المعارضة السورية تُسّلم أسلحتها وتنتظر تقسيم درعا
كتبت - إيمان محمود:
قبل بضعة أيام، أعلنت قوات النظام السوري سيطرتها على مدينة درعا "مهد الثورة السورية"، والتي ظلّت لسنوات في قبضة الفصائل المعارضة، قبل أن يسيطر الأسد بدعم من حليفه الروسي على نحو 84% من مساحتها.
وفي بيان له الجمعة، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن الهدوء لا يزال يخيم على المدينة منذ دخول ضباط من قوات النظام ومحافظ درعا والشرطة العسكرية الروسية إلى منطقة درعا البلد بالمدينة.
ونص اتفاق تم التوصل إليه الأربعاء الماضي، ويشمل مناطق درعا البلد وطريق السد والمخيم وسجنة والمنشية وغرز والصوامع، على تسليم السلاح الثقيل والمتوسط وتسوية أوضاع المسلحين الراغبين بالتسوية، وخروج الرافضين للاتفاق.
وأوضح المرصد أن الفصائل الإسلامية والمقاتلة العاملة في درعا البلد وبقية الأحياء طالبت بضمانات روسية جادة تجاه من سيتبقى في هذه الأحياء، تضمن عدم المساس بهم من قوات النظام أو أجهزتهم الأمنية، ويفتح بموجبها ممرًا لرافضي الاتفاق نحو الشمال السوري، مقابل تسليم السلاح الثقيل إلى قوات النظام.
وبدأت الفصائل اليوم السبت تسليم أسلحتها الثقيلة والمتوسطة للجيش السوري، دون الإعلان عن تلقيها أية ضمانات.
وذكرت وكالة الأنباء السورية "سانا" أن الجيش السوري تسلم ذخيرة ثقيلة وعتادًا متنوع من المسلحين في منطقة درعا البلد في سياق الاتفاق، على أن تتواصل العملية إلى الانتهاء من تسليم السلاح الثقيل والمتوسط.
تقسيم درعا
وتحدثت مصادر مختلفة عن أن الاتفاق الذي تم بين موسكو والفصائل المعارضة في محافظة درعا، شمل أن يتولى كل قائد من الفصائل إدارة قسم من مناطق حددتها روسيا في المدينة.
وكشفت وكالة "آكي" الإيطالية، في تقرير لها، إن قوات الاحتلال الروسي تسعى إلى تقسيم محافظة درعا إلى أربعة أقسام، بحيث يتولى إدارة كل قسم قائد من الفصائل التي عقدت مصالحات مع نظام الأسد، على رأسهم "أحمد العودة" الذي عقد اتفاقًا منفردًا وسلّم أسلحته لقوات الاحتلال.
ونقلت الوكالة عن مصادر في المعارضة السورية لم تسمها، أن المنطقة المخصصة لقائد "لواء شباب السنة" أحمد العودة ضمن المناطق العسكرية الاربعة هي شرق درعا، وتمتد من الطريق الدولية "دمشق - عمان" مرورًا بالمعبر الحدودي ولغاية حدود محافظة السويداء، وتضم كل منطقة اللجاة.
وتضم المنطقة الثانية، بحسب الوكالة الإيطالية، درعا البلد وغرز والنعيمة، وتقع تحت سلطة قائد "فرقة 18 آذار" أبو منذر الدهني، في حين تضم المنطقة الثالثة مدينة نوى، وتقع تحت سلطة قائد لواء "عباد الرحمن" أبو إياد القايد، وتمتد المنطقة الرابعة من نوى وتضم ريف القنيطرة، وتقع تحت سلطة فرقة تحظى بقبول روسي، لم تكشف عنها الوكالة.
وبحسب ما قالته المصادر، فإن "روسيا منحت أحمد العودة صلاحيات واسعة جدًا، وتُخطط لتشكيل جيش موحد ثلاثي الأطراف، يكون في وقت لاحق هو نواة الجيش الذي ستعتمد عليه روسيا والنظام، خلال المرحلة الانتقالية".
فيما نقلت صحيفة "القدس العربي" عن مصادر، أن مجموعة فصائل تجهز نفسها للصيغة العسكرية الجديدة وهي "فصائل شباب السنة" بقيادة أحمد العودة شرقي درعا، إضافة إلى فصائل المعارضة المنضوية ضمن غرفة عمليات "البنيان المرصوص" في مدينة درعا والبلدات المحيطة بقيادة أبو منذر الدهني، في "القطاع الثاني" من التقسيم الروسي، و"جيش المعتز" العامل في المنطقة الجنوبية الغربية طفس والمناطق المحيطة، وهو "القطاع الثالث" تحت قيادة أبو مرشد بردان، بالإضافة إلى منطقة الجيدور وتشمل مدن وبلدات انخل - جاسم - الحارة ونوى، ويقودها قاسم الجدي، وتمثل "القطاع الرابع".
فيديو قد يعجبك: