بوتين في زيارة رسمية للنمسا غدا الثلاثاء
فيينا- (د ب أ):
يبدأ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين غدا الثلاثاء زيارة رسمية للنمسا تستغرق يوما واحدا.
وهذه أول زيارة يقوم بها بوتين، 65 عاما، لدولة في الاتحاد الأوروبي منذ إعادة انتخابه رئيسا للبلاد.
ويعتزم بوتين إجراء محادثات مع قادة الدولة والحكومة في النمسا حول عدة قضايا، من بينها الأزمة الأوكرانية والعقوبات الاقتصادية المتبادلة ووضع السياسة العالمية.
وقال الرئيس النمساوي ألكسندر فان دير بيلن إن الزيارة تهدف إلى إبقاء الحوار مع روسيا بالرغم من التوترات الحالية بين موسكو والاتحاد الأوروبي.
تجدر الإشارة إلى أن هذه هي الزيارة السادسة التي يقوم بها بوتين للعاصمة النمساوية فيينا.
وتعتبر النمسا نفسها، بصفتها دولة محايدة غير عضوة في حلف شمال الأطلسي (الناتو)، جسرا دبلوماسيا بين الشرق والغرب. ويدعو المستشار النمساوي زباستيان كورتس، المنتمي لحزب الشعب النمساوي المحافظ، إلى التقارب التدريجي، إلا أنه يدعم أيضا موقف الاتحاد الأوروبي الصارم تجاه روسيا بسبب ضم الأخيرة لشبه جزيرة القرم.
وفي المقابل، دعا حزب الحرية النمساوي، الشريك في الائتلاف الحاكم النمساوي والصديق لروسيا، مؤخرا إلى إنهاء العقوبات ضد موسكو.
وعلى عكس العديد من الدول، لم تطرد النمسا دبلوماسيين روس عقب الهجوم بغاز سام على العميل الروسي المزدوج سيرجي سريكبال وابنته في بريطانيا. ويحمل الغرب روسيا مسؤولية الهجوم.
ورغم ضم موسكو لشبه جزيرة القرم الأوكرانية عام 2014، دعا الرئيس النمساوي في ذلك الحين هاينتس فيشر نظيره الروسي بوتين إلى زيارة فيينا عقب فترة قصيرة من الضم.
وتأتي زيارة غدا بمناسبة مرور 50 عاما على أول اتفاقية لتوريد الغاز بين النمسا والاتحاد السوفيتي السابق. وتعتبر شركة "أو إم في" النمساوية المملوكة جزئيا للدولة أحد المستثمرين في مشروع خط أنابيب غاز "نورد ستريم 2" المثير للجدل، الذي سيضخ الغاز من روسيا إلى ألمانيا مباشرة عبر بحر البلطيق دون توقف في أوكرانيا.
ويقوم بوتين بزيارته لفيينا في وقت تشهد فيه العلاقات بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة توترا كبيرا، وذلك على خلفية انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي مع إيران وفرض واشنطن قيود جمركية على واردات الصلب والألومنيوم من الاتحاد الأوروبي.
ويرى محللون أن العلاقات بين الاتحاد الأوروبي وروسيا ستكتسب أهمية أكبر لذلك.
وقال الخبير الألماني في الشؤون الروسية شتيفان مايستر في تصريحات للإذاعة السويسرية (إس آر إف): "الأوروبيون يرون أن لديهم الآن قواسم مشتركة مع روسيا أكثر من الولايات المتحدة تحت قيادة ترامب فيما يتعلق بقضية إيران وقضايا التجارة والطاقة".
تجدر الإشارة إلى أن النمسا ستتولى في أول يوليو المقبل الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي لمدة ستة أشهر، وهي المرة الثالثة لها منذ عامي 1998 و2006.
ومن المنتظر الاحتفاء خلال الزيارة بالتعاون الثقافي بين البلدين، حيث سيتفقد بوتين برفقة نظيره النمساوي مساء غد معرض "الهيرميتاج" في متحف تاريخ الفنون في فيينا.
وسيضم المعرض أعمالا بارزة لكبار الفنانين مثل ساندرو بوتيتشيلي وأنطوني فان ديك، وسيعرض 14 لوحة من متحف "الهيرميتاج" في سان بطرسبرج مع مقتنيات من متحف تاريخ الفنون في فيينا حتى 2 أيلول/سبتمبر المقبل، وبعد ذلك سيُنقل المعرض إلى سان بطرسبرج.
فيديو قد يعجبك: