هل تخدع كوريا الشمالية الولايات المتحدة بشأن أسلحتها النووية؟
كتبت- هدى الشيمي:
أظهرت صورة التقطتها أقمار صناعية أن كوريا الشمالية تضع لمساتها الأخيرة على موقع رئيسي لتصنيع الصواريخ الباليستية، بالقرب من مدينة هام هونج، ما يرجح أن بيونج يانج تخدع واشنطن فيما يتعلق بنيتها بتخلصها من برنامجها النووي.
وتأتي هذه الصور بالتزامن مع تسريب تقارير من الاستخبارات الأمريكية تُشكك في نية كوريا الشمالية بالتخلي عن برنامجها النووي، وهو الشيء الذي وافق عليه الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون خلال اجتماعه بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في القمة التاريخية التي عُقدت في سنغافورة الشهر الماضي.
ووقع كيم وترامب وثيقة مفصلة بعد انتهاء قمة سنغافورة، في 12 يونيو الماضي، وتعهد الزعيم الكوري الشمالي بإخلاء شبه الجزيرة الكورية من الأسلحة النووية، وأكد التزام بلاده بالعمل نحو نزع السلاح النووي الكامل من المنطقة.
نشرت شركة "بلانيت لابس" الصور التي التقطها المعهد الأمريكي للدراسات الدولية ميدلبري، ويتضح في الصور أن بيونج يانج أوشكت على الانتهاء من عمليات التوسيع في مركز مواد كيميائية.
ويقول ديفيد شمرلر، الباحث في معهد كاليفورنيا، فإن مراكز المواد الكيميائية معروفة بتصنيع الأجزاء ذات الوقود الصلب مثل الفوهات وهياكل الطائرات، والمواد المستخدمة في المركبات، موضحًا أن توسيع البنية التحتية لإنتاج الصواريخ في كوريا الشمالية يُرجح أن كيم جونج أون لا ينوي التخلي عن البرنامج النووي خاصته.
وذكرت شبكة "سي إن إن" الأمريكية أن هذا الموقع يحظى بأهمية خاصة لدى كيم جونج أون، الذي زاره لتفقد سير العمل به في أغسطس العام الماضي، بعد اختبار كوريا الشمالية صاروخين باليستيين عابرين للقارات. وهدد، في الشهر ذاته، بالهجوم على جزيرة جوام.
وأوضح جيفري فويس، مدير برنامج نزع السلاح من شرق آسيا في معهد ميدلبري، أن أغلب أجزاء المنشأة تم بناؤها في مايو الماضي، عقب قمة كيم جونج أون بنظيره الكوري الجنوبي مون جاي إن.
ومن جانبه، قال المتحدث باسم الرئيس الكوري الجنوبي للصحفيين إنه من غير اللائق التعليق على تقارير ترجح أن كوريا الشمالية لن تتخلص من ترسانتها النووية، ولن تهدم منشآتها العسكرية والاستخباراتية.
"صواريخ مميزة"
ويقول خبراء إن الصواريخ التي تعمل بالوقود الصلب لها مزايا كبيرة مقارنة بنظيرتها التي تعمل بالوقود السائل، إذ يسهل نقلها وتخزينها.
وأوضح الخبراء، بحسب سي إن إن، أن استخدام الصواريخ الباليستية طويلة المدى يمكن استخدامها لتوصيل رأس حربي نووي مُصغر على بعد آلاف الأميال.
وذكرت (سي إن إن) أن الصواريخ التي اختبرتها كوريا الشمالية في عام 2017 العابرة للقارات كانت ذات وقود سائل، إلا أنها نجحت باختبار صواريخ تعمل بالوقود الصلب يتراوح مداها بين 1200 إلى 200 كيلو متر.
وخلال خطابه السنوي بمناسبة العام الجديد، أمر كيم جونج أون القطاعات المسؤولة عن الأسلحة النووية والصواريخ البالستية بتصنيع الصواريخ التي تعمل بالوقود الصلب والسائل.
"خطة أمريكية"
قال جون بولتون، مستشار الأمن القومي الأمريكي، لشبكة سي بي إس، الأحد الماضي، إن الولايات المتحدة لديها خطة لتفكيك أسلحة الدمار الشامل وبرامج الصواريخ الباليستية في كوريا الشمالية في غضون عام، لكن بيونج يانج بحاجة إلى الكشف عن أي مواقع أسلحة غير مُعلنة للمضي قدمًا.
وتابع: "لا أحد يشارك في هذه المناقشة مع كوريا الشمالية لا سيما وأنها إدارة ساذجة، ورأينا كيف تصرف الكوريون الشماليون من قبل".
وأكد بولتون أن الرئيس الأمريكي كان واضحًا وصريحًا. قائلا: "لن يرتكب الخطأ الذي اقترفته الإدارات السابقة، سوف نحقق هدفنا، وسوف نرى ماذا سيحدث".
رفض بولتون التعليق على تقرير صحيفة واشنطن بوست، المنشور السبت الماضي، وقال إن مسؤولين في الاستخبارات الأمريكية علموا أن كوريا الشمالية لا تنوي تسليم مخزونها من الأسلحة النووية، وأنها تعتزم خداع واشنطن بشأن عدد الرؤوس النووية في ترسانتها، ويوجد لديها منشآت غير مُعلنة تستخدم لتصنيع المواد الانشطارية.
قال المسؤولون الأمريكيون، الذين رفضوا الكشف عن هوياتهم للصحيفة، إن"مؤشرات تم الحصول عليها منذ قمة ترامب وكيم جونج أون، تدل على وجود مواقع سرية للإنتاج وتطوير وسائل تهدف إلى إخفاء إنتاج أسلحة نووية".
وبحسب المسؤولين الأمريكيين، تنوي كوريا الشمالية الاحتفاظ بجزء من مخزونها النووي ومن مواقعها الإنتاجية، عبر إخفائها عن الولايات المتحدة.
يُشار إلى أن مسؤولين أمريكيين بقيادة وزير الخارجية مايك بومبيو، التقوا نظراءهم الكوريين الشماليين، الأحد الماضي، في المنطقة المنزوعة السلاح التي تفصل بين كوريا الشمالية وكوريا الجنوبية، ويعد هذا الاجتماع الأول من نوعه منذ عقد قمة سنغافورة.
فيديو قد يعجبك: