الاحتلال يواجه طائرات الفلسطينيين "المشتعلة" بـ"السكين الطائر"
كتب – محمد الصباغ:
أشعل الفلسطينيون الطائرات الورقية على مدار الأيام الماضية ووجهها نحو جنود الاحتلال الإسرائيلي خلال المواجهات المستمرة منذ أسابيع على نقاط التماس في مسيرات العودة الكبرى والمستمرة حتى ذكرى النكبة.
استهدف المتظاهرون الفلسطينيون بالطائرات الورقية حقول المستوطنات القريبة وجنود الاحتلال الإسرائيلي، ما اعتبرته تل أبيب تهديدًا كبيرًا. ومع حيازة جيش الاحتلال على الأسلحة الحديثة والتدريب الكبير إلا أنهم واجهوا سبل احتجاج جديدة عليهم ما دفعهم إلى محاولة التفكير في وسائل أخرى غير الرصاص الحي والمطاطي وقنابل الغاز.
وعلى مدار ستة أسابيع تظاهر الفلسطينيون بشكل سلمي وواجهتهم قوات الاحتلال بالرصاص الحي، وبحسب وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، فإن الممارسات الإسرائيلية راح ضحيتها 48 شهيدًا فلسطينيًا خلال مسيرات العودة.
وقال المتحدث الرسمي باسم الوزارة، أشرف القدرة، "تسبب قناصة الاحتلال في تعريض حياة عشرات الآلاف من المدنيين العُزّل للخطر شرق قطاع غزة. وأشار إلى أن جنود الاحتلال استهدفوا الأطفال والنساء والطواقم الطبية المرافقة للمظاهرات الفلسطينية السلمية".
وأضاف القدرة أن إجمالي الإصابات بلغت 9520 مواطناً وطالت الأشخاص ذوي الإعاقة حيث استشهد اثنين منهم خلال الأسابيع السبعة الماضية.
حاول الاحتلال مواجهة الطائرات الورقية الفلسطينية "الحارقة"، وذكرت صحيفة وول ستريت جورنال الإسرائيلية أن قوات الأمن زودت الطائرات الصغيرة دون طيار بسكاكين على الأجنحة لمواجهة الطائرات واستهدافها في السماء.
واستخدم بالفعل جيش الاحتلال هذه الطائرات دون طيار في مواجهة الأخرى الورقية الفلسطينية قبل أن تصل إلى الحقول والجنود الإسرائيليين.
وأشار موقع "والا" العبري إلى أنه منذ استخدام هذه الطريقة تم إسقاط أكثر من 40 طائرة ورقية فلسطينية. وصرح مسؤول بقيادة جيش الاحتلال الجنوبية لصحيفة جيروزاليم بوست اليوم السبت: "حماس يمكنها بناء الأنفاق ويمتلكون صواريخ، وحاليًا يستخدمون الطائرات (الورقية). علينا مواجهة كل هذه التهديدات".
واستشهد متظاهر فلسطيني أمس الجمعة برصاص قوات الاحتلال على حدود القطاع، وأعلنت وزارة الصحة في غزة أنه يبلغ من العمر 40 عامًا ويحمل اسم جابر سالم أبو مصطفى.
كما هاجم الفلسطينيون قوات الاحتلال بمعبر كرم أبو سالم بين القطاع والدولة العبرية. وأعلنت إسرائيل اليوم إغلاق هذا المعبر إلى حين إشعار آخر.
وكان الفلسطينيين جعلوا من يوم السادس من أبريل الماضي "جمعة الكاوتشوك"، حيث أشعل المتظاهرون المئات من إطارات السيارات لتكوين سحابة دخانية سوداء تعمي عيون قناصة الاحتلال عن المتظاهرين الفلسطينيين وتقلل من معدل القتل الذي يمارسه الاحتلال.
ونجح الأمر تمامًا ليبدأ الاحتلال في البحث عن وسيلة لمواجهة هذا النوع الجديد من المواجهات، فاستخدم مراوح ضخمة لإبعاد الأدخنة الناجمة عن حرق الإطارات.
الإطارات منعت الرؤية بالفعل عن القناصة الإسرائيليين، ما جعل جيش الاحتلال يفكر في وسيلة لمواجهة ذلك فاستخدم مراوح ضخمة. وأظهرت صورًا على مواقع التواصل الاجتماعي أيضًا استخدام رشاشات مياه ضخمة أيضًا لمواجهة الأدخنة أيضًأ.
ويأتي ذلك بالتزامن مع استعدادات إسرائيلية للاحتفال بذكرى النكبة الفلسطينية رقم 70 أو ما تعتبره دولة الاحتلال "عيد الاستقلال"، وذلك بجانب الاحتفال بنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس المحتلة يوم الإثنين المقبل أيضًا.
وتخطط قوات الاحتلال لزيادة أعداد قواتها على حدود قطاع غزة تزامنًا مع ذكرى النكبة والمسيرات الفلسطينية. وزودت القوات بجنود وقناصة وطائرات دون طيار من أجل مواجهة مظاهرات في 20 منطقة على الشريط الحدودي لقطاع غزة. كما فعلت ذلك في الضفة الغربية أيضًا.
فيديو قد يعجبك: