أين باراك أوباما؟
كتبت- هدى الشيمي:
أين باراك أوباما؟ سؤال يردده الأمريكيون والعديد من المواطنين في جميع أنحاء العالم على مدار عامين، متساءلين عن سبب صمت الرئيس السابق عن تصرفات خليفته دونالد ترامب، الذي يحمل على عاتقه مهمة تدمير إرث الإدارة الأمريكية السابقة.
تقول صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، في تقرير مطوّل لها، إن بعض الأمريكيين يتساءلون عن مكان أوباما، لكي يتدخل وينجدهم مما يفعله ترامب في بلادهم، ومن بينهم مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي (اف بي آي) السابق جيمس كومي، الذي قال في حواره مع وسائل إعلام ألمانية إنه يفتقده كثيرًا.
ما يزال أوباما في واشنطن، حيث يعمل الرئيس السابق ويمكث برفقة زوجته ميشيل وابنته الصغرى ساشا. تقول نيويورك تايمز إنه منذ الانتخابات الصادمة لم يُدين خليفته ترامب بشكل مباشرة.
تجنب أوباما منذ الانتخابات الصادمة إدانة خليفته مباشرة، وفي الأشهر التي أعقبت تنصيب ترامب رئيسًا للبلاد، لم يوجه إليه الحديث، ولم ينتقد تصرفاته، التي أصبحت مثار جدل كثيرين في العالم.
حسب نيويورك تايمز، فإن أوباما أصدر بيانات دقيقة وواضحة تدافع عن قانون الرعاية الصحية وتدعم اتفاق باريس للمناخ، وتجنب ذكر اسم ترامب.
ولكن أوباما لم يتمكن من السيطرة على نفسه عقب إلقاء ترامب خطابًا أمام الكشافة، بعد ستة أشهر من توليه الرئاسة، تحدث فيه بطريقة غير لائقة عن سلفه وعن منافسته الديمقراطية في الانتخابات هيلاري كلينتون، ومع ذلك تقول نيويورك تايمز إن أوباما أخبر اصدقائه في ذلك الوقت، أن أكثر ما أغضبه أن ترامب تحدث بهذه الطريقة أمام الأطفال، الذين شبههم بالأسفنج يمتصون أي شيء يتعرضون له.
في مطلع يونيو الماضي، بعد أسابيع من انتشار أنباء عن فصل آلاف الأطفال المحتجزين عن ذويهم على الحدود المكسيكية الأمريكية، لم يستطع أوباما التزام الصمت أكثر من ذلك، وتقول نيويورك تايمز إن الرئيس السابق وفريقه قرروا فعل شيئ ما، وأن تتولى قرينته ميشيل زمام المبادرة، فأعادت نشر مقال كتبته السيدة الأمريكية الأولى السابقة لورا بوش على حسابها على تويتر، والذي يتحدث عما حدث للأطفال.
وبعد يومين، مع تفاقم الأزمة واستحواذها على انتباه وسائل الإعلام الأمريكية والعالمية، وبالتزامن مع يوم اللاجئين العالمي، وجد مستشارو أوباما أنه من الأفضل نشر بيان يركز على القيم الأمريكية عوضًا عن سياسات إدارة أوباما.
تقول الصحيفة الأمريكية إن أوباما قرر الخروج من دائرة غضب ترامب، وتجنب حدوث أي مشاحنات بينهما. فقام برحلة إلى الخارج زار فيها العديد من الدول الأوروبية، وقام بإجازة عائلية استمتع فيها مع أسرته الصغيرة قبل توجه ابنته الكبرى ماليا إلى الجامعة. وكان يقرأ الصحف والمجلات، ولكنه لم يتابع تطورات ترامب اليومية على تويتر، ولم يتابع أخباره على التليفزيون.
ونقلا عن اصدقائه المُقربين، فإن الرئيس الأمريكي السابق منزعج من تصرفات الإدارة الحالية، التي تؤثر على القيم الأمريكية والديمقراطية في البلاد، ومع ذلك يرى أن الأهم من كل شيء هو إعداد قادة عظماء.
عندما يسأله أحد اصدقائه عن رأيه فيما يفعله ترامب وفي هجومه عليه بشكل متواصل، يقول أوباما لأصدقائه: "الحفاظ على إرثي ليس كل ما يشغلني الآن، ميشيل وأنا بخير والفتيات أيضًا هذا كل ما يهم".
وفي المحادثات الخاصة والجلسات الأكثر حميمية مع الأشخاص المقربين منه وعائلته لا يذكر أوباما ترامب على الإطلاق. يقول هؤلاء الذين زاروا مكتبه الجديد في واشنطن لنيويورك تايمز إنه قد يقضي ساعات يتحدث عن الأمراض المنتشرة حول العالم، وعندما يتحدث معه أحد عن تصريحات ترامب التي يهاجمه فيها، يضحك أوباما ويغير الموضوع .
يراقب أوباما التغيرات التي تحدث في بلاده من بعيد وفي هدوء تام، ونقلت الصحيفة عن المقربين منه أنه يقضي معظم وقته يعمل على مشروعين، بناء مؤسسته وكتابة مذكراته.
وذكرت نيويورك تايمز أن مؤسسة أوباما تهدف إلى إعداد جيل من القادة الشباب، والاهتمام بالشباب في شيكاغو بصفة خاصة، وأطلقت المنظمة برنامج أكاديمي في جامعة شيكاغو، وأطلقت مبادرة لدعم ومساعدة الطلاب المبدعين. بالإضافة إلى دعم وتدريب 300 شاب في فينيكس وشيكاغو وكولومبيا.
خلال الفترة الماضية زار أوباما العديد من البلاد من نيوزيلندا إلى إيطاليا. وألقى الرئيس الأمريكي السابق ما يزيد عن 12 خطابًا مدفوعًا، فكسب 300 ألف دولار على الأقل، وفي بعض الأحيان حصل على مبالغ أكبر.
فيديو قد يعجبك: