إعلان

إدلب بلا شيعة بعد إخلاء كفريا والفوعة في سوريا

05:54 م الخميس 19 يوليه 2018

كل عمليات التبادل بين المعارضة والحكومة تنطوي على

(بي بي سي)
كما في كل الحرب الداخلية الطويلة في البلدان ذات التنوع العرقي والطائفي والديني، تتكشف أمامنا أحد أهم عواقب مثل هذه الحروب ألا وهو تغير التركيبة الديموغرافية لسكان العديد من المناطق بسوريا على الصعيد العرقي والديني والطائفي.

وآخر فصول هذه التغييرات في سوريا، الاتفاق الذي تم التوصل إليه برعاية روسية وإيرانية وتركية بين الحكومة وجبهة فتح الشام (النصرة سابقا) حول بلدتي كفريا والفوعة. وبموجب الاتفاق تم إخلاء من بقي من سكان البلدتين والبالغ عددهم نحو 7 آلاف شخص تقريبا وإطلاق سراح مقاتلين ومدنيين لدى الجبهة مقابل إطلاق الحكومة السورية سراح 1500 شخص من السجون الحكومية.

سيطرت قوات المعارضة السورية على كامل محافظة إدلب الواقعة بمحاذاة الحدود مع تركيا شمالي البلاد في مارس 2015، وكانت القوات التي قادت الهجمات على مواقع القوات الحكومية في المحافظة تضم عددا من الجماعات ذات التوجهات السلفية والجهادية وعلى رأس هذه الجماعات الحزب الإسلامي التركستاني( ايغور الصين) وجبهة النصرة وحركة أحرار الشام السلفية.

وكانت النصرة تضم وقتها آلاف الجهاديين الأجانب قبل أن تعلن "داعش" عن ظهورها الرسمي ويلتحق بها جل العناصر الأجانب.
مع بروز الجماعات والفصائل الدينية المتطرفة وتصدرها مشهد العمل المسلح ضد القوات الحكومية التي كانت تضم في صفوفها منذ عام 2013 جماعات شيعية عراقية وحزب الله اللبناني، اكتسبت الأزمة السورية بعداً جديداً، وهو البعد الطائفي.
ومن بين أبرز ملامح الاصطفاف الطائفي في سوريا أن البلدات العلوية والشيعية حافظت على الولاء للنظام وقد لا يكون ذلك دائما حباً به بل خوفا من المعارضة التي باتت ذات صبغة طائفية أصولية واضحة.
مع إجلاء سكان كفريا والفوعة الشيعيتين من إدلب ستكون المحافظة قد خلت تماما من الشيعة وباتت سنية صرفة.

تكتيك مشابه
كان عدد سكان فوعة وكفريا قبل الأزمة السورية يقارب 50 ألف نسمة لكن تراجع عددهم مع سيطرة العنف على المحافظة وعندما سقطت المحافظة وباتت تحت سيطرة المعارضة بقيت البلدتان صامدتين بفضل التحصينات القوية التي أقامتها الحكومة فيهما والعدد الكبير من الأسلحة والمقاتلين المتمركزين فيهما.
مع اشتداد حصار المعارضة للبلدتين ومحاولات السيطرة عليهما، كانت القوات الحكومية مدعومة بمقاتلين من حزب الله تمارس نفس التكتيك في منطقة أخرى، فقد كانت القوات الحكومية وعناصر حزب الله اللبناني تحاصر عدة آلاف بينهم مئات المقاتلين في بلدتي مضايا والزبداني في ريف دمشق وسط نقص حاد في الامدادات الغذائية والطعام للمحاصرين.
عندما وقعت كفريا والفوعة تحت الحصار كان عدد سكان البلدتين قد تراجع إلى أقل من عشرين ألفا بينهم عدد كبير من المقاتلين المنضوين في ما يسمى بلجان الدفاع الوطني (مليشيا حكومية) وكان يتم إمداد البلدتين ببعض الحاجات الأساسية عبر إسقاطها جواً.
وحسب موقع قناة العالم الإيرانية فإن عدد القتلى الذين سقطوا في البلدتين منذ بداية الحرب في سوريا وحتى يونيو 2016 قد وصل إلى 2150 قتيلا و2680 جريحا.
خرجت أول دفعة من سكان البلدتين في ابريل 2017 عندما تم التوصل إلى اتفاق ما يعرف بالبلدات الأربع وهي كفريا والفوعة من جهة ومضايا والزبداني من جهة اخرى.
كان الاتفاق قد تم التوصل إليه برعاية تركية وإيرانية وقطرية وروسية إذ خرج ثمانية آلاف مدني ومقاتل من مضايا والزبداني مقابل ثلاثة آلاف من كفريا والفوعة أغلبهم من الجرحى والمصابين.

وسبق ذلك أن فقدت محافظة إدلب كل سكانها من مسيحيين ودروز لأسباب متعددة، على رأسها المضايقات والاعتداءات التي تعرضوا لها.
فقد تم مثلا إجبار من بقي من أبناء الطائفة الدرزية في المحافظة على التحول إلى الإسلام السني. وباتت قرى منطقة جبل السماق التي كان ذات غالبية درزية معقلا للإيغور، أعضاء الحزب الإسلامي التركستاني الذين جلبوا أسرهم وأسكنوها في بيوت السكان الأصليين بعد فرارهم بسبب سوء المعاملة والتضييق عليهم.
وينسحب الأمر على المسيحيين في المحافظة التي خلت منهم تماما منذ سنوات.
عملية التهجير أو التطهير الطائفي لا تقتصر على إدلب فقط، ففي منطقة عفرين ذات الغالبية الكردية والواقعة شمال مدينة حلب، أقدمت الفصائل السورية المعارضة التي شاركت تركيا في احتلال المنطقة في أبريل الماضي على تدمير كل معابد الأقلية الأيزيدية هناك وأجبرت من بقي منهم هناك على تغيير دينهم إلى الاسلام.
كما قامت بتدمير المراكز الخاصة بالعلويين والمسيحيين في المنطقة.

هذا المحتوى من

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان