هآرتس: في الانتخابات التركية.. أردوغان أفضل خيار أمام إسرائيل
كتب - هشام عبد الخالق:
تنطلق الانتخابات التركية لعام 2018، يوم الأحد القادم بمشاركة 6 مرشحين من بينهم الرئيس التركي الحالي رجب طيب أردوغان، وتنبع أهمية هذه الانتخابات من كونها تؤذن بانتهاء النظام البرلماني والبدء بوضع النظام الرئاسي الذي بشّر به أردوغان موضع التطبيق.
صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، قالت في تحليل لها حمل عنوان: "أردوغان سيكون أفضل خيار أمام إسرائيل في الانتخابات التركية": إن: "تفاوض السلطان العثماني سليم الثاني لإطلاق سراح تجار البحر من اليهود العثمانيين -خلال فترة الحرب بين الإمبراطورية العثمانية ومدينة البندقية حول قبرص- مقابل أن يتم إطلاق سراح بعض تجار البندقية، ليسود بعد ذلك مبدأ أن الحروب لا يجب لها أن توقف التجار عن تبادل السلع مع الدول الأخرى".
يطلق البعض على رجب أردوغان لقب "السلطان الجديد"، في الوقت الذي يتهمه خصومه فيه بأنه يتبع سياسة التعاون التجاري مع إسرائيل قبل إجراء الانتخابات يوم الأحد القادم، وقد يكون أردوغان هاجم إسرائيل بكلام قاس وطرد سفيرها في أعقاب أعنف يوم تشهده المظاهرات في غزة في 15 مايو، عندما استشهد ما يقرب من 60 فلسطينيًا بنيران إسرائيلية، ولكن انتقده زعماء المعارضة لترك العلاقات الاقتصادية مع إسرائيل دون تغيير.
منافس أردوغان الرئيسي محرم إنجه عن حزب الشعب الجمهوري، قال في تصريحات وجهها لأردوغان: "هل قاطعت منتجات إسرائيل؟ هل رفضت الصفقات الإسرائيلية؟ لا"، وادّعى إنجه أن المظاهرة التي نظمها أردوغان في إسطنبول لإظهار التضامن مع الفلسطينيين في أعقاب عمليات القتل في قطاع غزة، ما هي إلا بادرة سياسية فارغة كان يأمل فيها أن يراهن على المشاعر المعادية لإسرائيل قبل الانتخابات، وفي مؤتمر انتخابي قريب، اتهم إنجه أردوغان بأنه عقد "صفقة سرية" مع إسرائيل ستستمر بموجبها تجارة النفط والبذور بين البلدين، ذلك على الرغم من الخلاف الدبلوماسي الأخير حول غزة ونقل السفارة الأمريكية إلى القدس.
ويتعهد حزب الشعب الجمهوري بإلغاء شرط تركيا بتأشيرات سياحية للفلسطينيين، وهو ما لا يحتاجه الإسرائيليون، رغم أن العديد من الفلسطينيين يأتون بالفعل إلى تركيا من الضفة الغربية بجوازات سفر أردنية، والأكثر أهمية في حزب الشعب الجمهوري، هو أنه صرح بشكل واضح أنه سيلغي اتفاقية "سفينة مرمرة"، والذي تم بموجبه إعادة العلاقات الدبلوماسية بين إسرائيل وتركيا في ديسمبر 2016، بعد ست سنوات من تعليقها.
وعلى العكس من حزب الشعب الجمهوري، كما تقول الصحيفة، فإن حزب العدالة والتنمية الحاكم والذي ينتمي إليه أردوغان، لا يذكر إلغاء الاتفاقية في بياناته الانتخابية، والسبب هنا يكمن في أن الحزب نفسه كان المسؤول عن توقيع الاتفاقية في الأساس، وعلى الرغم من أن أردوغان دائمًا ما يردد شعارات مثل "القدس خط أحمر"، و"فلسطين ليست وحيدة"، إلا أنها تبقى مجرد شعارات دون أن تعني شيئًا في الحقيقة.
وعلى الرغم من هذا، بعد أيام من بدء الأزمة الدبلوماسية بين إسرائيل وتركيا، صوت حزب العدالة والتنمية، على مشروع قانون في البرلمان، اقترح إلغاء جميع الاتفاقات السابقة مع الدولة اليهودية وقطع العلاقات الاقتصادية.
وفي الوقت الذي يشكل فيه إنجه عن حزب الشعب الجمهوري، المنافسة الرئيسية لأردوغان، فإن المحللين يرون أن الحزب الديمقراطي الشعبي الذي يركز على الأكراد، يمكن أن يلعب دورًا رئيسيًا إذا تجاوز 10% من المقاعد البرلمانية، ويركز الحزب الديمقراطي الشعبي والذي يترشح عنه صلاح الدين دميرطاش من داخل السجن، على القضايا التي تهم الأكراد، والتي من بينها "إدانة قوية" لاحتلال إسرائيل للضفة الغربية، و"تطهيرها العرقي"، كما تنص الدعاية الانتخابية للحزب.
وتقول الصحيفة، من المرجح ألّا تلغي الشركات التركية والإسرائيلية التي وافقت بالفعل على التعامل مع بعضها البعض، الصفقات التي قامت بها في ظل تدهور العلاقات الدبلوماسية.
الطريق الجوي بين تل أبيب وإسطنبول المزدحم والمربح - الذي تديره كل من الخطوط الجوية التركية التابعة للدولة، وشركة الخطوط الجوية التركية منخفضة التكلفة بيجاسوس، من الممكن أن يكون ضحية مبكرة إذا تدهورت العلاقات أكثر، مما يسبب خسائر للشركات وأذى للمستهلكين الإسرائيليين، وكذلك شركات الطيران الإسرائيلية التي تأمل أن تطير في الطريق بين الدولتين ستشهد انحسار آمالها في تحقيق هذا الحلم.
تصور المعارضة التركية أردوغان على أنه شخص موال لإسرائيل، وهذا ليس له أساس من الصحة، كما تقول الصحيفة، فعلى كل كان هو من أنهى علاقات إسرائيل وتركيا القوية، عند صعوده إلى السلطة في بداية الألفية الجديدة، وذلك بافتتاح فترة من العلاقات غير المستقرة والتي تستمر وتنقطع لفترات، وفي خطاب له بدافوس عام 2009، قاطع مدير الجلسة ووجّه حديثه للرئيس الإسرائيلي حينئذ شيمون بيريز قائلًا: "إن إسرائيل تعرف جيدًا كيف تقتل العزل"، وذلك ردًا على الحرب التي قامت بها ضد قطاع غزة في 2008-2009، وأصبحت تلك الجملة التي قالها أردوغان "أسطورية" بين الأتراك.
وتقول الصحيفة في ختام تحليلها: "اتهام أردوغان بأنه يتساهل مع الإسرائيليين قبل الانتخابات، ما هو إلا محاولة لتأمين الأصوات للمعارضة، ولكن مراقبو الحملات الانتخابية في تركيا يرون أن أمل إسرائيل في عودة السفراء بين البلدين يكمن في فوز أردوغان بالانتخابات المقبلة".
فيديو قد يعجبك: