"سقطرى".. جزيرة استراتيجية تثير أزمة بين اليمن والإمارات
كتب - هشام عبد الخالق:
أعلن وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتية أنور قرقاش، أن عملية إنزال قوات عسكرية في جزيرة سقطرى اليمنية، كان بسبب وجود علاقات "تاريخية وأسرية" مع الجزيرة وسُكانها.
وكتب قرقاش، اليوم الجمعة، على موقع تويتر: "اكتشف البعض جزيرة سقطرى مؤخرًا ومن باب الطعن في التحالف العربي والإمارات، لنا علاقات تاريخية وأسرية مع سقطرى وأهلها، وفِي محنة اليمن التي تسبب فيها الحوثي سندعمهم في استقرارهم وطبابتهم وتعليمهم ومعيشتهم".
وكانت وسائل إعلام محلية يمنية أشارت اليوم الجمعة، إلى أن لجنة سعودية وصلت إلى الجزيرة بعد سيطرة قوات إماراتية على ميناء ومطار في الجزيرة قبل يومين.
وأشار مصدر محلي في سقطرى لوكالة "سبوتنيك" الروسية، إلى أن اللجنة السعودية تضم مسؤولين عسكريين ترافقها قوة عسكرية.
وأشار المصدر إلى أن "وصول اللجنة السعودية بهدف حل الأزمة اليمنية الإماراتية عقب إرسال أبو ظبي تعزيزات على متن 3 طائرات تضم مدرعات ودبابات إلى الجزيرة".
نبذة تاريخية
سقطرى ليست جزيرة واحدة فقط، بل أرخبيل يمني يتكون من ست جزر، ويقع على المحيط الهندي قبالة سواحل القرن الأفريقي بالقرب من خليج عدن، ويشمل الأرخبيل جزيرة رئيسية وهي سقطرى، وست جزر هي "سقطرى ودرسة وسمحة وعبد الكوري وصيال عبد الكوري وصيال سقطرى"، وسبع جزر صخرية وهي "صيرة وردد وعدلة وكرشح وصيهر وذاعن ذتل وجالص".
تُعتبر جزيرة سقطرى أكبر الجزر العربية واليمنية، حيث يبلغ طولها 125 كم وعرضها 42 كم، ويبلغ طول الشريط الساحلي 300 كم، وعاصمتها هي حديبو.
أصبحت سقطرى جزءًا من جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية، في 30 نوفمبر 1967، بعد نجاح ثورة 14 أكتوبر في الجزء الجنوبي من اليمن ضد الاستعمار البريطاني، وبعد ذلك، ظلت سقطرى قاعدة بحرية عسكرية سوفييتية تابعة للاتحاد السوفييتي، وتواجدت بها البوارج والأساطيل، حتى قيام الوحدة اليمنية بين الجمهورية العربية اليمنية في الشمال، وجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية في الجنوب عام 1990.
أهمية جزيرة سقطرى
تحتل جزيرة سقطرى أهم المواقع الجيواستراتيجية بالمحيط الهندي، كونها تقع على مفترق طرق من الممرات المائية البحرية الاستراتيجية وبالتالي يمكن لأي قاعدة عسكرية في جزيرة سقطرى مراقبة حركة السفن، بما في ذلك السفن الحربية في خليج عدن والمحيط الهندي، وهو ممر بحري رئيسي يربط بين الشرق الأوسط وشرق آسيا وأفريقيا مع أوروبا والأمريكيتين، وعلى مقربة من جزيرة سقطرى، عبر خليج عدن والبحر الأحمر.
جزيرة سقطرى أيضًا هي طريق العبور الرئيسي لناقلات النفط، وتمر عبرها حصة كبيرة من صادرات الصين الصناعية إلى أوروبا الغربية، بالإضافة للتجارة البحرية من شرق وجنوب أفريقيا إلى أوروبا الغربية.
ونظرًا لهذه الأهمية، فقد احتدم التنافس الجيوسياسي على الأرخبيل، فكان جزءًا من اللعبة الأمريكية الكبرى بين روسيا وأمريكا خلال الحرب الباردة، بعد أن كان للاتحاد السوفييتي وجودًا عسكريًا في جزيرة سقطرى، والتي كانت في ذلك الوقت جزءًا من جنوب اليمن، وقبل أقل من عام - بحسب مواقع محلية يمنية - دخل الروس في مفاوضات جديدة مع الحكومة اليمنية بشأن إنشاء قاعدة بحرية في جزيرة سقطرى.
فيديو قد يعجبك: