قمة ترامب وكيم.. هل تُشعل حربًا أمريكية مع إيران؟
كتبت- رنا أسامة:
رجّحت تقارير إسرائيلية أن يدفع نجاح قمة سنغافورة التاريخية، التي انعقدت بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون، إلى حرب أمريكية مع إيران، خاصة بعد انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي الموقّع عام 2015.
وجّهت إيران تحذيرًا لكوريا الشمالية، الثلاثاء، من الثقة في ترامب، مُرجّحة احتمالية إلغاء اتفاقه على نزع السلاح النووي مع كيم خلال ساعات.
ونقلت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية (إرنا)، عن المتحدث باسم الحكومة الإيرانية محمد باقر نوبخت، قوله إن "زعيم كوريا الشمالية لا يعلم مع من يتفاوض، ترامب يمكن أن يلغي الاتفاق قبل أن يعود لبلاده".
ووقّع ترامب وكيم وثيقة مُشتركة، وصفها الرئيس الأمريكي بـ"الشاملة"، وتعهّد الزعيم الكوري الشمالي خلالها نزعًا كاملًا للسلاح النووي من شبه الجزيرة الكورية، مقابل تقديم الولايات المتحدة ضمانات أمنية واقتصادية وأخرى تتعلق بمجال الطاقة.
بداية حرب
بدورها، رأت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية في نجاح قمة ترامب-كيم، "مُقدّمة لدخول الولايات المتحدة في حرب مع إيران".
وقالت الصحيفة في تقريرها المنشور عبر موقعها الإلكتروني، اليوم الثلاثاء، إن إدارة ترامب تأمل في الانتهاء من ملف كوريا الشمالية قبل الشروع في التعامل مع الملف الذي يمثل- من وجهة نظرها- تهديدًا حقيقيًا لها وهو: إيران.
وأوضحت أن كيم بإمكانه استنباط درس مهم من السنوات التي استغرقها التوصل إلى الاتفاق النووي ، وهو أن "خيار الحرب مُستبعد، طالما أن جلسات المفاوضات مُستمرة"، وهو خيار لا تميل له الإدارة الأمريكية الحالية مع إيران على الإطلاق.
من جهةٍ أخرى، رأت "هآرتس" أن الإدارة الأمريكية الحالية لا تعتبر كوريا الشمالية، طهران، والعكس صحيح؛ إذ إن إيران تتصارع بشكل مباشر مع حلفاء الولايات المتحدة، كما تشارك في مناطق الحرب بسوريا واليمن والعراق.
وبمقارنة ملف إيران مع ملف كوريا الشمالية، أكدت الصحيفة أن واشنطن تتبع الأسلوب المتشدد مع طهران بالمضي قُدمًا في محاولات عرقلة الجهود الأوروبية لإبقاء الصفقة النووية الإيرانية على قيد الحياة، بما يتناقض مع سياسة واشنطن الخارجية تجاه بيونجيانج، إذ يحرق ترامب جميع السبل الدبلوماسية تجاه إيران.
ونقلت "هارتس" عن دبلوماسي لعب دورًا رئيسًا في إنفاذ الصفقة الإيرانية مؤخرًا، قوله إن "الأشخاص الذين يوجهون الآن سياسة الإدارة الإيرانية يستهدفون قطع الطريق على أي بديل دبلوماسي".
وتابعت "هذا الأمر سيقود في نهاية المطاف إلى حرب بين طهران وواشنطن، مع مواصلة أمريكا محاولاتها في إبعاد إيران إلى حجر الزاوية. وقد يكون هذا مراد وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، ومستشار الأمن القومي جون بولتون. وبعد نجاح قمة ترامب- كيم أصبح دفع إيران إلى حافة الحرب أسهل بكثير من ذي قبل".
الاتفاقية المنشودة
أما صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية ، فرجّحت أن يتطلّع ترامب إلى توقيع اتفاقًا مع إيران، يُماثل "اتفاقية سنغافورة" التي أبرمها مع كوريا الشمالية.
ونقلت الصحيفة عن إليوت ابرامز، نائب المستشار السابق للأمن القومي الأمريكي، قناعته أن ترامب لم يبدأ بالاتصالات الجدية مع القيادة الكورية الشمالية إلا بعد انسحابه من الاتفاق النووي الإيراني.
وأوضح أن ترامب يهدف إلىى توصيل رسالة موقوتة مزدوجة لبيونجيانج وطهران، مفادها أنه "راعي صفقات كبرى ويعرف ما يريده ولديه من أوراق القوة ما يعتقد أنها ستكفل نجاحه مع كوريا ثم مع إيران".
كان ترامب أعلن انسحابه من الاتفاق النووي، مايو الماضي، وأعاد فرض عقوبات قاسية على النظام الإيراني.
وعزا الرئيس الأمريكي ذلك القرار إلى عدم نجاح الاتفاق في وقف أنشطة طهران المزعزعة للاستقرار، ومساعيها للحصول على سلاح نووي وردعها عن متابعة برنامجها للصواريخ الباليستية.
وتكرر كثيرا تهديد ترامب بالانسحاب من الاتفاق النووي، لأنه لا يتطرق لبرنامج الصواريخ الباليستية الإيراني أو دور طهران في الحرب السورية واليمنية ولا يمنعها نهائيًا من تطوير أسلحة نووية.
فيديو قد يعجبك: