كيف يهدد الحوثيون أمن الملاحة في البحر الاحمر؟
كتبت – إيمان محمود:
منذ سيطرة ميليشيات الحوثي على الساحل الغربي لليمن، تصاعدت المخاطر التي تهدد حرية الملاحة البحرية في البحر الأحمر، كما تهدد أيضًا أمن المنطقة خاصة بعد سيطرتهم على كلاً من ميناء الحُديدة –أكبر موانئ اليمن على الساحل الغربي- ومضيق باب المندب، المُتنفس الرئيسي لبعض الدول الإقليمية.
وشنّ الحوثيون هجومًا على ناقلتي نفط سعوديتين في البحر الأحمر، أول أمس الأربعاء، ما أسفر عن وقوع أضرار بسيطة، لكنها كادت أن تتسبب في كارثة بيئية في هذا الممر الملاحي العالمي الهام.
ولم يحدد التحالف العربي بقيادة السعودية، طبيعة الهجوم أو حجم حمولة الخام التي كانت تنقلها السفينة.
ويشهد اليمن منذ عام 2014 حربًا بين الحوثيين المدعومين من إيران، والقوات الموالية لحكومة عبد ربه منصور هادي المُعترف بها دوليًا، تصاعدت مع تدخل السعودية على رأس التحالف العسكري في مارس 2015، دعمًا للحكومة الشرعية بعدما تمكن الحوثيون من السيطرة على مناطق واسعة بينها العاصمة صنعاء.
لكن الحرب دخلت في مرحلة جديدة بعد سيطرة الحوثيين على ملاحة البحر الأحمر وتهديهم الأمر الذي ساعدهم على تهديد الدول الإقليمية بشكل خاص وتهديد التجارة العالمية بشكل عام من خلال مضيق باب المندب الاستراتيجي.
هجوم "سويفت" الإماراتية
وقع الهجوم الأول من نوعه الذي نُظر اليه باعتباره تهديد للملاحة في البحر الأحمر، إذ تعرضت سفينة "سويفت" الإماراتية، في الأول من أكتوبر عام 2016، لهجوم بصاورخ تم إطلاقه من أراضي يسيطر عليها الحوثيين في اليمن قرب مضيق باب المندب.
قوة الانفجار جعلت السفينة تميل إلى جانب واحد، ما تسبب في سقوط الخزانات والأثاث، وإصابة بعض طاقم السفينة.
التحالف العربي أكد وقتها أن السفينة تابعة لشركة الجرافات البحرية الإماراتية، والتي كانت في إحدى رحلاتها المعتادة من وإلى مدينة عدن لنقل المساعدات الطبية والإغاثية وإخلاء الجرحى والمصابين المدنيين لاستكمال علاجهم خارج اليمن.
هجمات ضد أمريكا
الهجوم الثاني للحوثيين؛ كان على مدمرة "يو أس أس ماسون" الأمريكية في البحر الأحمر، في 10 أكتوبر من العام 2016، من خلال قصف صاروخي في المياه الدولية، دون أن ينجح الصاروخان في إصابة الهدف.
وفي يوم 13 أكتوبر من العام ذاته؛ أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية، تعرض نفس المدمرة الأمريكية لهجوم آخر بصاروخ تم إطلاقه من مناطق سيطرة الحوثيين في اليمن بالحديدة.
وقال البنتاجون حينها: "قرابة الساعة السابعة مساء بالتوقيت المحلي (16:00 بتوقيت جرينتش)، وبينما كانت تنفذ عمليات روتينية في المياه الدولية، رصدت "يو إس إس مايسون" صاروخين قادمين باتجاهها خلال فترة زمنية تمتد 60 دقيقة، بينما كانت في البحر الأحمر قبالة ساحل اليمن".
وأضاف أن الصاروخين سقطا في المياه قبل الوصول إلى الهدف، مؤكدًا عدم وقوع إصابات أو تعرض البارجة لأي أضرار، متوعدًا بالرد "في الوقت المناسب وبالطريقة المناسبة".
وجاء الرد الأمريكي-الذي يُعد أول تدخل عسكري من واشنطن ضد الحوثيين- بعد ساعات من الهجوم، إذ شنّ الجيش الأميركي ضربات بصواريخ توماهوك على 3 مواقع رادار ساحلية في مناطق خاضعة لسيطرة الحوثيين في اليمن.
وقال المتحدث باسم البنتاجون بيتر كوك إن "هذه الضربات المحدودة للدفاع عن النفس، نُفذت لحماية أفراد جيشنا وسفننا وحرية الملاحة في هذا الممر الملاحي المهم".
وبعد تلك الضربة الأمريكية، ردّت الميليشيات، في 15 من الشهر ذاته، بصواريخ باتجاه 3 سفن حربية أميركية في البحر الأحمر، دون أن تصيب أيًا منها، حسبما أعلن الجيش الأميركي الذي أكد عدم تسجيل أي إصابات.
ميناء المخا
بعد أن فقدت السيطرة عليه في فبراير من العام 2017؛ شنّت الميليشيات الحوثية هجومًا على ميناء المخا اليمني بواسطة "قارب مُسير مُفخخ"، وهي المرة الأولى التي يتم فيها الإعلان عن استخدام الحوثيين لتلك الوسيلة.
اصطدم القارب بالرصيف البحري بالقرب من مجموعة سفن، في يوم 29 أكتوبر عام 2017، ونتيجة لذلك وقع انفجار، الذي أعلن التحالف العربي أنه لم يسفر عنه أي خسائر مادية أو بشرية.
فيما أكد الحوثيون مقتل 12 إماراتيا وإصابة 23 آخرين لاستهداف البارجة العسكرية الإماراتية قبالة سواحل المخا، ولم تصدر الحكومة الإماراتية أي تعقيب على الحادث.
وفي اليوم التالي؛ هددت ميليشيات الحوثي، بشكل صريح، بتصعيد استهدافها لحركة الملاحة في البحر الأحمر، مهددة أنها "ستحول البحر الأحمر إلى ساحة حرب".
هجمات ضد التحالف
في 30 يناير من العام 2017؛ أعلنت قيادة تحالف العربي في اليمن، عن تعرض فرقاطة سعودية أثناء قيامها بدورية مراقبة غرب ميناء الحديدة لهجوم إرهابي من قبل 3 زوارق انتحارية تابعة للمليشيات الحوثية.
السفينة السعودية قامت بالتعامل مع الزوارق بما تقتضيه الحالة إلا أن أحد الزوارق اصطدم بمؤخرة السفينة مما نتج عنه انفجار الزورق ونشوب حريق فيها، ما أدى إلى مقتل 2 من عناصر السفينة وإصابة 3 آخرين، بحسب التحالف.
وبعد السيطرة على الحريق؛ واصلت السفينة مهامها الدورية في منطقة العمليات، فيما واصلت القوات الجوية وسفن قوات التحالف متابعة الزوارق الهاربة والتعامل معها.
وفي مارس من العام ذاته؛ أحبطت قوات التحالف العربي، هجومًا كانت تحاول أن تقوم به 3 زوارق تابعة للميليشيات، مرة أخرى على مجموعة سفن قرب ميناء ميدي اليمني.
وبعد بضعة أشهر؛ استهدف التحالف تجمعات حوثية في جزيرة البوادي اليمنية، قال التحالف أنها خططت لأعمال عدائية تستهدف خطوط الملاحة الدولية والتجارة العالمية في البحر الأحمر.
وأوضح التحالف أن الهجوم الذي تم كشفه قبل وقوعه، تضمن التخطيط باستخدام الزوارق السريعة المفخخة ومجموعة من الغواصين، لزرع الألغام البحرية في السفن
وفي يناير من العام الجاري؛ هدد رئيس ما يسمى المجلس السياسي الأعلى الحوثي، بإمكانية قطع طريق الملاحة في البحر الأحمر، معتبراً بأنها "خيارات استراتيجية" سيتم الدخول فيها إذا استمر التقدم غرب اليمن و"وصول الحل السياسي إلى طريق مسدود".
ثم حاولت الميليشيات مرة أخرى وليست أخيرة، في استهداف ناقلة نفط سعودية في أبريل الماضي، لكن التحالف العربي أفشل الهجوم الذي وقع خلال إبحار الناقلة في المياه الدولية قرب ميناء الحديدة على البحر الأحمر.
فيديو قد يعجبك: