لحظات رعب داخل كهف الموت بتايلاند: حين انهمرت المياه وهرب غواصون
كتب – محمد الصباغ:
كادت أن تتحول عملية إنقاذ الأطفال المحتجزين داخل كهف في تايلاند إلى كارثة كبيرة، بعدما قال غواصون من المشاركين في العملية إن مضخة مياة مسئولة عن تجفيف المنطقة تعرضت لعطل قبل ساعات من إنقاذ الطفل الأخير.
وكان غواصين وعمال إنقاذ داخل الكهف وعلى مسافة 1.5 كيلومتر من مدخله، من أجل إخلاءه من المعدات حينما تعطلت مضخة مياه وتسببت في رفع منسوب الماء في الكهف بشكل كبير.
وتحدث ثلاثة غواصين شاركوا العملية لصحيفة الجارديان البريطانية، اليوم الأربعاء، وأكدوا أنهم كانوا في الغرفة رقم (3)، وهي قاعدة بداخل الكهف لوضع المعدات.
وأضافوا أنهم سمعوا صرخات قادمة من داخل الكهف ورأوا أشخاص يحملون كشافات على رؤوسهم يهرولون في اتجاههم. سارع العمال في الخروج إلى منطقة ليست غارقة بالمياه.
وقال أحد الغواصين الذي لم يرغب في الكشف عن اسمه لأنه غير مصرح لا بالحديث إعلاميًا: "الصرخات بدأت بسبب عطل المضخات الأساسية وبدأ منسوب المياه في الارتفاع. كل الرؤوس التي تحمل كشافات بدأت تتحرك نحونا أعلى تلة داخل النفق، مع تدفق المياه أيضًا... المنسوب كان يرتفع بشدة".
سارع المئة عامل داخل الكهف بشكل مرعب إلى الخروج، وكانوا خارجه قبل أقل من ساعة واحدة، وبينهم آخر ثلاثة من البحرية التايلاندية وطبيب قضي الأسبوع الماضي بأكمله يعتني بالاطفال المحتجزين.
انتهت عملية إخراج الأطفال الـ12 ومدربهم من الكهف أمس على ثلاثة مراحل، بدأت يوم الأحد. وبفريق مكون من أفضل 19 غواصًا من حول العالم، شاركوا في إخراج لاعبي كرة القدم الصغار ومدربهم الذي لم يتجاوز 24 عامًا. ويبلغ طول الكهف حوالي 4 كيلومتر، وأعاقت المياه الطينية الرؤية ومثلت صعوبة كبيرة أمام الغواصين.
تم إخراج أول أربعة أطفال يوم الأحد، ومثلهم يوم الإثنين، ثم آخر أربعة والمدرب خرجوا للنور أمس الثلاثاء. وتطلبت العملية أن يتعلم الأطفال التنفس تحت الماء باستخدام قناع يغطي كامل وجههم، عبر الأنفاق الضيقة.
الطريق من الغرفة رقم (3) إلى مدخل الكهف تستمر عادة لمدة أربع أو خمس ساعات، لكنها تقلصت بعد أسبوع من تجفيف المياه وتنظيف الممر الطيني.
قارن غواصون أجزاء من رحلة الإنقاذ بالتحرك عبر ماسورة حمامات المنازل على شكل حرف "S".
وبدأ الأطباء في التعامل مع الأطفال بعد إنقاذهم في مدينة تشيانج راي، حيث فقد كل منهم حوالي 2 كيلو من وزنه بسبب الاحتجاز في الكهف وقلة الطعام.
وسيكون أهالي الأطفال الأربعة الذين خرجوا أولا قادرين على لقاء أبنائهم اليوم، لكنهم سيرتدون ملابس لحمايتهم وسيكونوا على مسافة منهم لا تقل عن 2 متر.
بينما أقارب التسعة الباقين سيضطرون للوقوف خلف نافذة زجاجية حتى يقرر الأطباء بشأن صحة الأطفال والعدوى التي ربما يحملونها.
فيديو قد يعجبك: