إعلان

معركة الجنوب السوري .. الأسد يستكمل انتصاراته والنازحون دون مأوى

02:08 م الخميس 28 يونيو 2018

الرئيس السوري بشار الأسد

كتبت – إيمان محمود:

بعد طي صفحة الغوطة ومحيط دمشق، صوّب النظام السوري أنظاره تجاه الجنوب السوري الواقع ضمن مناطق خفض التصعيد، ليطلق الجيش السوري بدعم من حليفه الروسي أولى معاركه في الجنوب من الريف الشرقي لمحافظة درعا، في 19 يونيو الجاري.

وتحاول قوات النظام استعادة قاعدة عسكرية جنوب غربي المدينة تسيطر عليها الفصائل منذ عام 2014، مما يمكنها من قطع الطريق بين مدينة درعا والحدود الأردنية، وأيضًا فصل مناطق سيطرة المعارضة في المحافظة عن بعضها.

وتمكنت القوات الحكومية السورية من فصل مناطق سيطرة الفصائل في الريف الشرقي إلى جزأين، قبل أن توسّع نطاق عملياتها، يوم الثلاثاء الماضي، لتشمل مدينة درعا وريفها الغربي.

وسيطرت قوات الأسد على مساحات في ريف درعا الشرقي بينها منطقة اللجاة بشكل كامل وبلدتي بصر الحرير ومليحة العطش.

تكتسب المنطقة الجنوبية من سوريا التي تضم إلى درعا محافظتي القنيطرة والسويداء خصوصيتها من أهمية موقعها الجغرافي الحدودي مع إسرائيل والأردن، عدا عن قربها من دمشق.

وتسيطر الفصائل على 70% من درعا والقنيطرة، فيما تسيطر قوات النظام على محافظة السويداء المجاورة بشكل شبه كامل.

ضحايا الغارات

وتواصل القوات السورية عملياتها العسكرية في درعا، موقعة حتى اليوم الخميس، 93 قتيلاً، بينهم 46 شخصًا سقطوا خلال 24 ساعة، بحسب ما ذكره المرصد السوري لحقوق الإنسان المعارض.

ووثق نشطاء ومركز الدفاع المدني أكثر من مئة غارة جوية و74 برميلاً متفجرًا بينهم 32 برميلاً استهدف أحياء درعا البلد.

وأفاد المرصد السوري بتصاعد الضربات الجوية اليوم الخميس "التي نفذتها الطائرات الحربية والمروحية الروسية والتابعة للنظام" على مناطق عدة في درعا، حيث أحصى أكثر من 35 غارة منذ الصباح.

وأشار إلى أن غارات اليوم التي استهدفت ملجأ في المسيفرة الواقعة شرق مدينة درعا، أسفرت عن مقتل 17 شخصا بينهم أطفال، ليترفع "إلى 93 تعداد القتلى المدنيين في محافظة درعا خلال التصعيد الأخير".

وقالت مصادر طبية إن القصف المكثف الذي شنه الجيش السوري أمي، تسبب بخروج أربعة مشافي عن الخدمة في صيدا والمسيفرة والجيزة ومركز للدفاع المدني في المسيفرة، ليرتفع بذلك العدد الإجمالي للمشافي التي خرجت عن الخدمة إلى خمسة مشافي.

وتُشكل سوريا المكان الأسوأ في التاريخ الحديث في ما يتعلق بالاعتداءات على القطاع الصحي، وفق ما قالته الأمم المتحدة في مايو الماضي، مشيرة إلى أن المنشآت الطبية المستهدفة في الأشهر الأربعة الأولى فقط من عام 2018 أكثر مما شهده عام 2017 بالكامل.

أزمة النازحين

تسبب التصعيد الأخير في حركة نزوح واسعة في درعا، ووفقا للأمم المتحدة التي أفادت بفرار 45 ألف شخص خلال أسبوع.

ويتوجه غالبية النازحون وفق الأمم المتحدة إلى المنطقة الحدودية مع الأردن، الذي أعلن عدم قدرته على استيعاب موجة لجوء جديدة.

أعلن رئيس الحكومة الأردنية الدكتور عمر الرزاز، الثلاثاء، بأن بلاده لن تستقبل مزيدًا من اللاجئين السوريين، مشيرًا إلى أن الأردن "استقبل لاجئين فوق قدرته وطاقته".

وشدد الرزاز في تصريحات صحفية، عقب لقائه رئيس مجلس النواب المهندس عاطف الطراونة، على أن "الحدود الأردنية محكمة السيطرة بفضل الجيش الأردني"، منوهًا في الوقت ذاته إلى "ضرورة إيجاد حل سياسي للأزمة السورية".

وتابع: "إننا معنيون بحلّ سياسي للأزمة السورية، ومعنيون بحماية إخواننا المواطنين في سوريا، حيث نبذل كلّ الجهود للوصول إلى حلّ سياسي للأزمة".

فيما أكد وزير خارجيته أيمن الصفدي "حدودنا ستظل مغلقة ويمكن للأمم المتحدة تأمين السكان في بلدهم".

ويستقبل الأردن نحو 650 ألف لاجئ سوري مسجلين لدى الأمم المتحدة، فيما تقدّر عمّان عددهم بنحو 1,3 مليون.

مناشدات دولية

من جانبها؛ شددت منظمة العفو الدولية، على أنه من واجب الأردن توفير الحماية لللاجئين السوريين الفارين من الصراع والاضطهاد، والسماح لهم بدخول البلاد.

كما دعا المجلس النرويجي لللاجئين، الأردن لضمان أن يجد النازحون ملجأ عبر الحدود.

وقال المدير الإقليمي للمنظمة بالوكالة يوري سعد الله، إن القتال يدفع بالناس أكثر وأكثر نحو الجنوب. وفي النهاية لن يكون لديهم مكان آخر يذهبون إليه.

ويواجه النازحون وفق المنظمة نقصاً حاداً في الخبز والوقود في المناطق التي يلجأون إليها، كما أن المباني العامة باتت مكتظة بالناس، ما يجبر البعض على النوم في العراء.

من جهتها، قالت منظّمة الأمم المتحّدة للطفولة "يونيسيف" في بيان، أمس الأربعاء: "لا يعرف الرعب حدًا في سوريا، حيث علَق الأطفال مرة أخرى".

وأضافت: "يحتاج الأطفال والعائلات إلى الغذاء والنظافة والعلاج والحماية، وينبغي السماح لأولئك الذين يرغبون في الفرار بالوصول إلى الملاذ الآمن.

ودعت "يونيسف" جميع الأطراف المتحاربة إلى احترام المبدأ الأساسي المتمثل في حماية المدنيين في النزاع ودوام سلامة الأطفال ورفاههم قبل كل شيء آخر.

تكرار سيناريو الغوطة

حذّرت الأمم المتحدة، الأربعاء، من نشوب معركة شاملة في ريف درعا جنوب غربي سوريا، قائلة إنها قد تؤثر على المدنيين، كتلك التي شهدتها الغوطة الشرقية وحلب.

ونقلت وكالة "رويترز" عن بيان للأمم المتحدة قولها: "إن الأمور في منطقة ريف درعا على الحدود مع الأردن تسير حالياً في ذلك الاتجاه".

المبعوث الأممي إلي سوريا، استافان دي مستورا،حذّر أيضًا من الأمر ذاته، وقال: "أخشى أن تصبح العمليات العسكرية في جنوب غربي سوريا شبيهة بعمليات الغوطة الشرقية لدمشق وحلب.

وأعرب خلال جلسة مجلس الأمن الدولي، المنعقدة بالمقر الدائم للمنظمة الدولية بنيويورك، عن قلقه الشديد إزاء تلك العمليات العسكرية، واعتبرها "بمثابة عقبة أمام إحراز تقدم في ملف تشكيل اللجنة الدستورية".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان