق مع كوريا الشمالية لإرضاء شعوره بالرضا، واثبات أنه نجح فيما فشل فيه أسلافه، خاصة وأنه سيكون أول رئيس أمريكي في منصبه يجتمع بزعيم كوري شمالي.
وتجد هآرتس أن إعلان الزعيم الكوري الشمالي، الجمعة الماضية، بأن بلاده تعتزم تجميد التجارب طوعًا، وإغلاق مواقع التجارب النووية، جاء بهدف منح ترامب ما يريده والحصول على رضاه.
ويأتي إعلان جونج أون عقب تأكيده التزام بيونجيانج بنزع السلاح النووي من شبه الجزيرة الكورية، الشهر الماضي.
ومع ذلك، ترى الصحيفة أن الزعيم الكوري الشمالي لن يتخلى عن سلاحه النووي بهذه البساطة، فهو لم يبذل كل هذا المجهود، ولم يعادي كل هذه الدول من أجل تعزيز ترسانته النووية حتى يتنازل عنها بسهولة. وتقول هآرتس إنه سيفعل ما يتطلبه الأمر للحفاظ على أسلحته النووي، ولتقليل العقوبات المفروضة على بلده.
وفق الصحيفة، فإن القمة سيكون لها نتائج جيدة وأخرى سيئة، الأخبار الجيدة هنا، هي عدم نشوب حرب بين البلدين، كان من الممكن أن يكون لها تأثير مُدمّر على العديد من الدول، أولها كوريا الجنوبية. ولكن لن يغير ذلك شيء من العزلة المفروضة على كوريا الشمالية، ولن يساعد شعبها على التخلص من القمع والقيود المفروضة عليهم.
أما الأخبار السيئة، فهي أن الزعيم الكوري الشمالي قد يعيد العمل على تعزيز ترسانته النووية فور انتهاء فترة حكم ترامب، ما يضع الرئيس الأمريكي المقبل في موقف لا يُحسد عليه.
وترى هآرتس أن ملامح "القمة الناجحة" بين ترامب وجونج أون بدأت تتشكل بالفعل، متوقعة أن يخرج الزعيمان من هذا الاجتماع مبتسمان، سيشعر ترامب بأنه حقق ما فشل أسلافه في الوصول إليه، فيما يحصل جونج أون على ضمانات للبقاء في منصبه، والحفاظ على أسلحته النووية. علاوة على ذلك سيشعر جيران كوريا الشمالية بالأمان، فتحظى كوريا الجنوبية بفترة سلام، وستشعر الصين بالاستقرار.
وتؤكد هآرتس على فوز كيم في هذه الجولة. وتشير إلى أن ما يحدث الآن هو محاولة للتظاهر بعكس ما يجرى بالفعل على أرض الواقع.
فيديو قد يعجبك: