عملية سرية.. ماذا تفعل "الكوماندوز" الأمريكية على حدود السعودية؟
كتبت- هدى الشيمي:
قالت صحيفة نيويورك تايمز إن الولايات المتحدة حاولت خلال السنوات الماضية النأي بنفسها عن الحرب الطاحنة التي تدور في اليمن، حيث تقود المملكة العربية السعودية تحالفًا دوليًا يقاتل ميليشيات الحوثيين، والذين لا يشكلون أي تهديد مباشر لواشنطن، ومع ذلك وصل في نهاية العام الماضي، فريق من القوات الأمريكية الخاصة (الكوماندوز) إلى حدود المملكة مع اليمن، وهي خطوة تؤدي إلى كبر حجم الدور الذي تلعبه أمريكا في الحروب السرية.
وأوضحت الصحيفة الأمريكية، في تقرير على موقعها الإلكتروني، أن الأمر تم بدون مناقشته علنًا، أو الإعلان عنه للشعب الأمريكي، وبدأت القوات الخاصة عملها، لمساعدة السعودية على تحديد مواقع الصواريخ الباليستية وتدميرها، لا سيما وأن المتمردين الحوثيين استهدفوا مواقع استراتيجية هامة في المملكة، مثل الرياض ونجران وغيرهما بالصواريخ، ما أسفر عن مقتل وإصابة العشرات، وإلحاق الأضرار ببعض المباني، والسيارات.
وتمكنت نيويورك تايمز من الحصول على تفاصيل العملية التي قامت بها القوات الخاصة، والتي لم يُكشف عنها في أي مكان آخر، من خلال تحدثها مع عدد من الدبلوماسيين الأوروبيين، والمسؤولين الأمريكيين.
وتتناقض مسألة وجود قوات أمريكية خاصة على الحدود السعودية اليمنية مع تصريحات وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون)، بأن دور واشنطن في حرب اليمن يقتصر على تزويد المملكة بوقود الطائرات، واللوجستيات، وتبادل المعلومات الاستخباراتية العامة.
وحسب نيويورك تايمز، فلا يوجد ما يُشير إلى أن القوات الأمريكية الخاصة عبرت الحدود مع اليمن، كجزء من مهمة سرية، ولكن إرسال قوات برية أمريكية إلى الحدود، يمكن النظر إليه باعتباره أحد محاولات الغرب للتخلص من الحوثيين، والذين يسيطرون على مساحات كبيرة في اليمن.
بعيدا عن السنوات الطويلة التي كانت فيها مقرًا لتنظيم القاعدة في الخليج العربي، تُشير نيويورك تايمز إلى أن اليمن عانت من حرب أهلية منذ عام 2014، عندما اقتحم المتمردون الحوثيون العاصمة اليمنية صنعاء.
وفي عام 2015، قادت المملكة تحالفًا عربيًا للتخلص من الحوثيين، المدعومين من إيران، والذين ردوًا على الهجمات بإطلاق صواريخ باليستية باتجاه المدن السعودية. ومع ذلك لا يوجد أي دليل على أن الميليشيات الشيعية تشكل تهديدًا على الولايات المتحدة.
تشير نيويورك تايمز إلى أن الحوثيين ميليشيات ليست معقدة، بل على العكس هدفها واضح وهو السيطرة على اليمن، وليس لديهم أي طموحات بالخروج من الأراضي اليمينة، ولم تصنفهم الولايات المتحدة بجماعة إرهابية.
وأوضحت الصحيفة أن القوات الأمريكية الخاصة انتشرت على الحدود، في ديسمبر الماضي، بعد أسابيع من إطلاق الحوثيين صاروخًا باليستيا بالقرب من العاصمة السعودية الرياض.
وقال الجيش السعودي إنه تم اعتراض الصاروخ فوق مطار المدينة الدولي، وهو أمر شكك فيه بعض المحللين، ولكنه كان كافيًا ليدفع ولي العهد الأمير محمد بن سلمان ليطالب الولايات المتحدة بإرسال قوات أمريكية لمساعدة المملكة لقضاء على الحوثيين.
وحسب مسؤوليين في الجيش الأمريكي، وإدارة ترامب، ودبلوماسيين في الدول العربية والغربية، فإن القوات الأمريكية الخاصة تدرب قوات برية سعودية لتأمين حدودها، كما أنهم يعملون بشكل وثيق مع محللي الاستخبارات الأمريكية في نجران، وهي إحدي من أكثر المدن بالمملكة التي تعرضت لهجمات متكررة بالصواريخ، للمساعدة على تحديد مواقع الحوثيين داخل اليمن.
وأوضح المسؤولون، الذين تحدثوا شرط عدم الكشف عن هوياتهم لأنهم غير مخولين للبوح بتفاصيل المهمة، فإن الأمريكيين يستخدمون طائرات مراقبة بإمكانها جمع إشارات إلكترونية، لتعقب الحوثيين، ومعرفة مواقع إطلاقها.
وخلال اجتماع مجلس الشيوخ بمسؤولي وزارة الدفاع، في مارس الماضي، قال المسؤولون إن القوات الأمريكية الموجودة في السعودية، تعمل فقط على الحدود، وتركز على الدفاع عن حدود المملكة.
وشنت الولايات المتحدة، العام الماضي، أكثر من 130 غارة على اليمن، في إطار جهود ترامب لمكافحة الإرهاب، والقضاء على المنظمات الإرهابية.
يُذكر أن الحوثيين أطلقوا حوالي 30 صاروخًا على المملكة خلال الأشهر الأربعة الماضية. ويقول مايكل نايتس، الباحث في معهد واشنطن لدراسات الشرق الأوسط الأدنى، إن الرياض تحاول منع حصول الميليشيات الشيعية على الأسلحة بالسيطرة على ساحلها الغربي.
ويرى نايتس أن السعودية تواجه موقفًا لا يُحسد عليه، لأن القضاء على مواقع الحوثيين لإطلاق النار يعتمد على خطوتين، الأولى هي اكتشاف مواقع تخزينها، والتي تتطلب قدرًا كبيرًا من المعلومات الاستخباراتية، والثانية، وهي الأصعب كثيرًا، فتتمثل في مهاجمة هذه المواقع.
فيديو قد يعجبك: