إعلان

سيناريوهات مستقبل حكومة ميركل ومصير "البافاري"

06:59 م الإثنين 02 يوليه 2018

(دويتش فيله)

هل يخرج "البافاري" أم يمدد؟ سؤال لا يتعلق بكرة القدم بل بمستقبل الحكومة الألمانية، فبعد الاستقالة غير الكاملة لوزير الداخلية الألماني هورست زيهوفر ليلة أمس يطرح السؤال: ما مستقبل زيهوفر؟ وما مستقبل الائتلاف الحاكم؟

بشكل مفاجئ أعلن وزير الداخلية الألماني ورئيس الحزب المسيحي الاجتماعي هورست زيهوفر استقالته من منصبيه احتجاجاً على سياسة ميركل في ملف الهجرة، ثم جمدها في إنتظار محادثات جديدة مع ميركل. خطوة أتت بعد خلاف حول ملف الهجرة تصاعد في الأسابيع الأخيرة حتى بات يهدد مستقبل الحكومة الألمانية. البعض يرى في تصرف زيهوفر تخبطاً غير مخطط له، ووصفه آخرون بالتكتيكي. أصداء الاستقالة غير الكاملة طالت السياسة والصحافة. فالحزب المسيحي الديمقراطي، حزب المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، أعلن تأييده للحل الأوروبي لمسأله الهجرة، وهي مقاربة ميركل التي لا تعجب زيهوفر، وانتقد قياديون في الحزب الاشتراكي والحزب الليبرالي ما فعله زيهوفر، واصفين الخطوة بـ "اللا مسؤولة" أو بأنها تتلاعب بمصير ألمانيا.

ما بين "التمديد" و"النهاية"

الاستقالة المترددة لهورست زيهوفر تركت أصداء لم تخل من السخرية في العديد من الصحف الألمانية. صحيفة تاتس واسعة الانتشار وذات التوجه الليبرالي اليساري استعارت تشبيهاً من وحي المونديال، عنونت فيه كاتبة المقال "تمديد المسيحي الديمقراطي ضد المسيحي الاجتماعي" في إشارة إلى تمديد المبارزة السياسية بين الحزبين الشقيقين، بعد إعطاء هورست زيهوفر المستشارة ميركل وحزبها ثلاثة أيام إضافية قبل أن يعيد الكرة ويعلن استقالته مجدداً. المقال لم ير في خطوة زيهوفر إلا تصعيداً للمشكلة وتعميقاً للخلاف بين الحزبين الشقيقين.

شبيغل أونلاين نشرت مقالاً عنوانه "النهاية" رأى فيه الكاتب أن ما أقدم عليه زيهوفر سيمهد لنهايته السياسية، خاصة وأن حزب المستشارة، المسيحي الديمقراطي، بين بكل وضوح أنه لن يخضع لأي نوع من الابتزاز من طرف حليفه التقليدي، وخلص الكاتب إلى نتيجة مفادها أن زيهوفر "إذا تراجع عن استقالته وبقي في منصبه، فستذهب مصداقيته أدراج الرياح، وإذا أصر عليها واستقال، فالنتيجة مشابهة".

تمديد للأزمة أم "ضحية في سبيل المصداقية"؟

بعيداً عن الاستعارات والتشبيهات نشرت صحيفة فوكوس أونلاين مقالاً استعرضت فيها السيناريوهات المحتملة لمستقبل زيهوفر والائتلاف الحكومي بعد ليلة أمس، ورأيت فوكس بناء على تحليلها ثلاثة سيناريوهات فقط:

السيناريو الأول ليس إلا تمديداً للأزمة، فمنذ أسابيع تتزايد حدة الخلاف بين طرفي التحالف المسيحي، والسبب الأساسي هو إصرار زيهوفر على إعادة طالبي اللجوء من الحدود الألمانية إذا ما كانوا مسجلين في دولة أوروبية أخرى. الآن، وبعد إعلان زيهوفر استقالته ومن ثم رجوعه عنها، قد يكون أحد السيناريوهات المحتملة لمستقبله هو بقاؤه بالفعل في منصبه وبقاء الخلاف على حاله، بل وتصعيده، مع احتمال أن يفضي الخلاف في نهاية المطاف إلى قيام المستشارة بإعفائه من منصبه.

السيناريو الثاني الذي طرحته فوكوس أونلاين هو استقالة زيهوفر الفعلية، وهو ما وصفته الصحيفة بأن يصبح زيهوفر "ضحية (شهيد) المصداقية". استقالة زيهوفر الطوعية لن تؤدي بالضروري إلى انهيار الائتلاف الموسع المكون من التحالف المسيحي والحزب الاشتراكي، وإنما ستتطلب من الحزب المسيحي الاجتماعي إيجاد شخصية مناسبة لتخلف زيهوفر. في الوقت الحالي هناك مرشحان: الرئيس الإقليمي للحزب آليكسندر دوبرنت، ووزير الداخلية البافاري يواخيم هارمان. المشكلة في كلا المرشحين أنهما يتبنيان موقفاً مشابهاً لموقف زيهوفر تجاه سياسية ميركل حول ملف الهجرة.

هل يفعلها الخضر؟

السيناريو الثالث والأخير هو أن يصر الحزب المسيحي الاجتماعي على موقفه المتشدد تجاه إعادة طالبي اللجوء المسجلين من الحدود الألمانية. هذا الإصرار سيؤدي إلى انهيار الائتلاف الموسع، خاصة وأن الاشتراكيين أعلنوا أنهم يتبنون موقفاً مشابهاَ لموقف المسيحي الديمقراطي ويصرون على حل مشكلة اللجوء بشكل أوروبي ويرفضون الإجراءات الانفرادية لكل بلد أوروبي على حدة.

انهيار الائتلاف قد يؤدي إلى انتخابات مبكرة أو إلى تشكيل ائتلاف حكومي جديد يحل فيه أحد أحزاب المعارضة مكان الحزب المسيحي الاجتماعي، والحزب الوحيد المرشح للعب هذا الدور حسب فوكوس أونلاين هو حزب الخضر. فهل يفعلها الخضر؟

إلى أن نعرف، سيبقى مستقبل الحكومة الألمانية مفتوحاً على كل الاحتمالات المذكورة.

هذا المحتوى من

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان