بعد حرب الرمال و"تندوف" والبوليساريو.. إيران آخر أزمات الجزائر والمغرب
-
عرض 3 صورة
-
عرض 3 صورة
-
عرض 3 صورة
كتب – محمد الصباغ:
لا تهدأ العلاقات بين المغرب والجزائر منذ حرب الرمال في الستينيات، فبعد استقلال الأولى اندلعت حرب بسبب الحدود بين البلدين. ثم استمرت بدعم الجزائر لجبهة البوليساريو التي تطالب بانفصال الصحراء الغربية عن المملكة المغربية، وجاءت آخر الأزمات حينما قررت الرباط قطع علاقاتها الدبلوماسية مع إيران وطرد سفير طهران لديها بعد اتهامها بدعم جبهة البوليساريو الانفصالية عبر مقاتلين من حزب الله.
قالت الخارجية المغربية إن مقاتلين من حزب الله دربوا مسلحين من جبهة البوليساريو وزودوها بالأسلحة وذلك بمساعدة السفارة الإيرانية في الجزائر. واتهمت الدولة الجارة بأنها لا تكف عن دعم الجبهة التي تطالب بانفصال الصحراء الغربية عن المملكة المغربية.
وصرحت أن دعم الجزائر "فاضح" للبوليساريو ومن المعروف أن الجزائر، منذ 1975، "تحتضن وتسلح وتمول وتدرب" عناصر الجبهة. وأضافت "المغرب يتفهم حرج الجزائر، وحاجتها للتعبير عن تضامنها مع حلفائها، حزب الله وإيران والبوليساريو، ومحاولتها إنكار دورها الخفي في هذه العملية ضد الأمن الوطني للمملكة".
لم تصمت الجزائر واستدعت ، مساء الأربعاء، السفير المغربي لديها احتجاجًا على تصريحات وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة، الثلاثاء، التي أعلن فيها قطع بلاده علاقاتها مع طهران.
ونقلت صحف محلية جزائرية عن مصادر دبلوماسية أن الجزائر تدرس تخفيض التمثيل الدبلوماسي مع المغرب. كما أنه من الممكن أن يبدأ وزير الخارجية عبد القادر مساهل جولة عربية وغربية ل"تكذيب" تصريحات الرباط بشأن وجود خبراء من حزب الله اللبناني في مخيمات تيندوف الجزائرية.
كما تطورت الأزمة الخميس، ليُصعّد رئيس الحكومة المغربية سعد الدين العثماني، وقال خلال افتتاح المجلس الحكومي إن "المغرب لا يمكنه أن يتساهل أو يتسامح مع أي اعتداء على ثوابته الوطنية"، مضيفًا أن "المملكة اتخذت موقفا صارما وقررت قطع علاقاتها مع إيران بسبب مسألة دعم جبهة الانفصاليين".
ومن جانبه يرى المحلل السياسي المغربي، انغير بوبكر، خريج المدرسة المواطنة للدراسات السياسية بالمغرب، أن قطع العلاقات المغربية الإيرانية جاء بعد محاولات مغربية لتطوير العلاقات مع الجمهورية الإسلامية.
كما قال في تصريحات خاصة لمصراوي، إن السلطات الجزائرية تواصل "العداء للدولة والشعب المغربي بشكل غير مفهوم. والجزائر حاولت بكل إمكانياتهت تعكير صفو العلاقات المغربية الجزائرية عبر الإعلام و دعم البوليساريو".
حرب الرمال
تحول صراع مسلح إلى حرب بين المغرب والجزائر في أكتوبر من عام 1963 بسبب مشاكل حدودية بعد عام من استقلال الجزائر. اندلعت الحرب في منطقة تندوف وحاسي بيضة وانتشرت إلى منطقة فكيك المغربية واستمرت لعدة أيام حتى توصل إلى حل فيها عبر منظمة الوحدة الإفريقية.
توقفت المعارك في الخامس من نوفمبر بوساطة الجامعة العربية ومنظمة الوحدة الأفريقية. وقامت المنظمة الإفريقية بإرساء اتفاقية لوقف نهائي لإطلاق النار في 20 فبراير 1964 في مدينة باماكو عاصمة دولة مالي، ولكن أثار هذا الصراع إلى الآن باقية.
العلم الجزائري
احتج شباب من المغرب أمام قنصلية الجزائر في الدار البيضاء في نوفمبر من عام 2013 بعد اتهامات لها بالتدخل في شئونها الداخلية.
قام وسط الاحتجاجات شاب ينتمي إلى حركة الشباب الملكي، بحسب موقع دويتش فيله الألماني، باقتحام السفارة وإنزال العلم الجزائري. نددت الجزائر بقوة واعتقلت السلطات المغربية المُقتحم، لكن الحكم عليه بشهرين حبسا مع إيقاف التنفيذ وغرامة بسيطة، دفع بالجزائر إلى إعلان مقاطعة الاجتماعات والنشاطات السياسية التي تُقام بالمغرب ويشارك فيها الجانب الجزائري.
وتسعى جبهة البوليساريو إلى الانفصال بالصحراء الغربية ولا ترضى بحكم ذاتي تحت مظلة المملكة المغربية، بل بجمهورية صحراوية مستقلة عن المغرب تمامًا. ويرى مغاربة أن مخيمات لمناصرين لانفصال الصحراء الغربية يعيشون في مخيمات بمدينة تندوف الجزائرية تشهد تدريبات لمقاتلين انفصاليين وفيها يتلقون تدريبات على يد مقاتلين وخبراء من حزب الله اللبناني.
مدينة تندوف
تقع المدينة على الحدود الشرقية للجزائر مع المغرب، وفي جنوبها الشرقي توجد مخيمات لسكان من الصحراء الغربية نزحوا إليها قبل حوالي أربعة عقود بعد السيطرة المغربية على الصحراء.
لا يعيش أهل المخيمات بأحوال جيدة تحت سيطرة جبهة البوليساريو، فالمواد الأساسية قليلة ولا تكفي ويعيشون تحت سيطرة مسلحي البوليساريو والذين بالطبع لا يسمحون لأحد في معارضة أفكارهم الانفصالية.
ومن يعيشون في مخيمات تندوف وعددهم حوالي 100 ألف شخص، ليسوا قادرين على استخراج أوراق رسمية أو مغادرة المخيمات إلا عبر منظمات حقوقية إسبانية أو جزائرية.
وبحسب وكالة الأنباء الفرنسية اضطر الصحراويون إلى ترك أملاكهم والفرار عند قدوم الجيش المغربي قبل أكثر من 42 عامًا بعد خروج المستعمر الإسباني منها، وحينها تقاسمت الرباط ونواكشوط هذه الأراضي بالاتفاق مع إسبانيا.
وبحلول عام 1979 تراجعت موريتانيا عن مطالبها في الصحراء الغربية تاركة الرباط تسيطر على شبه غالبية هذه الأراضي.
وتتخذ جبهة البوليساريو من مخيم رابوني بالقرب من مدينة تندوف الجزائرية مقرًا لإدارات حكومية تابعة لها.
ويرى المغاربة أن المدينة هي تابعة في الأصل للمملكة لكن تستوطنها اليوم جبهة البوليساريو وأقامت فيها معسكرات لتدريب العسكريين واحتجزت المدنيين.
وفي آخر تقارير مجلس الأمن الدولي الذي يحمل رقم 2414 طالب بإحصاء لسكان تندوف وبالسماح للمنظمات الدولية بزيارة المنطقة بسبب وجود اتهامات بانتهاكات "حرية التعبير و الرأي".
ويأمل انغير بوبكر، في أن يقود المجتمع المدني في الجانبين الجزائري والمغربي مبادرات تصالحية خارج مناطق السياسة الرسمية من أجل الوصول إلى التكامل والتعاون المغاربي.
فيديو قد يعجبك: