رئيس المجلس الأعلى الإسلامي العراقي: التشكيك في الانتخابات ليس في مصلحة أحد
بغداد - (د ب أ):
حذر الشيخ همام حمودي، رئيس المجلس الأعلى الإسلامي العراقي النائب الأول لرئيس البرلمان، من لجوء البعض لاستخدام المال للتأثير على الناخبين في الانتخابات العراقية القادمة، كما حذر من أن تواجد قوات أجنبية في العراق قد يفسَّر بأن العراق جزء من المحاور والصراعات التي يمكن أن تحدث.
وفي مقابلة مع وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ)، قال حمودي إن ما يميز الانتخابات القادمة هو أنه "ليس فيها صراع أو تضاد وإنما تنافس على ما سيظهر نفسه على أنه من سيعمر العراق ويخدمه، وهذا تطور ونضج في العملية السياسية، كما أن القوائم لم تعد قوائم مناطقية وإنما أصبحت شاملة لكل المحافظات، وهذا أيضا يؤكد على تطور العملية السياسية وسلامة الوضع السياسي والاجتماعي".
ولكنه حذر من أن "الشيء الجديد في هذه الانتخابات هو لجوء البعض إلى دور المال في شراء الأصوات أو التأثير عليها"، وأوضح:"سابقا كان البعد السياسي أو الطائفي هو المؤثر في الانتخابات، ولكن الآن ليس هناك فرق كبير بين الكيانات، وأصبح التنافس يحتاج شيئا آخر، فجاء بُعد المال".
ويخوض حمودي الانتخابات القادمة مرشحا عن "تحالف الفتح" الذي أسسه هادي العامري، أحد أبرز قيادات الحشد الشعبي، في وقت سابق من العام الجاري لخوض الانتخابات البرلمانية المقررة الشهر القادم.
وردا على الأصوات المشككة في نزاهة الانتخابات القادمة، أكد أن "التشكيك في الانتخابات القادمة ليس في مصلحة أحد"، وأن الحرص على نزاهة الانتخابات شيء مهم جدا.
وعن كيفية ضمان تصويت جميع العراقيين وخاصة النازحين، قال :"نتابع الأمر مع مفوضية الناخبين، والأمم المتحدة موجودة مع المفوضية، وهناك حرص على مشاركة الجميع".
وحول رؤيته للحكومة الجديدة، قال :"الحكومات السابقة كان تركز على ترضية الأحزاب المشاركة فيها، وعندما نأتي لإعلان الحكومة لا تجد برنامجا حكوميا ... ولكننا أعلنا أن الحكومة القادمة ينبغي أن يكون برنامجها الحكومي مفصلا فيما يخدم المواطن كالسكن وفرص العمل والصحة والتعليم وغيرها ... ونحن نعمل حاليا على إعداد برنامج حكومي لن يدخل في القضايا السياسية، وإنما يركز على المشاكل التي تخص المواطن. إذن الجديد هو البرنامج الحكومي، الجديد أنه برنامج مفصل، الجديد هو تشكيل مجموعة برلمانية تتبنى هذا البرنامج وتتابع الحكومة في تنفيذه".
وحول تقييمه لولاية رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، قال إن "العبادي نجح في تهدئة المشاكل، واستقبل الكثير من المواقف والتصريحات المتشنجة بحالة من الاستيعاب، فقد حدد العدو، وهو داعش، ووضع بقية المشاكل دونه، وهذه نقطة مهمة في إدارة فترة الحرب. كما أنه حرص على حفظ التوازنات بصورة لا تجعل العراق خاضعا لهذا أو ذاك".
إلا أنه رأى أن العبادي "يُعاتَب على إضاعة فرص حقيقية وكبيرة من المرجعية والشعب من أجل اتخاذ إجراءات حقيقية وشجاعة، ولهذا هناك كثيرون الآن لا يتفاعلون مع دورة جديدة للعبادي: البعض يرون أن العبادي لن يشكل حكومة قوية وأن حكومته القادمة ستكون ضعيفة تسيّرها الأحداث وأنه لن يكون صاحب المبادرة. كما أنه سبق أن قدم تصريحات كبيرة في مواجهة الفاسدين دون أن يجد الشعب لها أثر على الأرض".
واستدرك بالقول :"لا شك أن العبادي لا تزال لديه فرص، فهو على رأس كتلة النصر وهي كتلة كبيرة لها حضورها في الشارع، ولكن كما تعرفون فإن تشكيل الحكومة في العراق خلال الأربع دورات السابقة لم يكن مرتبطا بنتائج الانتخابات وإنما التسويات التي تأتي بعد الانتخابات".
وبشأن إمكانية تشكيل ائتلاف بين تحالف النصر والفتح والشروط من أجل تحقيق ذلك، قال :"نعم، هذا مطروح من أول يوم، وقد كنا واحدا ثم انفصلنا على أمل أن تكون لنا تحالفات. وشروطنا هي: البرنامج الحكومي، وعدم العودة إلى الوراء في مسألتي تواجد القوات الأجنبية والمناكفات السياسية والطائفية ... المحاصصة هي سبب الوضع الذي وصلنا إليه من تفكك للدولة وفساد... ومن يؤمن بما نؤمن به ومستعد لتنفيذه فهذا يشكل شيئا جامعا بيننا".
وحول ما إذا كانت احتجاجات الحشد الشعبي الأخيرة لها علاقة بالانتخابات، أكد أن "المشكلة مالية إدارية وليست سياسية".
وعن استغلال اسم "الحشد الشعبي" في الانتخابات، قال إن "أي شكوى حول استغلال عنوان حكومي في الانتخابات يمكن أن تقدم للمفوضية، وهيئة الحشد الآن عنوان حكومي ... أما إذا كان الإنسان قاتل على الجبهة وأدى إنجازات عظيمة وأصبح الآن سياسيا ويتحدث عن تاريخه فهذا ليس استغلالا للحشد وإنما من باب عرض السيرة الذاتية، وما يمتاز به هذا المرشح عن غيره من المرشحين".
وأرجع انتقال قادة من الحشد إلى السياسة إلى أن "الوضع أصبح أفضل، وتم تجاوز الكثير من التحديات الأمنية. وهذه المرحلة مرحلة إعمار، وهؤلاء الذين كانوا على استعداد للتضحية بدمائهم يُفترض أن يكون لهم دور، فبنجاحهم السابق يمكن أن ينجحوا في مسألة الإعمار".
وحول مستقبل الحشد الشعبي، قال :"المنطقة غير مستقرة وإسرائيل تفتح لنا معركة كل يوم والسياسة الأمريكية غير واضحة ومتقلبة، وهناك مشاكل لا تزال مستمرة، وبالتالي فإن وجود الحشد هو رسالة لكل من يريد أن يتدخل في الشأن العراقي، وهو أن هناك أناسا عقائديين مستعدون للدفاع عن هذا البلد".
واستطرد :"لا يستطيع جيش اعتيادي مواجهة حرب عصابات أو مسلحين عقائديين مستعدين للموت كمسلحي داعش"، وأكد أن "الحشد حالة وطنية يجب أن تُحفظ وأن تستمر".
وعن العلاقات مع إيران، قال :"العراقيون شعب يقدّر من يقف معه في الأزمات، والجمهورية الإسلامية وقفت مع المشروع الديمقراطي في العراق من أول يوم ... والكثير من دول المنطقة رفضت في مرحلة ما فتح صفحة جديدة ... أما إيران فوقفت معنا في مواجهة داعش، وهي بلد نعتز بصداقته. أما أكثر من ذلك، فالعراق ملك للعراقيين، وكرامة العراقيين واعتزازهم بنفسهم لا تجعلهم يسمحون بتدخل أي طرف".
وردا على سؤال بشأن دور إيران في تشكيل الحكومة العراقية القادمة، أكد أن "الأمر عراقي مئة في المئة". ولكنه أوضح أن "أكثر الموجودين في العملية السياسية ليسوا مع فتح مشكلة مع إيران، ولا أعتقد أن هناك طرفا لا كرديا ولا شيعيا ولا حتى بعض السنة يريدون مشاكل مع إيران".
وحول الموقف من تواجد قوات أجنبية في العراق، قال إن "مجلس النواب صادق على قرار يطالب القائد العام للقوات المسلحة بتوضيح رؤيته لخروج القوات الأجنبية من العراق بشكل عام"، وشدد على أن "تواجد قوات أجنبية دون أن تكون لها حاجة يفسَّر تفسيرا آخرا وهو أن العراق جزء من المحاور والصراعات التي يمكن أن تحدث ... أما التدريب فهو موضوع آخر، حيث أنه جزء من التعاون العسكري المطلوب".
ودعا إلى دعم جاد من المجتمع الدولي للعراق، وقال :"لقد دافعنا عن المجتمع الدولي والإنسانية في مواجهة داعش، وقدمنا الكثير من الشهداء والجرحى والعوائل المنكوبة والخراب ... وكثيرون ممن قاتلوا ضدنا هم من متطرفي أوروبا ... الإرهاب مشكلة عالمية... فتعالوا نتعاون بجد من أجل تغيير البيئة التي يريدها داعش: داعش يريد بيئة مخربة فقيرة وحكومة ضعيفة حتى يكون هو الأمل ... كما أن الفوبيا من الإسلام تعطي الفرصة لخلق داعش جديد".
فيديو قد يعجبك: