هآرتس: إذا ذهب ترامب.. نتنياهو سيصبح في ورطة عصيّة
كتب - هشام عبد الخالق:
"ماذا سيحدث لنتنياهو عندما يختفي ترامب؟".. كان هذا عنوان مقال بصحيفة "هآرتس" الإسرائيلية لكاتبه برادلي بورستون، والذي قال في بدايته: "ماذا سيحدث إذا ما كان الفشل الذي لاقى دونالد ترامب في قمته مع بوتين، بداية النهاية للرئيس الذي يواجه عقبات في بداية مشواره السياسي؟".
تحل انتخابات منتصف المدة في الكونجرس الأمريكي في نوفمبر المقبل، وسيكون رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أكثر المتابعين لها في عالم السياسة، لمعرفة ماذا سيحدث له إذا ما حقق الحزب الديمقراطي مكاسب كبيرة في الكونجرس ومجلس الشيوخ، بعد أكثر قليلًا من 100 يوم من الآن، وأدى هذا لإضعاف ترامب؟ وقال الكاتب: "سيكون ترامب في مشكلة عويصة".
ويقول الكاتب: "لم يسبق في تاريخ إسرائيل أن كان هناك رئيس وزراء متورط بمثل هذا الشكل مع حزب أمريكي أو رئيس أمريكي مثلما تورط نتنياهو مع ترامب وحزبه الجمهوري، وكذلك أن يكون نتنياهو سببًا في إحداث شرخ في مصدرين من مصادر القوة والدعم والحماية لإسرائيل والتي كانت موثوقًا بها في يوم من الأيام، وهما الحزب الديمقراطي والجالية اليهودية الأمريكية.
ويصف الكاتب "نتنياهو وترامب على الرغم من قوتيهما الظاهرة، وظهورهما بمظهر القائد القوي، إلا أنهما - داخليًا - ليسا هكذا على الإطلاق، فنتنياهو معروف أنه (متملق) ومعرض للضغوط، وترامب ظهر على أنه خنوع ومتخاذل عندما يقابل الأشخاص المفترض كونهم أعدائه وجهًا لوجه".
وتابع الكاتب، إذا ما ثبت أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين - كما يعتقد الكثير من الأمريكيين - يمتلك ورقة ضغط على ترامب بأي طريقة، قد ينتشر القول في الأوساط السياسية الأمريكية بأن الرئيس خائن، مما يشكل نقطة تحول قد تدفعه خارج السُلطة، ونتنياهو هو الآخر يشكك الكثيرون في علاقته بكلًا من ترامب وبوتين، بعد أن وضع - بشكل صريح - أمن إسرائيل في أيديهم وخاصة في تعليقاته الأخيرة التي مدح فيها كلا الشخصين في أعقاب قمة هلسنكي.
إحدى الحقائق المثيرة للجدل والتي تمثل تغييرًا محوريًا في الأحداث، كان قبل تنصيب ترامب رئيسًا، حيث اتضح أن مسؤولين في المخابرات الأمريكية حذروا نظرائهم الإسرائيليين من أ بوتين قد "يمتلك بعض الضغوطات على ترامب"، وأنه بمجرد أن يتم تنصيبه رئيسًا يجب أن تتوقف إسرائيل عن كشف أي معلومات حساسة أو مصادر للبيت الأبيض، خوفًا من إرسال هذه المعلومات إلى روسيا ومن ثم إلى إيران، وبعد أربعة أشهر وبالتحديد في اجتماع في البيت الأبيض تم في مايو 2017، بين ترامب ووزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف والسفير الروسي السابق سيرجى كيسلياك، ومرر ترامب معلومات حساسة لهم بالفعل.
صحيفة "نيويورك تايمز" قالت في هذا الوقت: إن "أحد حلفاء الشرق الأوسط الذي يحمي معلوماته عن قرب وفر المعلومة (التي تقول إن بوتين يمتلك ورقة ضغط على ترامب)، والتي تم اعتبارها عالية الحساسية لدرجة أن المسؤولين الأمريكيين لم يشاركوها مع حكومة الولايات المتحدة أو يمرروها لحلفاء آخرين، والأكثر من ذلك، أن ترامب وفر تفاصيل لكلًا من لافروف وكيسلياك من الممكن أن تفضح مصدر المعلومة والطريقة التي تم جمعها بها".
كان الحليف الشرق أوسطي الذي تحدثت عنه الصحيفة، بحسب الكاتب، هو إسرائيل.
التحالف الخاص الذي كونه نتنياهو مع ترامب قد ينقطع، إذا ما استطاع المحققون والصحفيون الكشف عن أدلة ملموسة ومدمرة على وجود تواطؤ أو عرقلة العدالة، أو الأسوأ من ذلك، وجود انتهاكات تؤثر بشكل مباشر على الأمن القومي.
ويقول الكاتب: "بدأت وسائل الإعلام الإسرائيلية بالفعل في تسليط الضوء على الآثار المأساوية لقمة هلسنكي، حيث جاء العنوان الرئيسي في الصفحة الرئيسية لصحيفة يديعوت أحرونوت اليومية يوم الأربعاء بعنوان: "استسلام ترامب". وجاءت الرسوم المتحركة بعنوان "دمية في سلسلة"، حيث أظهر الرسم التوضيحي بوتين ممسكًا بدمية محبوسة لترامب في يد، وجهاز تحكم عن بعد في اليد الأخرى.
ويختتم الكاتب مقاله بـ "نتنياهو ليس بخجول عن الصفحات الأولى، فهو يحب أن يتم تصويره مع رؤساء الولايات المتحدة وروسيا، ولكن يجب أن يأمل في عدم تكرار مثل هذه الصور في المستقبل.
فيديو قد يعجبك: