كوريا الشمالية تُهدد لحظة ترامب التاريخية

كتبت- هدى الشيمي:
قالت شبكة (سي إن إن) الأمريكية إن لحظة دونالد ترامب التاريخية باتت الآن في خطر، إذ هدد مسؤول كوري شمالي بإلغاء القمة المرتقبة بين زعيم بلاده والرئيس الأمريكي إذا لم تتخلى واشنطن عن برنامج أسلحتها النووية تمامًا.

وفي خطوة غير متوقعة تمامًا، اتهم كيم كي جوان، نائب وزير الخارجية الكوري الشمالية، واشنطن بأنها تضمر النوايا السيئة لبلاده، وأكد أن كوريا الشمالية لن تُصبح ليبيا جديدة.

وأعلن ترامب منذ أيام أن القمة التي تجمعه بالزعيم الكوري الشمالي ستُعقد في سنغافورة في 12 يونيو المُقبل، وقال في تغريدة على حسابه بتويتر: "لنجعلها لحظة تاريخية من أجل سلام العالم".

وقال كي جوان، في بيان نقلته وكالة الأنباء الرسمية اليوم الأربعاء، إنه إذا أصرت واشنطن على تطبيق النموذج الليبي والتضييق علينا ومطالبتنا بالتخلي عن أسلحتنا النووي دون أن تتخلى هي عن برنامج أسلحتها النووية ، فسنعيد النظر في القمة (المقبلة) والمحادثات (بشأن برنامج كوريا الشمالي النووي).

وألغت كوريا الشمالية لقاء رفيع المستوى مع كوريا الجنوبية، للإعراب عن رفضها للمناورات العسكرية السنوية التي تجريها سول مع واشنطن، ووصفتها بالاستفزازية.
وترى (سي إن إن) أن كيم جونج أون أظهر أنه لم يتخلص تمامًا من الاستراتيجية الكورية الشمالية التي تقوم على المطالب والاستفزازات، مُشيرة إلى أن إرجاء القمة قد يقضي على أحلام وطموحات الرئيس الأمريكي بالترشح لجائزة نوبل للسلام.

ومن جهة أخرى، تقول الشبكة الأمريكية إن اعتراض الزعيم الكوري الشمالي جاء مكتوبًا على ورق، ولم يأتي مثل كل مرة على هيئة صواريخ باليستية أو تجارب نووية، ما يعني أنه لا يريد القضاء على فرصته في التوصل إلى حل سلمي يُخفف من العقوبات المفروضة على بلاده، ويعيده إلى المجتمع الدولي بعد العزلة التي فُرضت عليه.

وتأتي تهديدات كوريا الشمالية بعد أسبوع من زيارة وزير الخارجية مايك بومبيو لكوريا الشمالية، وإعادته للمحتجزين الأمريكيين الثلاثة الذين لم تستطع إدارة الرئيس السابق باراك أوباما استعادتهم.

ويرى هاري كازيان، الخبير الكوري الشمالي في مركز المصلحة الوطنية، إن بيونجيانج تُحدث أزمة قبل القمة المنتظرة، مُشيرا إلى أن الاستراتيجية الكورية الشمالية في التعامل مع الأزمات تقوم على الاستفزازت سواء بإطلاق التهديدات أو بإطلاق الصواريخ، أو التجارب النووية.

وأبدا الكثير من المحللين والخبراء تخوفهم من تهديدات كوريا الشمالية، وقالوا إن ترامب قد يضطر إلى تقديم الكثير من التنازلات حتى لا يخسر هذه اللحظة التي انتظرها منذ زمن طويل، حتى يشعر بالتفوق على أسلافه.

وقال المحللون إن تحذيرات كوريا الشمالية ربما تكون وسيلة لإخبار واشنطن بأنهم لن يقدموا تنازلات كبيرة، حتى لا يبالغوا في توقعاتهم.
وخلال استقباله للمحتجزين الثلاثة الأسبوع الماضي، قال ترامب إن كيم جونج أون تعامل معهم باحترام شديد، رغم أن بيونجيانج احتجزتهم دون وجه حق، علاوة على أن السجل الكوري الشمالي لحقوق الإنسان والمسجونين يعتبر الأسوأ في العالم.