بعد قيادة المرأة في السعودية.. النساء محور التغيير في رؤية "بن سلمان"
كتب - هشام عبد الخالق:
تبدأ المرأة السعودية الأحد، في قيادة السيارات، معلنة انتهاء حظر القيادة المفروض منذ عقود على المرأة في السعودية، بعد أن كانت البلد الوحيد في العالم الذي يمنع النساء من قيادة السيارات.
"يحل التغيير على السعودية يوم الأحد، عندما تبدأ النساء في قيادة السيارات، لينهين بذلك الحظر الذي فرض عليهن البقاء في المقعد الخلفي للسيارة، ولطّخ سمعة المملكة عالميًا وأعاق استغلال إمكاناتها لتحقيق التقدم الاقتصادي المنشود"، وبحسب موقع ABC News الأمريكي، فإن هذه الخطوة تضع النساء السعوديات في قلب التحول الرئيسي الذي يقوده ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، كما أنه يضع النساء في قلب الاختلاف بين أولئك الذين يحاولون المزيد من الانفتاحات وبين الأغلبية الدينية التي لا تزال حذرة من التغييرات التي يمكن أن تتأثر بالغرب.
ويقول الموقع: "قبل بضع سنوات فقط، قامت الشرطة الدينية - المعروفة بلحى طويلة وأردية بيضاء قصيرة - بفرض تفسير صارم للإسلام يحظر سماع الموسيقى علنًا من أي نوع، ناهيك عن منع المرأة من التحدث في مكبرات الصوت، كما أنهم يمكنهم احتجاز مجموعة من الرجال والنساء غير المتزوجين لمجرد وقوفهم أو جلوسهم معًا، وحرصوا على أن تغلق المطاعم والمتاجر أبوابها للصلاة اليومية، ولوحوا بالعصي إذا رأوا أي امرأة تكشف شعرها أو وجهها أثناء قيامهم بدوريات في الشوارع.
وعلى العكس من الملوك السعوديين السابقين الذين اتخذوا خطوات حذرة وتدريجية لإصلاح البلاد، منح الملك سلمان ابنه ووريثه ولي العهد الأمير محمد البالغ من العمر 32 عامًا، حرية الدخول في تحركات دراماتيكية تعيد تشكيل البلاد، إن السماح بالحفلات الموسيقية، وفتح دور السينما، وتخفيف القيود المفروضة على الفصل بين الجنسين، والسيطرة على سلطات الشرطة الدينية، كلها كانت بمثابة إصلاحات مميزة تُنسب للأمير الشاب، والذي اصبح يُنظر إليه باعتباره القوة الدافعة وراء قرار الملك برفع الحظر المفروض على النساء، والذي تم تطبيقه اليوم.
وتابع الموقع، أن منح المرأة حق القيادة هو جزء من خطة أوسع للمستقبل يضعها ولي العهد، وفي الوقت الذي تنخفض فيه أسعار النفط عالميًا، تدفع الحكومة السعوديين إلى أن يصبحوا أقل اعتمادًا على الحكومة في الحصول على الوظائف والوثائق والإعانات، ويعمل نحو 70 في المائة من السعوديين العاملين في القطاع العام ويعتمدون على الحكومة في أجورهم.
وتظهر الإحصاءات الرسمية أن النساء يشكلن الغالبية العظمى من الباحثين عن عمل في المملكة العربية السعودية، وأن حوالي 34 في المائة من السعوديين الباحثين عن عمل تتراوح أعمارهم بين 25 و29 سنة.
ولا تستطيع الدولة وحدها أن تخلق وظائف كافية في القطاع العام لمواكبة وتيرة سعي السعوديين للحصول على عمل، لذلك يتم طرد الأجانب من وظائفهم في المطاعم والبنوك ومحلات إصلاح الهواتف المحمولة وغيرها، لإفساح الطريق أمام السعوديين، وأصبح يتعين على الشركات أن تُوظف عددًا معينًا من السعوديين أو مواجهة غرامات باهظة.
لتشجيع الأسر ذات الدخل الثنائي (أن يعمل الرجل والمرأة)، أصبح بإمكان النساء السعوديات الحصول على وظائف كانت في السابق مخصصة للرجال في محلات الملابس الداخلية والمكياج، وبعد أن بدأن القيادة يوم الأحد، سيصبحن قادرات على العمل بسهولة أكبر ولن يحتاجوا بعد الآن إلى استئجار السائقين الذين ينحدرون من الهند وباكستان.، لدرجة أنه سيسمح لهن بالعمل كسائقات.
ومن المتوقع، بحسب ما ذكره الموقع، أن يرث الأمير محمد دولة يبلغ لا يتعدى سن أكثر من نصف مواطنيها - البالغ عددهم 20 مليون نسمة - 25 عامًا،. وينشط العديد منهم على وسائل التواصل الاجتماعي، ويصرون على إتمام التغييرات بسرعة.
وقال الموقع في ختام تقريره: "أصبحت الرسالة التي ينشرها المسؤولون في عهد ولي العهد، أن المملكة العربية السعودية تقوم بالتحديث، وليس تقليد الغرب، وخاصة بعد أن وصف الأمير الإصلاحات بأنها عودة إلى "الإسلام المعتدل"
فيديو قد يعجبك: